أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - غزة بدون احتلال ومنزوعة السلاح














المزيد.....

غزة بدون احتلال ومنزوعة السلاح


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 18:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا شك أن مقاتلي فصائل المقاومة في غزة أبدعوا في مواجهة جيش الاحتلال وأن الشعب الفلسطيني في القطاع صبر وصمد وتحمل الكثير، ولكن لا يبدو في ظل موازين القوى الراهنة أن المقاومة والشعب قادرون على الصمود إلى ما لا نهاية أو هزيمة العدو في هذه الجولة من الحرب، كما لا يبدو أن الاحتجاجات الشعبية على مستوى العالم المنددة بالاحتلال والمؤيدة للحق الفلسطيني والمشاعر الوطنية الجياشة لأهلنا في الضفة والقدس والشتات الداعمة للمقاومة والتي تطالب أهل غزة بالصمود والصبر الخ بالرغم من أهميتها وإمكانية البناء عليها لاحقا ستوقف حرب الإبادة أو تغير راهناً من سياسات الحكومات تجاه ما يجري في فلسطين.
والسؤال الذي يفرض نفسه، ماذا بعد أن أصبح مطلب المقاومة الرئيس وقف الحرب وخروج جيش الاحتلال ومحاولة الاستفادة من صفقة تبادل أسرى تسعى لها واشنطن وكل العالم ويتهرب منها نتنياهو، وهي صفقة ستؤدي في أفضل الحالات العودة إلى ما كان عليه الحال قبل الحرب، مع كل ما لحق بالقطاع من خراب ودمار وعشرات آلاف الشهداء والمفقودين والجرحى والأسرى؟!!!
مطلب المقاومة هذا يُرجعنا إلى خريف عام ٢٠٠٥ عندما خرج جيش الاحتلال من داخل القطاع ضمن مخطط الانسحاب من طرف واحد، وكان يفترض آنذاك أن يتم التفرغ لبناء القطاع ونزع الذرائع من العدو للعودة للقطاع وأن تتكثف حالة المقاومة في الضفة والقدس ولكن الذي جرى أن حركة حماس واصلت تعزيز تواجدها العسكري في قطاع غزة فقط بينما كثفت جهودها في الضفة لإفشال واسقاط السلطة الوطنية، وبعد أشهر وتحديداً في 25 يناير 2006 شاركت في انتخابات لـ(سلطة أوسلو) التي كانت تعتبرها خيانة وفي يونيو 2007 انقلبت على سلطة أوسلو في غزة فقط وأصبحت سلطة حاكمة هناك وطالبت دول العالم أن يعترفوا بسلطتها.
كما أن مطالب حماس اليوم وشروطها لوقف الحرب تُرجعنا الى اليوم السابق للحرب حيث كانت غزة تعيش في هدوء واستقرار نسبي والناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وكل شيء متوفر لهم تقريبا مما يجنونه من رواتب السلطتين والأموال القطرية ورواتب المنظمات الدولية والأونروا والعمل في إسرائيل ومن رواج اقتصادي وإنتاج زراعي وكانت كل المعابر مفتوحة ولا يوجد جيش الاحتلال داخل القطاع...
فلماذا عاد جيش الاحتلال لغزة؟ وهل من خطط لعملية طوفان الأقصى كان يعتقد ويراهن أن غزة يمكنها أن تكون هانوي فلسطين وأن تحرير فلسطين سينطلق من غزة؟
كان خطأ الفصائل وخصوصاً حركة حماس انهم اختزلوا المقاومة وحصروها بالعمل العسكري وتحديداً في الأنفاق والصواريخ وراهنوا على أن مقاومتهم ستحرك الجيوش العربية والإسلامية للمشاركة في معركة التحرير، وراهنت حماس أن عملها العسكري سيعزز من حضورها داخلياً ودولياً لتحل محل منظمة التحرير في تمثيل الشعب ومحل السلطة في تلقي الدعم والتمويل الخارجي، جاهلين أو متجاهلين ما يجري على أرض الواقع من تحولات دولية جيواستراتيجية وما يجرى من عمليات تطبيع متسارعة مع العدو، وأنهم يواجهون أقوى جيش في الشرق الأوسط ودولة مدعومة أمريكياً وغربياً.
بعد كل ما جرى يجب التفكير بغزة بعد الحرب منزوعة السلاح بدون الاحتلال وجيشه، وبدون كل المظاهر المسلحة للفصائل الفلسطينية وخصوصاً الصواريخ والأنفاق، حتى وإن كان هذا مطلب العدو.
قد يكون هذا المطلب صادما ومستفزا للبعض، فكيف نطلب أن تكون غزة العزة والبطولة والكرامة والمقاومة الخ منزوعة السلاح؟ وأين دور قطاع غزة في معركة التحرير؟
من مصلحة غزة وأهلها والقضية الوطنية في هذا الوقت وبعد الحروب المدمرة التي تعرضت لها وتوظيف العدو لغزة وحروبها وحصارها للتغطية على ما يجري في الضفة والقدس وتعزيز الانقسام، وقف كل اشكال الحشد المسلح من أنفاق وصواريخ وأسلحة ثقيلة والتفرغ لإعادة بنائها وعودة أهلها الذين شردهم الحرب، ، وحتى في هذه الحالة فغزة لن تتخلى عن دورها وواجبها الوطني وستستمر محافظة على هويتها وثقافتها الوطنية وسيستمر أهلها متمسكين بحق العودة وبالثوابت الوطنية، ولكنها تحتاج لفترة معافاة، وسيكون دورها وواجبها في إطار استراتيجية وطنية شاملة متعددة المسارات لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، استراتيجية توظف التحولات الإيجابية للرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وتراجع الدعم والتأييد للكيان الصهيوني وحتى لليهود.
(أما آن لهذا الراكب أن يترجل) مقولة تنسب لأسماء بنت أبي بكر الصديق قالتها مخاطبة الحجاج بن يوسف الذي قتل ابنها عبد الله أبن الزبير وأبقاه مصلوباً لأيام، ونحن نقول لقد آن لأهل غزة أن يترجلوا عن صهوة جيادهم ولو في استراحة مقاتل، وليس مطلوب من غزة أن تتحمل لوحدها مسؤولية تحرير فلسطين والدفاع عن الأقصى أو الدفاع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، أو أن يحولها البعض لحقل تجارب لمشاريعهم الفاشلة ويحولوا أهلها لمرتزقة لخدمة أجندة خارجية. ويضاف لذلك لن تنجح أية حكومة فلسطينية أو جهة دولية في وقف العدوان وإعادة إعمار القطاع ووقف المجاعة وهو مطلب له الأولوية الآن في ظل وجود فصائل مدججة بأسلحة ثقيلة و وحوذ الأنفاق وتسود حالة عدم رضا بينها وبين الشعب المكلوم.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة انقاذ ما يمكن إنقاذه
- نهج استعماري واحد من العراق الى فلسطين
- غزة وسفينة التيتانيك
- ممر إنساني أم ميناء لأغراض أخرى؟
- الدبلوماسية الفلسطينية في مأزق
- الحكومة الفلسطينية بين الضرورات الوطنية والاشتراطات الخارجية
- عدو عدوك ليس بالضرورة صديقك
- احزاب وجودها كعدمه
- وما زال التواطؤ مستمرا
- لا كرامة للفلسطيني إلا في فلسطين، ولكن
- فلسطين وشعبها أهم من الأحزاب و قادتها
- الإسلام منهم براء
- أين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب مما يجري؟
- تحولات مهمة في الرأي العام، ولكن
- مجرد سؤال
- إعادة النظر في العلاقة بين اليهودية والصهيونية
- نتنياهو سيستكمل مخططاته وحماس ستعلن عن انتصارها
- شماعة الأخطاء الفلسطينية
- حروب غزة وحماس وخديعة حل الدولتين
- حروب صناعة دويلة غزة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - غزة بدون احتلال ومنزوعة السلاح