|
انفضاح أم انتصار للخط الانتخابي داخل -النهج الديمقراطي-
و. السرغيني
الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 10:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
يبدو أن قانون المشاركة الانتخابية الجديد والذي تقدمت به أحزاب الأغلبية الحكومية و البرلمانية.. قد أشعل لهيب الحمى الانتخابية قبل أوانها، و يبدو كذلك أن أنواعا من الاصطفافات السياسية الجديدة ستفرضها الوقائع و التطورات بالنظر للارتباك الحاصل حول الموقف من الانتخابات بالنسبة لأحزاب "ما وراء العتبة" من جهة، و من جهة أخرى قوة و قدرة هذه الأحزاب على الارتباط بقضايا الجماهير الآنية و بشكل خاص قضايا الغلاء و الخوصصة و الزيادات في الأسعار. و إذا كانت بعض الأحزاب الصغيرة، من سلالة الحركة الاتحادية، عاجزة عن الاختيار في مواجهتها لهذا الوضع في الأشكال النضالية للضغط و لتجذير كفاحيتها و الارتباط أكثر بجماهير الشعب الكادح.. فالأمر غير مفهوم بالنسبة لسلالة الحركة الماركسية اللينينية و لحركة الطلبة القاعديين: "النهج الديمقراطي"! فما نعرفه عن هذا الحزب هو مقاطعته للبرلمان و رفضه القاطع لنقل الصراع الطبقي من مستواه الجماهيري لمستواه المؤسساتي.. بل و رفض أغلبية أطره و منظريه اعتبار المؤسسة البرلمانية على أنها برلمان حقيقي يساير المكتسبات الديمقراطية التي حققتها الثورات البرجوازية في أوربا. فعلى العموم و لكي لا نتسرع في أحكامنا و استنتاجاتنا، يمكن أن نقول أن هناك انتصار ميداني واضح و فاضح للخط الانتخابي من داخل "النهج الديمقراطي" و هناك أيضا تنازلات يسديها "النهج" مجانا لما يسمى "بتحالف اليسار" و هو تحالف مشكل من أحزاب "الطليعة" "المؤتمر الاتحادي" "الاشتراكي الموحد" و "النهج الديمقراطي".. تحالف ولد مشلولا و عاش مشلولا إلى أن نصحه "الحكماء" بوصفة الانتخابات السحرية إلى هنا يمكن اعتبار الأمور عادية، و في جميع البلدان، بما فيها العريقة في ممارسة الديمقراطية البرجوازية و بما فيها بلد أول ثورة برجوازية في التاريخ الإنساني، تاريخ صراع الطبقات: فرنسا.. هناك من التيارات اليسارية من يشارك و من يقاطع، هناك من يمارس المقاطعة السلبية و هناك من يمارس المقاطعة الإيجابية.. و لن نذكر كذلك بإحصائيات المقاطعين من الكادحين في جميع بلدان العالم و لا بطريقة إشراك بعضهم بالترهيب و الترغيب لأن هذا ليس موضوعنا. ما استغربنا له في مدينة طنجة هو مكر أحزاب الحركة الاتحادية و قدرتها على استبلاد "النهج الديمقراطي" بأن وظفته في الإشراف على تنظيم وقفة احتجاجية ضد القانون الانتخابي الرجعي و الإقصائي..الخ فلكي لا تخلط الأمور و لكي لا تلعب التجنيات الانتهازية لعبتها الخسيسة وجب توضيح موقفنا كماركسيين لينينيين أنصار الخط البروليتاري، الذي لا يخرج عن تراث و تجربة الحركة الماركسية اللينينية العالمية و الأممية، الموقف الذي صرحنا به مرارا و الذي يرفض التعامل مع المشاركة في الانتخابات أو مع مقاطعتها بشكل مبدئي ثابت و حاسم، يعني أن مواقف مجموع تيارات الحملم تخضع للمنهجية العلمية "التحليل الملموس للواقع الملموس" و بالتالي فالمشاركة الانتخابية في الظروف و الشروط الحالية تضر و لا تفيد النضال الجماهيري في شيء.. بل أن ما بنت عليه الحركة الاشتراكية العالمية و ما استندت عليه لتبرير المشاركة ينعدم كليا في تجربتنا السياسية في المغرب.. هذا دون أن يكون لنا أدنى تحفظ في الرفض لقانون الانتخابات و لكل القوانين الطبقية التي تطبخها الدولة عبر حكوماتها و مؤسساتها و منتدياتها و مجالسها..الخ نرفض و نشهر و نفضح سياسة النظام الاستبدادي القائم في المغرب من موقع الارتباط بالجماهير الكادحة و بقضاياها المصيرية و ليس من موقع المشاركة و الشراكة لتقديم الاقتراحات و التعديلات بشكل نخبوي و معزول عن الجماهير و عن قضاياها الحيوية. فالوقفة الاحتجاجية التي أقيمت اليوم أمام مقر ولاية طنجة، أوضحت بالملموس مستوى النذالة و الخبث السياسي الذي تعاملت به عناصر من هذا "التجمع اليساري" عناصر استغلت و بشكل انتهازي مقيت أمية و بؤس المواطنين و اتصلت ببعض الأحياء الشعبية المتضررة من غلاء فواتير الماء و الكهرباء و أقنعتها بالحضور للوقفة للاحتجاج ضد شركة أمانديس المستفيدة من صفقة الخوصصة و التفويت.. دون أن تشير من قريب و لا من بعيد للأهداف الحقيقية للوقفة الاحتجاجية.. و كادت الأمور أن تمر كما خطط له "الدهاة" فالاستبلاد الانتهازي الذي مارسته هذه العناصر لم يدم كثيرا بعد انفضاح الشعارات الحزبية الضيقة و بعد انفضاح ازدواجية المواقف عند البعض الذي كان بالأمس القريب يرفع شعارات "عليك الأمان لا حكومة لا برلمان".. و "لا انتخابات لا برلمان" أمام شركة أمانديس. و بطبيعة الحال فمناضلي اليسار الجذري الحقيقي لم تفتهم الفرصة وفهموا بسرعة سياسة الاحتيال و تمكنوا من الارتباط في الحين بجماهيرهم و انتفضوا ضد الانتهازية و التوظيف الجبان لقضايا الكادحين من أجل الجذبة الانتخابية و من أجل مشاكل حزبية ضيقة و خاصة.. فحققوا وقفتهم الاحتجاجية النوعية بالارتباط بالجماهير المتضررة و ليس بالنيابة عنهم و ليس بالتحايل عليهم.. معلنين أننا سنبقى مخلصين أوفياء للخط الجماهيري الكفاحي، خط الارتباط بالجماهير و بقضاياها التي ينتجها معمعان الصراع الطبقي و ليس نقاشات و وصفات البنايات المغلقة و القاعات المكيفة..الخ إشارة أخيرة للإجابة على بعض الاتهامات الرخيصة و التجني بالتعميم.. لنقول بأننا أوضحنا كفاية موقفنا خلال الوقفة و من خلال هاته المسودة الأولية فنحن نحترم مواقف الأحزاب المتضررة من قانون الانتخابات الرجعي و الطبقي، نتضامن معها ضد الحيف و الإقصاء السياسي، إذا فضحنا و شهرنا بسياسة نظام الاستبداد القائم بالمغرب في هذا المجال فإننا نفضح في نفس الوقت الرهان على النضال المؤسساتي لحل قضايا الصراع الطبقي، نفضح الخبث و الانتهازية السياسية التي تعجز عن التعريف بقضاياها و مشاكلها مباشرة فتتخذ الجماهير قنطرة و تستعمل بؤسها و شقاءها مطية للوصول لأهدافها الواهمة. و بالتالي لن نعفي الصامتين و سنعتبرهم متواطئين إذا لم يفضحوا مثل هاته الممارسات.. و إذا لم يسائلوا رفاقهم في أحزابهم عن سر الاختفاء لأسبوعين عن بوابة أمانديس ثم الظهور فجأة بمكبر الصوت، الذي غاب عن جميع الاحتجاجات، و باللافتة و بمناشير الدعوة للحضور..الخ لماذا غيبت جميع هذه الإمكانيات البشرية ـ لم تتعدى الوقفة 50 شخصا على أقصى تقدير ـ و اللوجيستيكية خلال الوقفات الجماهيرية و خلال مسيرة الألفين شخص يوم الأربعاء الفارط. لكم الإجابة بعد هذه الأسئلة و الحوار مفتوح و سيظل مفتوحا بين جميع المناضلين اليساريين التقدميين الصادقين فإخلاصنا و وفائنا لقضايا الكادحين و لخطنا السياسي و لمرجعيتنا الماركسية و لمشروعنا المجتمعي الاشتراكي هو الحصن الوحيد ضد العزلة و هو السبيل الأوحد لضمان ارتباطنا بكادحي شعبنا و بتوفير مصداقية عملنا اليساري المبدئي في أوساطهم. و. السرغيني 29/11/2006
#و._السرغيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى أين يسير -النهج الديمقراطي- بطنجة
-
طنجة التضامن مع الشعبين الفلسطيني و اللبناني يعني الاحتجاج
...
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|