أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - لماذا لا يشتكي المصرى













المزيد.....

لماذا لا يشتكي المصرى


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7912 - 2024 / 3 / 10 - 07:28
المحور: المجتمع المدني
    


شيء فظيع أن تجد مدخراتك قد فقدت 90% من قيمتها في ظرف ثمان سنوات ..و أنك لن تستطيع أن تتناول غذائك أنت و زوجتك في مطعم سمك لأن الفرد بعدما كان يتكلف أربعين أو خمسين جنية أصبح يدفع الف جنية .
و أن معاشك .. أصبح لا يكفي إلا لحياة شديدة التواضع بعدما أصبحت علبة الحبوب المضادة للإكتئاب ب 600 جنية .
بصراحة لا أجد تبريرا لهذا الزحام في السوبر ماركات .. و لا لكمية المشتريات الموضوعة في عربات جمع البضائع لكل زبون ..الناس تشترى كيلو اللحمة بخمسمية وبستمية جنية ..وبرطمان القهوة ب360 جنية و علبة التونة بميت جنية ..و البيضة بستة جنيه ..بيشتروا و يخزنوا من أجل رمضان و عزايمة بأسعار تضاعفت عشر مرات ..الغريب إنهم بيدفعوا عند الكاشير الوف الجنيهات .. دون أى تعبير حتي عن إندهاشهم .
أمال فين الفقر ..و العوز .. و الشكوى .. و فبديوهات الدعا علي اللي كان السبب .. مش موجود إلا علي الفيس بوك ..و علي سبيل المزاح..و إستخفاف الدم . من ناس أصبحت تخاف السقوط و بتعالجه بالتريقة و الضحك .
التحليل الطبقي لسلوك الناس في بلدنا ( أو أى مكان ) يحتاج لبيانات و إحصاءات و دراسات ميدانية ..و فهم لطبيعة العلاقات الإجتماعية و الإقتصادية و التطورات السياسية العالمية ..و هي كلها أمور مفتقدة في بلدنا المبتلي بالجهل و الفتاكة و الفهلوة .. رغم كثرة المؤسسات التي يزدحم فيها أصحاب الدكتراة ..و الدراسات العليا .
تحليل حال (الناس) و البحث عن حلول أمور لا تشغل بال من بيدهم مفاتيح الخزائن و بيت المال .. ما يشغلهم هو كيف يستمر رضا (الناس )علي الوضع و إستسلامهم لإرادة القهر ..أو كيف يجرى ترويض كل من يسأل ليه !!..وعلشان إيه !!.. ولأى مدى سيستمر البلاء ؟؟.
عموما ساخذ بما أراه حولي ..و هو أمر قد يكون مضللا .. مثل هؤلاء العميان الذين إلتفوا حول فيل و كل منهم يصف الجزء الذى تصادف وقوفه بجواره علي أساس أنه الفيل .
التفكير في إن أهل مصر كلهم محشورين في السوبر ماركات بيتسوقوا .. تفكير لا يرى إلا الأرجل السمينة للفيل.. ويتغاضى حضرة المتفائل الأعمي عن باقي الأجزاء و التفكير فيها أو ذكرها .
في بلدنا من متابعة ما يحدث في الريف و العشوائيات ..و الأحياء غير المتيسرة بالمدن .. سنجد أن الفقر مستوطن منذ الاف السنين ( مثل البلهاريسيا و الإنكلستوما و الرمد ) ....أغلب الناس هناك معدمين بسبب سوء توزيع الثروة .. و زاد فقرهم في السنين الأخيرة مع الإصلاح الإقتصادى شديد القسوة عليهم.
يعيشون علي أقل القليل ... لا يهتمون بقرارات الحكومة .. فلن يضير الشاه سلخها بعد ذبحها ..هو لن يدفع ضرائب و لن يستخدم الوقود ..و لن يشترى أو يبيع ذهب و دولارات .. و هو طول الوقت بيشحت معلقتين سكر و شوية شاى من الجيران .. وحيفضل يشحتهم مهما زاد سعرها.. و لو رفضوا سيتجه للسماء اللي حاسة بحاله ..عسي أن ترسل له محسنا جديدا.
المعدم المصرى يمكنه أن يسكن وعائلتة في حجرة سيئة التهوية أو عشة صفيح أو مبني بدون سقف مغطي بالكرتون .. و الأمر لم يتغير عبر الزمن حتي في زمن الإشتراكية الناصرية .
.وهو يجهل القراءة و الكتابة ..و لا يشعر بالحاجة إليها ..و إن كان التلفزيون أوالدش قدغير قليلا من درجات جهلة .. ليحل محلها إستسلاما كاملا لتوجيهات الحكومة و الكهان ..
ملابسة لا تتبدل من سنين مهما تغيرت الموضة ..و لا يفكر في هذا الموضوع ..و كلما زاد عدد العيال زاد الرزق فهو سيشغلهم منذ طفولتهم ..حتي ولو بلقمتهم ..و المرض لا يهتم به إنه إبتلاء و الحياة لا تزيد أو تنقص بالعلاج أو الأدوية .
أغلب من يعيش في الأحياء الفقيرة .. لا يهتمون بثمن اللحم أو الفراخ أو الجبنة .. أو الفاكهه .. و بالطبع لا يعرفون باقي الأصناف إلا إذا ذاقوها كبقايا طعام فرح أو مناسبة للمتيسرين .لذلك فإن قرارات الحكومة بالنسبة لهم حبر علي ورق ..و إيش ياخد الريح من البلاط .يكش تولع علي صحابها .
اعلي هذة الطبقة المعدمة يوجد .. من هم (الأكثر فقرا) ..و هؤلاء يعتمدون في الغالب علي شخص أو شخصين من الذين يتكسبون و لهم دخل سواء من وظيفة دنيا في الحكومة .. أوعمل هامشي ( طفيلي ) في القطاع الخاص ..و هم لا يزعجهم إلا إرتفاع قيمة المواصلات ..و السجايرالماكينة .. لذلك لا يهتمون بسعر الدولار بقدر إهتمامهم بسعر الوقود..و السجاير .. يعافرون في البداية .. ثم يستسلمون .؟.
هؤلاء يغطون الفارق في الأسعار إما بشغل أكثر من وظيفة أو تلقيط رزقه بشكل أو أخر من متاهة سوق العمل أو (لا مؤاخذة ) الرشوة و فرض الأتاوات ..و الذى منه ( مش عايز افسر ) .
أعلي هذه الطبقة نجد الفقراء الذين يعتمدون علي البضاعة المدعومة في بطاقات التموين .. تلك الشريحة زاد عددها في هذه الأيام بمن سقطوا من الطبقة المتوسطة ..يصارعون حتي يوقفون تدهورهم ..بتخفيض إحتياجاتهم كما و نوعا ..و العمل بالنصيحة الرائعة (( اللي يغلي م تشترهوش ))
لكنهم في الواقع لا يستطيعون أن يفعلوا هذا مع الكهرباء و المياة ..و الغاز و التليفون المحمول ..و مصاريف المدارس و الدروس الخصوصية .. فهذه أسعار لا تفاوض معها.
الطبقات حتي هذه الشريحة ( معدم ، شديد الفقر و فقير ) لا تشتكي ..و لا تفكر في الغد و لا يهمها سعر الدولار أو الذهب أو الخمور أو الملابس المستوردة .. أو الطعام العالي التكلفة ( لحمة ، سمك ، طيور ، بسطرمة ، كبدة ... الخ ) و هي في نفس الوقت لا تدخل السوبرماركت ..إلا عندما تقوم إنتفاضة فيذهبوا لنهبه .
الشريحة المستورة والتي أنا و حضرتك منها والتي ستجدها بكثرة علي الفيس بوك .. أصبحت الأن ..لا هم لها إلا الشكوى و التحسر علي الزمن الذى مضي .. عندما كان يحرص مبارك علي ألا تزيد الأسعار ..((و مع ذلك ثرنا عليه )) .. ((تستاهلوا اللي حيجرى لكم ))..
شريحة في الحقيقة لا تثور ..و لا تأخذ مواقف و ليس لديها حلول .. تحاول أن تتوائم مع الظرف الجديد بإستخدام مبررات مثل أهو أحسن من حكم الأخوان أومش أحسن من لو نبقي زى سوريا و العراق و الصومال و أفغنستان .
و هي تحاول أن تحذر من اللي حصل في الأرجنتين و لبنان ..و لكن أصواتها تختفي بمجرد ما يطلع النهار ..و تذهب صفحات الفيس بوك إلي المخازن ..
هؤلاء .. لا يذهبون أيضا للسوبر ماركات إلا لو كان فيه تخفيض لصنف معين ..و هم قد توقفوا عن شراء كل ما هو مستورد.. كمقاطعة لداعمي إسرائيل .. أو لمعاداة أردوغان تركيا ..و يستثتون القهوه ( النس كافية ) و الشاى ..والسكر و الزيت .
في منازل هذه الشريحة ستجد الفول و الطعمية والكشرى و العدس والجبنة البيضاء و العسل الإسود و الطحينة .. و يمكن بعض البيض .. و ممنوع الجبنة الريكفورد .. و أخواتها .. أو اللحوم الطازجة أو المعالجة ..أو المعبئة .. وأهي مستورة محدش بينام جعان
تبقي الشريحة المتيسرة التي توحي بأن المصريين يعيشون في رغد و سعادة ...
معرفش بيجيبوا الفلوس منين ..الواد و لا البت منهم بيصرف الف و الفين جنية في الكافتريا بدون أن يهتز له رمش ..
هؤلاء .. مهما زادت الأسعار .. فالأمر لا يعنيهم ما دام سر مغارة علي بابا معروف لديهم ...و إفتح يا سمسم ( ذهب مرجان ياقوت ..أحمدك يارب )..و يذهب لعمل أكثر من عمرة في السنة ..ويحج حج فاخر .
لا أريد أن أغامر و أحدد نسب لكل شريحة ..و لكن المعدمين ..و الأشد فقرا لا يقلون عن نصف المجتمع الذى يذهب لصناديق الإقتراع و يقول نعم لقاء زجاجة زيت و كيس مكرونة ..و شوية سكر .
و الشريحة اللي تعاني من الثراء .. ليست كبيرة ..أغلبها كون ثروته خلال السنين الثمانية الماضية .. لقربه من القربة المخرومة . .وهي شريحة خاضعة يحركها أوليجاركية حضرات المليارديرات المتحكمين في البلد ...و لا أمر يعلو علي ما تأمر به المصارى
كل أبناء هذه الشرائح لا تسمع لهم صوتا .. مهما زاد البؤس ..و الفقر ..و الفاقة .. لقد إعتادوا علي ذلك منذ الأف السنين و إنحصر الصراخ و النقاش ..و قص القصص في الشريحة التي لازالت مستورة..
السبب لانها تخاف من باكر أن تسقط عندما يصبح الدولار بميت جنية ..و تفقد مدخراتهم 99% من قدرتها الشرائية .. أو تفلس البلد ..و يضع الديانة إيديهم علي الأموال اللي في البنوك .
هؤلاء مسموح لهم ..يبرطموا زى م هم عايزين .. فشكواهم و أشعارهم و قصصهم ..و نكتهم .. و حواديت أحزانهم .. لن تغير مسار القافلة التي يقودها المتيسرون .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و دخلنا أمس في النفق المظلم
- إعتراف سلبي معاصر
- عندما باع عواد أرضة
- الأسباب و الحلول للمسألة المصرية
- هزمنا في كل مكان ذهب إليه الجنود
- قرن مضي دون تحقق
- بدأت المأساة عندما إنقلب البكباشية
- أصبحت الحياة صعبة في بلدى .
- بشاير الكارثة ..كيلو اللحمة بخمسميت جنية
- الدنيا إتغيرت .. و مبقتش علي مقاسي .
- في رحاب البيروقراطية
- صلاة في محراب العبقرية
- جذوة الثورة كامنة لم تخمد تحت ركام الخوف
- مضي قرنين .. هل تعلمنا الهيروغليفية
- فلنعيد كتابة التاريخ العالم تغير
- حامد كان أكثروعيا ..فهاجر
- حوار حول هل نستقبل الغزاوية في مصر
- عبد الناصر بعد الهزيمة
- صعود و سقوط الطبقة الوسطي
- حروب مصر بدأت في فلسطين 1948


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - لماذا لا يشتكي المصرى