كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 04:48
المحور:
القضية الفلسطينية
اتضحت الموقف المصري من غزة منذ زمن بعيد، منذ اليوم الذي أغرقت فيه حكومة العسكر انفاق غزة بمياه المجاري، وبمياه البحر، ومنذ اليوم الذي أوصدت فيه بوابات معبر رفح وفرضت فيه الإتاوات على القادم والمغادر والداخل والخارج، ومنذ اليوم الذي شيدت فيه الأسوار وحفرت فيه الخنادق، ومنذ اليوم الذي رفض فيه السيسي الاستجابة لنداءات بايدن بفتح المعبر. ومنذ اليوم الذي ارسلت فيه مصر طائراتها لقصف سكان غزة بمعلبات الفاصوليا وبالمظلات المثقوبة. ومنذ اليوم الذي اقسم فيه السيسي كاذبا بقوله : (اروح من ربنا فين إذا كنت أنا الذي يمنع دخول المساعدات)، ثم اتضح انه هو الذي يمنع وصولها إلى الجياع. حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه المهرج (احمد جاموسة) بوجهه الباذنجاني ليدلي ببيان يهدد فيه الشعب الفلسطيني بعدم السماح بتجاوز الحدود بين مصر وغزة، بالقول: (أنا بقول لكم اللي يقرب من حدودنا بيتفرم، أو اللي يحاول يعدي من حدودنا بيتفرم، والله ما بنطبطب على حد دالوقت، لأنو مفيش وقت للطبطبة، الحدود للجميع خط احمر، محدش يفكر يقول والله هنعدي ونشوف ونجرب، هتجرب مش هترجع، أنت خذ قرار التجربة ولكن العودة مش بتاعتك، لأنك مش هتعود). . إلى هنا انتهى كلام هذا الصفيق. وهو هنا يهدد الجائع والمريض والجريح والمنكوب والمفجوع، هكذا وبكل وقاحة يتفاخر بمرجلته على النساء والأطفال. لكنه ومن وراءه حكومة العسكر لن يجرؤ على مخاطبة الخياليم بهذه المفردات السوقية المبتذلة. .
لا جديد في ثرثرة الجاموسة، إذا كانت هذه التحذيرات نفسها وجهها سيده الى ابناء مصر. عندما خاطبهم بهذه اللهجة المتشنجة: (أنا قلت لكم قبل كده، يا حنحكمكم يا نقتلكم، اختاروا . . يا تتحكموا يا تتقتلوا هااااا ؟). فما بالك عندما يكون التهديد موجها للمحاصرين والمضطهدين ؟. .
ويحق لنا ان نتساءل: اين كان احمد جاموسة عندما أرغمت إسرائيل الجنود المصريين المتواجدين في الشريط الحدودي بعدم استخدام الهواتف الحديثة، وعندما أمرتهم بتقليص حجم التسليح ؟. .
وكيف اختفت تهديدات الجاموسة عندما اخترقت الطائرة الإسرائيلية الأراضي المصرية اكثر من 100 مرة، منذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر 2023 ؟؟. .
وكيف اختفت شجاعة هذا المسخ عندما دخلت الطائرات الاسرائيلية بعمق 172 كيلومترا داخل مصر من جهة الحدود مع غزة، قبل أن تعود وتنفذ مهمتها فوق القطاع ؟؟. .
هنالك فرق شاسع بين الرحولك المصطنعة وبين الرجولة الحقيقية، فالذي يهدد ينبغي ان يوجه تهديداته إلى الجيوش والعساكر وليس إلى الأطفال والمرضى والمنكوبين. .
وللحديث بقية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟