أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالرحمن محمد محمد - فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية














المزيد.....

فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 11:58
المحور: المجتمع المدني
    


للفانوس مكانة وقيمة روحانية ومعنوية في أغلب الثقافات وبخاصة في المجتمعات الاسلامية والعربية، وقد رافق الانسان في عصور شتى وما يزال حتى يومنا هذا مع كل التطور الذي طال تصنيعه والتطور الصناعي الذي صرف عنه الاهتمام، وشكله وطرق واساليب الاستفادة منه.
يُقال إن كلمة فانوس تعود إلى الأصل اليوناني (Fanos)، ومرادفها العربي "مِشعل"، وللفانوس في رمضان حكايات لا تنتهي وارتباط وثيق بالقيم الروحانية، في الكثير من الدول الإسلامية يكون ظهور الفانوس واطلالته في واجهة المحلات والحواري إيذانا بحلول الشهر الكريم، والبدء بالاحتفالات والاستعدادات حتى قبل ان يعلن عن رؤية هلال رمضان، ولاشك إن الكثير من النشاطات الاجتماعية ترافق شهر الصيام والعديد من السلوكيات المجتمعية كـ "السكبة" في بلاد الشام، و"القرقيعان" في دول الخليج.
ارتبط ظهور الفانوس بقصص وروايات متعددة في مصر لكنها جميعا ترتبط بالخير والاستبشار بالأجمل والأفضل، وما بقي من جميل طقوس رمضان والفوانيس تجول الأطفال بفوانيسهم في الاحياء والحواري المصرية، والشعبية منها على وجه الخصوص وهم يرددون اناشيدهم التي حفظت عن ظهر قلب منذ مئات السنين، ومن الروايات عن ظهور الفوانيس في مصر خلال شهر رمضان، ان المسلمين أخذوا ذلك من الأقباط وهم يحتفلون بأعياد الميلاد، بإيقاد الشموع المتنوعة والمزينة، وفيما تشير بعض الروايات ان الفانوس ظهر مع قدوم المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر في رمضان من عام358 هـ، واستقبال الأهالي له بالفوانيس، ليصبح تقليدا محببا كل بداية رمضان، بينما يشار في رواية أخرى انان الحاكم بامر الله كان يأمر بوضع الفوانيس في المساجد ليلا طيلة شهر رمضان، كانت توضع في أغلب الشوارع وعلى مداخل البيوت، بينما تميل رواية أخرى ان الخليفة المعز كان يخرج قبيل كل رمضان مع جمع من الناس ليلا يلتمسون هلال رمضان، وكانوا يصطحبون الفوانيس لتضيء طريقهم فباتت كطقس من طقوس التماس شهر رمضان والاحتفال بقدومه.
وفي سوريا كان "الدومري" الرجل المكلف بإشعال القناديل يقوم بإيقادها في الازقة القديمة قبل عصر الكهرباء، ويقوم بتعليق فوانيس إضافية في الحارة أو الحي احتفاء بعيد الميلاد المجيد واستقبال شهر رمضان المبارك”، أما في قرى الريف، ولبعد المسافات بين القرى، كانت الناس تعتمد على قناديل رمضان في الإفطار والسحور، إذ ان امام السجد كان يضيئ قنديلا ويعلقه على المئذنة وقت الإفطار ليعلم الناس بحلول وقته، وتطفأ القناديل حتى حلول وقت السحور ليعود وبشعلها حتى أوان الإمساك.
يتفنن صناع الفوانيس في صناعته وكل حسب ذوقه ومهارته، ورغم بساطة صناعته الظاهرة إلا إنه يحتاج للدقة والذوق الرفيع ليكي يضفي عليه مسحة جمال ووقار تليق به، لارتباطه بطقوس روحانية دينية، وكثيرا ما ارتبط الفن بالدين والايمان، كذلك الفانوس الذي تحمل صناعته اليوم طابعا دينيا ما يضفي على صناعته هالة روحانية.
ما يزال الفانوس الرمضاني يحتفظ بشكلة الخارجي و هيبته، ولكن المواد الأولية والتقنيات الالكترونية باتت تدخل في صناعته، وبخاصة الطبع الالكتروني والقص والتجميع الليزري، والاضاءة الالكترونية، بالإضافة إلى دخول مواد جديدة في صناعة هيكله، وكل ذلك يزيد من الدقة والحرفية في العمل واضفاء مزيد من اللمسات الجمالية.
اليوم يمكن الاستفادة من الكثير من المواد لتدخل في صناعة الفانوس، كالخشب والزجاج والحديد والبلاستيك والكرتون وغير ذلك، ورغم كل التقدم والتطور العلمي ما زال الكثيرين يحبون اقتناء الفوانيس البسيطة المصنعة يدويا، وتعتمد على الإضاءة بشموع عادية بسيطة، تكون مصنوعة ومجمعة يدويا ما يزيدها قيمة معنوية ومسحة من الجمال المعتق، والارتباط بالماضي العريق، وما زالت الأغنيات المحفوظة عن ظهر قلب تردد في الازقة والشوارع تردد أناشيد وتسبيحات ودعوات للخير والسلام والمحبة، فتضيف لامسيات وليالي رمضان بهاء وسحرا واجواء روحانية تريح النفوس والقلوب وتحمل القلوب والالسن لتناجي ربها رمضان كريم والله أكرم.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج
- مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري
- الشاعر الكردي جكر خوين... تسعة وثلاثون عاما من الحضور
- عبد الله البردوني ...ما أصدق السيف!
- -عندما يموت الضوء- جديد الكاتب والشاعر السوري جورج عازار
- وداعا ابنة القصب -الفنانة التشكيلية الكُردية السورية سمر دري ...
- -الميديا- وعبق الورق
- ذيب السرايا -محمد بك سلطان- رجل الأيام الصعبة
- الشاعر “سيداي كلش” شاعر قصيدة الكلاسيك، الجميل
- مجيد غزي...الأثر العطر
- الأديب والفنَّان التَّشكيلي صبري يوسف: السَّلامُ رحيقُ الحيا ...
- نفحات روحانية في طقوس رمضان التراثية
- حلبجة... -الأنظمة- تأكل الحصرم و-الكرد- يضرسون
- بهاء شيخو: محبة الشعب الكردي أرفع وسام على صدر محمد شيخو
- الثور ومكانته في الميثيولوجيا القديمة
- عندما تكون صديقاً لشعب


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالرحمن محمد محمد - فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية