مصر ليست أي حاجة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 02:48
المحور: القضية الفلسطينية
    

أصيب العالم كله بالذهول عندما ألقى السيسي خطابه الأخير غير المفهوم. والذي جاء فيه: (أنا ما لقيتش. بلد لقيت أي حاجة. همه قالوا لي خذها فخذيتها). فصفق له قادة العسكر، وصفق له من كان معهم في المعسكر. . ولا ندري لماذا صفقوا، وما الذي دعاهم إلى التصفيق بهذا الحماس للزعيم الذي لم يحقق اي نجاح يُذكر سوى نجاحه في تجويع سكان غزة وغلق معبر رفح. .
اللافت للنظر ان السيسي يتنصل الآن عن مسؤلياته التقصيرية بعد عشر سنوات من الاستحواذ على الحكم. وهو أول رئيس يتطاول على مقام ارض الكنانة، وينتقص من قيمتها الحضارية بهذا الأسلوب الارتجالي السمج. .
مصر ليست أي حاجة فهي الحصن الحصين لكل العرب. مصر ليست أي حاجة. فهي الصخرة القوية التي كسرت شوكة الغزاة ودحرت الطغاة، فكانت صمام الأمن والأمان وشاطئ الاطمئنان للعرب والأفارقة في مواجهة الآفات وفي التصدي للتحديات المحدقة عبر كل العصور والدهور . .
مصر ليست أي حاجة. مصر متحف التاريخ القديم والحديث، ومكتبة الثقافة وايقونة العلوم والفنون والآداب. .
مصر ليست أي حاجة. مصر ارض التوحيد والشجاعة والجدعنة، لا تنحني جباه أهلها إلا لله . فجباههم أعلى من قمم الجبل. واعظم وارقى وأسمى وأذكى من أنظمة الحكم التي توارث السلطة في كل مراحل التاريخ، وليس قولك (أي حاجة) بضائرها. .
مصر ليست أي حاجة. مصر لها مكانة خاصة في قلوب الشعوب والامم. فهي الدولة العربية الوحيدة التي توزعت ارضها على ثلاث قارات. تجدها في قارة افريقيا وتجدها في قارة آسيا (سيناء)، وتجدها في أوروبا. فالذي يزور اليونان ويزور مقاطعة كافلا، يجد فيها قلعة مصرية ذات سيادة ترفرف فوقها الأعلام بكل شموخ وكبرياء. .
مصر ليست أي حاجة. مصر أم الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الامم، وكرسي الملك، تلوح القصور والدواوين في جوها، وتزدهر المدارس بآفاقها. مصر حالة خاصة من العشق والوطنية. هواها يجري في شرايينا، ومطبوع على قلوبنا. نشعر بالفخر والاعتزاز كلما سمعنا اسمها. مصر هي شمس الأقمار في ليل بدرها. فمن انت حتى تتعمد الإساءة اليها وتتهجم عليها ؟. نحن لا نعرفك ولا ندري حتى الآن من أنت ؟. ومن اين جئت ؟. ومن الذي قال لك: خذها ؟.
انت الوحيد الذي تتحدث لساعات من دون ان نفهم منك شيئا، فكل ما تقوله عبارة عن أحجيات وطلاسم مبهمة يكتنفها الغموض. .
ولا يسعنا في الختام إلا أن نقول: السلام على مصر وشعبها. السلام على مصر وطورها. السلام على مصر ونيلها. السلام على ارضها وسماءها. السلام عليها وعلى من فيها. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات