نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:42
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
رؤى لصباح جديد
لم تنل الثقافة العراقية من خزينة الدولة والدول المانحة والمنظمات الدولية مايجعلها ترمي عكاز العوق بعيدا وتنهض بمسؤوليتها الحضارية بما يليق بالعراق ارثا وثقافة وتاريخا .
بقيت وزارة الثقافة كأي شعبة للذاتية والملفات وفوائم الراتب . وحتى إصداراتها لم تكن منتظمة ومؤدلجة بطريقة تفهم منها إن المثقف العراقي يستطيع أن يجد مطبوعا يؤرشف فيه تاريخه الادبي .
فبين حول وحول تصدر مجلات دار الشؤون الثقافية ، وغابت فيها الكثير من نكهة العمل الثقافي والتحريرأيام كانت الاقلام مثلا في سبعينيات القرن الماضي ، يعشقها مثقف طنجة مثلما يعشقها مثقف المشخاب ، وحتى موادها بدت إنها خاضعة لرؤيا الحذر من الرقيب الغير رسمي .
غابت المطبوعات التخصصية . مجلات الفن والتشكيل والازياء والطفولة . وحين يظهر منها للنور كراسا بالوان باهته فهذا يعني إن الأمر كان مشقة كبيرة .
فقط هناك المشاريع الفردية . ولكنها لن تدوم لإن هاجسها معروف ، ورغم إنها في بعضها مشاريع ريادية في ظل هوس الصحف التي تملوها مطابخ المطاعم والراغبين بصناعة حزب والأثرياء الذين يحبون الاعلام دون حتى ثقافة إعلامية . المهم ان يكون هو رئيس مجلس الادارة على اعلى الصفحة الاولى . الى فترةٍ يصيبه الضجر فيغلق الصحيفة والمجلة . والعناوين التي ظهرت وغابت لاتحصى .
ورغم هذا هناك من يقاوم هذا الركود بمشروعه كما في الصحيفة الادبية ( الاديب ) ومجلة مسارات . والنبأ . غير إننا لانقتنع بهذا الخمول المبرر بغياب الامن وهجرة المبدعين وعدم الانسجام بين الوزارة والمنظمات الادبية المهنية . وعلينا ان ندعو أن ورشة عمل حقيقية وفعالة وملزمة ومدعومة بوعد من قبل مكتب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء .
هذه الورش كفيلة بأن تظهر لنا رؤى لمايكون عليه الوضع وحتى لو كلفنا ذلك ان طبع مجلاتنا الادبية خارج البلاد مادام الانتريت موجود ، فكثير من الصحف التي تظهر مع اشراقة الصباح العراقية تحرر وتصدر في اكثر من بلد في نفس اليوم ، كما في الزمان والشرق الاوسط والصباح الجديد التي التحقت الى الركب حديثا ، وهذا يعني إننا نستطيع ان نفعل الذاكرة الثقافية العراقية وبسهولة بظل تقنية ( الحاج بيل كيتس ) .
اتمنى ان أرى دوريات منتظمة لثقافة العراق . هذا البلد الذي يمتلك كونا هائلا من الرؤى والمبدعين .
اتمنى ان تنتظم الاقلام بشهرها ، وان تعاد افاق عربية ( بقاط جديد سراوين ) . أن ينتظم صدور المورد والتراث الشعبي والثقافة الاجنبية . ففي هور الجبايش بردي يكفي لطبع ملايين النسخ ولمئات الاعوام ، مادام الماء عاد الى هواه ، والبط رجع مخيالا في نوافذ الشعر والموسيقى .
ارى إن المجلة الادبية الغائبة الآن . او لنقل الغير منتظمة الصدور الآن مثل طفرة وراثية كفيلة بخلق قاعدة لوعي عراقي جديد ، لا بخلق قاعدة لموت والارهاب والتفخيخ . وهي ايضا كفيلة بأزالة كل شوائب الهدم التي تمارس اليوم بداءا من السُحت الاداري وانتهاءا بفرق الموت .
* العمود الاسبوعي للكاتب في صحيفة الصباح الجديد الخميس 1/ 12 / 2006
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟