أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - على ارصفة الشتات؛ حسونة المصباحي














المزيد.....

على ارصفة الشتات؛ حسونة المصباحي


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 22:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


على أرصفة الشتات رواية لحسونة المصباحي تقع على متن 287 صفحة، وهي صادرة عن شركة المطبوعات للنشر والتوزيع في بيروت سنة النشر 2022 .

الرواية ومن خلال عنوانها الذي شكل مدخلا ناجحا لها ومختزلا وحاملا في احشائه فكرة الرواية القائمة على الترحال بين العواصم والمدن العربية والعالمية والتنقل بين العواصم والمطاعم والحانات وايضا من خلال التجوال والمشي على الارصفة بحثا عن المعنى الجوهري للحياة والنضال وتفسير الذات ومعرفتها وسبر اعماقها بغية الوصول للحقيقة المثلى والمعرفة الفضلى.

كل ذلك يتأتى للكاتب من خلال حوارات الرواية وضيوفها وابطالها الذين يلدهم النص تباعا حسب مجريات الاحدات وحسب مايريد الكاتب من توظيفات تخدم فكرة الرواية والبوح باراءه من خلالها. وهذا بالذات تاتى للكاتب من خلال الشخصية الرئيسية للرواية والتي تدور معظم احداث الرواية حوله ويتم استيلاد الشخصيات بما يخدم الفكرة الاساسية للرواية ويطرح الاراء حول مشاكل المشرق والمغرب العربي، تلك المشاكل المتعلقة بالحرية والديكتاتورية والاستبداد... كل ذلك يتاتى من خلال نموذج المثقف اليساري الصعلوك والرافض للتطويع والتدجين والسير مع القطيع.

تمضي الصفحات بسلاسة سردية ومع توالد وتعدد الاحداث تظهر شخصيات تاخذ لسان الراوي والبطل كسامي شاهين الاشوري العراقي الهارب من العراق والملتحق بصفوف الثورة الفلسطينية في بيروت والخارج معها الى تونس بعد حصار ١٩٨٢ ومن خلال تردده على الحانات في تونس يتعرف على بعض مثقفي تونس من اليساريين والصعاليك ومنهم الراوي العليم باحداث الرواية وصاحب البطولة الاولى فيها، وهو رغم عدم التصريح باسمه الا ان شخصيته بما يبوح على لسانه من اراء يتبين لنا انه هو الكاتب نفسه حسونة المصباحي؛ فغالب الاحداث والاراء الواردة في الرواية تنطبق غالبا على الكاتب، وان المتتبع له ولكتاباته واراءه عبر وسائل شتى يكتشف ذلك دون عناء..

وعلى الارجح بان احداث الرواية معظمها واقعية وان بدت فيها بعض المبالغات والشذرات ، الا ان الكاتب نجح بشكل اثير باطلاعنا على كثير من الاماكن والاراء والشخصيات بحيث تبدو الرواية واقعية فعلا...فهو ومن خلال رصده لاحداث تونس والعراق والشام والمناخات السياسية السائدة فيها وواقع الثقافة والمثقفين والادب فيها وغيرها نجح لحد ما باطلاعنا على صورة البلاد العربية في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي وهذا ما اخبرنا به الكاتب على ظهر الصفحة ٧ من الرواية وهو بذلك يصرح لنا ان معظم وقائع هذه الرواية حقيقية مع اضافات ومجازات واستعارات اقتضتها طبيعة البناء الفني للرواية.

وهذه القدرة على وصف الظروف والحالات الاجتماعية للمقهورين والمستعبدين حيث كانوا قد تكون هي بالذات التي دفعت بالأديب المصري الراحل يوسف إدريس للقول عن قصص حسونة المصباحي: «يكفي أن تقرأ قصة واحدة لحسونة المصباحي لكي تعرف كيف يعيش الإنسان التونسي، وكيف يفكر، وما هي حكاياته وأساطيره الخاصة كما لو انك عشت في تونس عشرات السنين».

في الرواية احداث سلسة ومتتابعة يبدأها الكاتب بمجموعة من المثقفين التونسيين يجتمعون في مقاهي وحانات تونس يمارسون الصعلكة ولعن الظلام بقصيدة او قصة او خاطرة..

هؤلاء المثقفون يحترفون الترحال بغية انجاز ابداعاتهم وفتح افاق لنصوصهم وكتاباتهم فيلتقون في الغربة ويتقاسمون لحظات اليأس ويتجرعون مرارة الهزيمة، يتجرعون كؤوس التيه والتشرد في بلاد خالوها حضنًا أدفأ فاذا هي باردة لا تحوي الا قشورا من الحياة..و ليكتشفوا لاحقا وبعد صراع وتشرد مرير أنهم غرباء ممحوقين أينما حلوا، وهنا يثور احد اهم اسئلة وعوالم الرواية عن الاوطان والمنافي[ارصفة الشتات] هل نبقى ام نعود؟ دون ان يخفى من طروحات صفحات الرواية اظهار المعنى الفلسفي الكامن خلف الشتات ومعانيه الباردة في معظم الاشياء، وهذا ما تبوح به صفحات الرواية وتجيب على اسئلة النفس والروح والاغتراب والتشرد والصعلكة والشرق والغرب والهزيمة والانكسار والتشظي والعدم...

الرواية جائت مسلية وسلسة وغنية بالتساؤلات والافكار وكذلك باسماء الكتاب والمثقفين وارائهم وخاصة البساريين منهم وجلهم يخدمون فكرة الكاتب والراوي العليم ذي التوجه اليساري الحالم.

الرواية جيدة وتهضم على جلسة واحدة لكن لا يفضل قراءتها في رمضان؛ فابطالها واحداثها صعاليك لا يتقنون الحديث إلا في الحانات والخمارات او وهم يترنحون ويتأبطون خصرا انثويا سائبا على ارصفة الشتات...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من مخيم اليرموك الشاهد والشهيد
- الحاج حسن الفدائي الاصيل
- اول درس في السياسة
- فن البقاء
- الى فتح في عيد ميلادها
- حرب فلسطين 1947 - 1948 الرواية الاسرائيلية الرسمية
- اللواء ابراهيم الدخاخني؛ ايقونة في صفحات التاريخ
- حين استشهد المستشفى ونام ضمير العالم
- شهدائنا ليسوا مجرد ارقام؛ عبد الكريم الحشاش مثالا
- اكتُبُ كي اعيش وابقى بينكم
- دروس وتجارب ثورية؛ علاقة الثورة بالجماهير
- عيدنا عودتنا 6/6
- عيدنا عودتنا
- قضية فلسطين والادب؛ يحي يخلف نموذجا
- مهر البومة؛ حنا ابو حنا
- قوات ال 17 سيرة ومسيرة؛ فؤاد معمر
- خلف الاسم تختبيء الحكاية
- عيدنا عودتنا ]1/6[
- باجس ابو عطوان -مات البطل، عاش البطل- معين بسيسو
- عن امل لا شفاء منه؛ فواز طرابلسي


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - على ارصفة الشتات؛ حسونة المصباحي