أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها - عادل آحمد - قضية تحرر المرأة قضية عمالية!















المزيد.....

قضية تحرر المرأة قضية عمالية!


عادل آحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7909 - 2024 / 3 / 7 - 16:45
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها
    


تقول الكساندرا كولونتاي احدى ابرز فعالي الحركة النسوية العالمية في القرن العشرين في مقالتها المنشورة الأساس الاجتماعي لقضية المرأة



" أولاً وقبل أي شيء، يجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً؛ هل بالإمكان ظهور حركة نسوية موحدة في ظل مجتمع قائم على التناقضات الطبقية؟ والحقيقة أن النساء اللواتي يشاركن في حركة التحرر الوطني، في نظر المراقبين المحايدين، لا يمثلن كتلة واحدة متجانسة واضحة.

وعالم النساء منقسم لمعسكرين، تمامًا مثلما هو عالم الرجال؛ وهكذا، فإن تطلعات ومصالح أحد هذيَن المعسكريَن يجعله قريباً من الطبقة البرجوازية، في حين أن المعسكر الآخر وثيق الصلة بالبروليتاريا، والتي يوفر مطلبها بالتحرر حلاً كاملاً لقضية المرأة. ورغم أن كلا المعسكرين يرفع شعار "تحرر المرأة"، إلا أن أهدافهما ومصالحهما مختلفة. فكل معسكر من المعسكرين يستمد – دون وعي – نقطة انطلاقه من مصالحه الطبقية، مما يصبغ أهداف ومهام كل معسكر بصبغة مختلفة تماماً عن الآخر.

وعلى الرغم من أن المطالب النسويّة تبدو جذريّة، إلا أنه يجب علينا ألا نغفل عن حقيقة أن النسويات لا يمكنهن، انطلاقاً من موقفهن الطبقي، النضال من أجل تحول جذري في الهيكل الاقتصادي والاجتماعي الحالي للمجتمع، والذي دونه لا يمكن أن تكتمل عملية تحرر المرأة.…"

اليوم تضيع قضية تحرر المرأة في غموض وعدم وضوح رؤيتها السياسية والواقعية، اكثر من أي وقت مضى بسبب كثرة الحركات والمنظمات النسوية العديدة والمختلفة وعدم إيجاد مكانة أصلية في مجتمع وعالم مليء بالتناقضات الطبقية. ان المنظمات النسوية حسب موقعها الطبقي تنظر إلى تحرر المرأة؛ ان المرأة العاملة تختلف مطالباتها التحررية عن مطالبات المرأة البرجوازية على الرغم من ادعاء كلا الطرفين او كلتا الطبقتين بالنضال من اجل تحرر المرأة. ان مطالبات المرأة البرجوازية لا تتجاوز حق النساء في إدارة الأعمال الاقتصادية اوفي السياسة سوى حق الترشح او حق المشاركة في الانتخابات الفعلية. أي ان المرأة البرجوازية تحاول ان تكون مثل الرجال في الطبقة البرجوازية الانخراط في إدارة الدولة البرجوازية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وتطالب ان تكون نسبتها متساوية تقريبا مع الرجال في شؤون عمليات الأرباح والرأسمال. وان منظماتها و مؤسساتها و ورش العمل لديهاوتعليمها التربوي و … الخ يكون في خدمةً ومصالح تحقيق الحقوق المتساوية مع بقية الرجال في طبقتها البرجوازية. ولهذا راينا تسمح لها في جميع انحاء العالم هذه المنظمات وتشارك زوجات رؤساء ووزراء وعلماء وخبراء في مجالات مختلفة في تجمعاتهم. ان مشاركة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية في قضية حق الإجهاض او جين فوندا الممثلة الأمريكية الغنية المشهورة ان تكون في راس منح جوائز لفعالي النساء في البلدان العالمية وغيرها… في تجمعات ومؤتمرات النسويات العالمية، يدل على ان قضية تحرر المرأة بالنسبة لمرآة البرجوازية لا تتجاوز مطالباتها الحقوقية المتساوية مع رجال الطبقة البرجوازية. أي ان المرأة البرجوازية تطالب ان تكون متساوية مع الرجال في مصالح البرجوازية في كل شيء، في المشاركة في الاستغلال الطبقة العاملة، في المشاركة في خلق عدم المساواة في الأجور، في مشاركة إفقار المجتمع، في مشاركة اندلاع الحروب والاقتتال، في خلق أزمات سياسية واقتصادية مع بقية رجال الطبقة البرجوازية.

ولكن تحرر المرأة من وجهة نظر المرأة العاملة يختلف كليا عن وجهة نظر المرأة البرجوازية. ومطالبات المرأة العاملة تختلف كليا عن مطالب المرأة البرجوازية كما هي الحال التناقضات في المجتمع البرجوازي بين العمال والرأسماليين. ان منظمات النساء العمالية تهدف إلى خلق حقوق متساوية في الأجور وحقوق ايجاد فرص عمل متساوية مع بقية العمال في المجتمع الرأسمالي وتنظيم صفوفها مع باقي طبقتها من الذكور لتحرير المجتمع من عبودية الرأسمال. أي ان مطالبات المرأة العاملة تهدف في تحرر المرأة بالكامل من تبعات الاستغلال وعدم المساواة. تحرر من عدم المساواة الاقتصادية في المجتمع تعني القضاء على التناقض بين العمل والرأسمال أي القضاء على العمل المأجور والنظام الرأسمالي. ان تحرر المرأة بالكامل لا يتم الا بالقضاء على التناقضات في المجتمع البرجوازي والتي ليس هنالك استغلال انسان للإنسان بالمعني الحرفي للكلمة. ان وجود منظمات المرأة التحررية العمالية تهدف إلى توحيد صفوف المرأة العاملة وانهاء أولا عدم مساواتها مع بقية طبقتها من الرجال ومن ثم نحو التحرر بالكامل مع بقية طبقته بالكامل عن طريق القضاء على النظام الاقتصادي الرأسمالي.

نرى اليوم في قوانين اكثرية الدول الصناعية المتقدمة تحررا في بعض جوانب قضايا المرأة والتي اكتسبت بجهود ونضالات الحركة النسوية والعمالية. ولكن في الحياة الواقعية وفي الممارسة اليومية للطبقة البرجوازية تجاه النساء العاملات نرى هنالك بوضوح عدم المساواة بين المرأة والرجل. اجور المرأة العاملة اقل من أجور الرجال العمال. المرأة العاملة تتعرض للبطالة في أولى سياسات التقشف والأزمات قبل الرجال. وان تربية الأطفال يكون دائما على عاتق النساء، وجود نسب كبيرة لاضطهاد النساء والاعتداء الجنسي والنفسي والجسدي رغم وجود قوانين وعقوبات لان المجتمع لايزال ذكوري...

اعتقد ان حركة تحرر المرأة العالمي تفتقر اليوم إلى النظرة السياسية التي كانت سائدة في بداية القرن العشرين. ان عدم ظهور فعالي الحركة النسوية في يومنا هذا أمثال كلارا زيتكين والكسندرا كولونتاي و نادجيتا كروبسكايا و روزا لوكسمبورغ و اينسيا ارماند… تعود إلى ضعف الحركة العمالية والاشتراكية في العالم. ان كل تقدم في تطور النضالات العمالية والاشتراكية يصاحبه تطور في نضالات الحركة النسوية العمالية وتبرز إلى العلن فعاليها وقادتها السياسيين. ان الغموض وعدم وضوح قضية تحرر المرأة اليوم برأيي تكمن في إزالة الفوارق والمصالح والاهداف بين النظرة العمالية والنظرة العامة (البرجوازية). ان عدم وجود رؤية واضحة بين المصالح والاهداف الطبقية المختلفة لقضية تحرر المرأة يؤدي إلى سيطرة النظرة البرجوازية على حركات تحرر المرأة ومساواتها وهذا بدورة يبقي قضية المرأة ومشاكلها وعدم مساواتها في المجتمع إلى الحل الجذري، والتي تكمت بتحرر المرأة اقتصادياً سياسياً واجتماعياً وتحقق مساواتها بالكامل من الناحية الاقتصادية والاستغلال والعبودية من نير الرأسمال. إذا نريد حقا ان تتحرر المرأة بالكامل، علينا ان نركز كاشتراكيين على تحرر المرأة في طبقتنا العمالية.



#عادل_آحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الكهنوتية المعممة
- الإرهاب.. من الحشاشين إلى الولائيين!
- ما هو عيد النوروز ولماذا تحتفل به شعوب إيران وآسيا الوسطى وا ...
- حكاية المرشد المزيف.. مع صاحب المفتاح المزيف!؟
- علي خامنئي والأربعين ألف حرامي!؟
- رافي شنكر وابنته أنوشكا أسطورتا الموسيقى الكلاسيكية الهندية
- الشاعرة الإيرانية الثائرة التي هزّت أركان نظام عصابات الملال ...
- خامنئي المفلس يبحث في دفاتره القديمة
- إيران تحت احتلال قوم لوط
- قصيدة -في غيابك الفصلُ مهجور-
- قصيدة -إنها خضراء ثانية- للشاعرة الإيرانية الثائرة هيلا صدّي ...
- أغنية إيرانية متمردة
- شاه إيران.. بين أكاذيب هيكل وإشادات السادات
- بعد السعودية وإيران.. تركيا جسر عبور الإرهابيين
- الخلافة الإسلامية.. من خامنئي إلى البغدادي
- داعش على خطى ملالي إيران والمنظمات الإرهابية
- صعوبة التعامل مع فاقدي البصيرة والعقول المتحجرة
- إعتذار قناة المنار للبحرين ضربة لثورة 14 فبراير الكاذبة
- أحادية أم مشاركة
- أية إصلاحات هي التي تلبي طموحات الشعب السوري ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها - عادل آحمد - قضية تحرر المرأة قضية عمالية!