سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واضح جدا إن طاغية إيران حاول من خلال إجراء مسرحية إنتخابات الاول من مارس الجاري، أن ينفخ شيئا من القوة والعزيمة والمعنوية في الجسد الخائر للنظام المتهالك، ولکن، أي شئ من ذلك القبيل لم يحدث بل وحتى على العکس من ذلك تماما فإن فشل المسرحية والمقاطعة الشعبية لها، قد جعلت من خامنئي ونظامه أضحوکة أمام الشعب الايراني والعالم.
خامنئي الذي حاول عن طريق الکذب والخداع أن يوفر الاجواء اللازمة والکفيلة بإنجاح مسرحية إنتخاباته المشبوهة التي قام بتحشيد سياسي وإعلامي غير مسبوق لها، ولکن وبعد الفشل الذريع الذي منيت به هذه المسرحية وتيقن خامنئي من إن الشعب مصر أشد الاصرار على إسقاط نظامه وإن لاشئ يمکن أن يحول دون ذلك، فإنه قد عاد مرة أخرى لممارساته القمعية وتنفيذ أحکام الاعدامات الجائرة بحق أبناء الشعب الايراني.
بعد أيام من إيقاف الماکنة الدموية للإعدامات من جانب خامنئي من أجل أن يساهم ذلك في إنجاح مسرحية الانتخابات، وبعد أن صار العالم کله على إطلاع کامل بفشلها الکامل، فقد أعاد خامنئي تشغيل هذه الماکنة من جديد وتم تنفيذ 13 عملية إعدام في أربعة أيام، وهو مايدل على إن الذين يعقدون الامال على إمکانية تغيير هذا النظام وعزوفه عن الاعدامات والممارسات القمعية، وبشکل خاص الدول الغربية التي تقوم بممارسة سياسة المسايرة والاسترضاء معه، إنما ينتظرون أن تتحقق المعجزة على يد نظام فاسد.
والملفت للنظر، إن المقاومة الايرانية وکدأبها في متابعة کل مظالم وجرائم هذا النظام الاستبدادي، فقد دعت من خلال بيان صادر لها بهذه المناسبة لأمم المتحدة والهيئات ذات الصلة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف آلة التعذيب والإعدام في إيران، وتجدد التأكيد على ضرورة قيام بعثة تحقيق دولية بزيارة السجون الإيرانية.
المقاومة الايرانية لم تکتف بإصدار بيان بهذه المناسبة، بل وکرد على الممارسات القمعية وتنفيذ النظام للإعدامات وعشية حلول رأس السنة الايرانية وإحياء الاحتفالات الوطنية، فقد أضرم شباب الانتفاضة النار في مقرات الباسيج و الحرس والمراكز القمعية للنظام في طهران والمدن الإيرانية الأخرى.
وشملت هذه العمليات، التي هي جزء من الحملة الوطنية لرأس السنة الإيرانية، عشرين عملية لخرق أجواء الكبت والقمع في العاشر من مارس في مدن طهران ومشهد وأصفهان ورشت وزاهدان وإيلام ودزفول وآستارا واليكودرز ومحلات وكجساران.
وأثارت هذه العمليات، التي أظهرت تخطيطا دقيقا وتنظيما فعالا من حيث التنسيق والنطاق، شعورا بالخوف والقلق لدى مسؤولي النظام. ويظهر حراك شباب الانتفاضة في هذه الفترة الحرجة قرارا جديا بالتعامل مع الضغوط المتزايدة للنظام والمتواطئين معه بعد الانتخابات الصورية الأخيرة والكشف عن مأزقه الاستراتيجي.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟