|
الاسلام بين النفاق وانفصام الشخصية.--وبعد ان قبل اخاه الملك فيصل . قدم له هذا الاخير صورته في الكازينو
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 10:47
المحور:
حقوق الانسان
جاء في سورة البقرة :((واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعانِ فلستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعللهم يرشدون)) الاية 186. الشعب السعودي يؤمن ان الله قريب جدا من هذا البلد بسبب وجود الحرمين ، كما يعتبرها هبة سماوية . ويلعب المطاوعون والبرامج التلفزيونية الدينية دورا كبيرا في ابقاء الجو الديني مسيطرا على المملكة . وتسير الحياة هنا على ايقاع الصلوات الخمس . ففي ساعة الصلاة تغلق المحلات التجارية ابوابها ، وتوقف الدروس في الجامعات، وينقطع سير العمل في الدوائر . يبلغ الضغط الديني اوجه في رمضان ولنا ان نتصور مصير المسلم الذي يتجرأ على الافطار ---يحرص السعودي في رمضان على الظهور بمظهر التقي الورع.، فلا يتناول المسكرات ولا يعقد الصفقات التي قد يترتب عليها الفائدة والربا------ يهرب السعودي من بلده ويتحول الى (بدوي) من الرحل . فيسافر الى اوروبا أو الولايات المتحدة أو بقية الدول العربية. أما الامراء والاثرياء منهم فيفضلون قضاء عطلهم في لوس انجلس وكاليفورنيا حيث يغيبون عن الانظار ويعيشون حياة رفاه وحرية . ويفتش السعوديون عن القصور الفخمة في باريس وكان. وان كانوا يرونها اقل توفيرا للسرية. الطبقات المتوسطة من جهتها تفضل البقاء في العالم العربي .----المغرب ايضا له زواره السعوديين ، ويملك بعض الامراء قصورا فخمة هناك يقصدونها للصيد مع صقورهم ولملاحقة النساء المغربيات الجميلات والسهلات .كما يقال- لدرجة ان المغرب اصبح عدو المتشددين الدينيين في السعودية هناك ايضا دبي التي تبعد عدة ساعات فقط عن الرياض ، ويأتيها السعودي ((لاعادة شحن بطاريته)) في نواديها الليلية وفي احضان مومساتها الروسيات ينسى السعودي دينه ونبيه. ومنذ ان شيد الجسر الذي يربط بين السعودية والبحرين اصبحت المنامة هي ملهى السعودية ، ولا يتركها السعودي الا بعد ان يحصل على كل ما يريده من الخمور ، ولو كان عليه ان يفاقم من حوادث السير. السعودي يسافر طيلة فترة السنة . فهناك اسفار الصيف التي يجهز لها السائق السوداني ، والخادمة الاريترية ، والمربية الفليبينية والطباخ اليمني-- وهناك سفرات العمل، حيث يجمع السعودي العمل بالمتعة--- بالمحصلة يقضي السعودي عدة اشهر من السنة خارج دياره يتحول فيها الى انسان آخر. ويبدأ ذلك في المطار عندما يرتدي بزته الغربية ،(صور كثيرة لملوك السعودية بالبزاة الغربية) بينما تنتظر المرأة اقلاع الطائرة لخلع عباءتها وحجابها ، ويستمر تحوله في فنادق اوروبا وامريكا حيث يمارس السعودي كل ما هو ممنوع عليه في بلده --فقد انقضى الزمن الذي كانت تسلط فيه الاضواء على حوادث الامراء وتصرفاتهم الشائنة( سرقات من الفنادق والمحال ، اغتصاب اطفال في تايلند وغيرها---شذوذ جنسي، ----) ، ومنهم الملك فهد الذي خسر عدة ملايين من الدولارات في ليلة واحدة ، في احدى كازينوهات كان. وقد سبب له ذلك فضيحة كبرى ارغمته على مغادرة المملكة لعدة اشهر اذ انه لم يكن قد تسلم حينها مقاليد الملك ، وكان يشغل منصب وزير . ولدى عودته وبعد ان قبل اخاه الملك فيصل . قدم له هذا الاخير صورته في الكازينو التي كانت قد نشرتها احدى الصحف الفرنسية آنذاك.
لكن السفر وحده غير كاف لقتل ملل السعودي ، ولهذا تكثر السهرات الرجالية المشبوهة في الرياض وجدة. وغالبا ما يضطر المشاركين في هذه الحفلات الى ترك سياراتهم بعيدا عن منزل المضيف بغية التواري عن عيون المطاوعين ، فالتزام الحذر واجب دائما والا كان الجلد والفضيحة. ويكثر السعوديون من استهلاك الكحول للتخلص من السأم والضجر ، وتدعي شركة (جوني ووكر) لانتاج الوسكي ان السعودية هي افضل زبون لديها في العالم العربي . هناك ايضا أولئك الذين يملأون فراغ حياتهم بتعاطي المخدرات او ما يسمى (بالفراديس الاصطناعية) . وهذا هو حال الشبان الذين يخضعون لكل صنوف الاحباط . وبدأت المخدرات، بالاضافة الى الخمر وللأسف الشديد ، تلقي بثقلها على المجتمع السعودي . وتعترف السلطات علنا بخطرها ، وتقر خلسة ان المدمنين ليسوا جميعهم من الاجانب . كما لم تؤد صرامة العقوبات المفروضة على المهربين (قطع الرأس) الى الحد من انتشارها . فهذه البلاد القائمة على المال والملل تمثل سوقا رائجة لتجار المخدرات . اضف الى ذلك ان المادة الأولية موجودة على مقربة من المملكة. فهي تأتيها من لبنان ، وخاصة من افغانستان وباكستان . والباكستانيون والنيجريون الفقراء هم اكثر من يعمل في هذه المهنة التي تهيء لهم رواتب تعادل عدة سنين عمل في سفرة واحدة. لكن كيف يمكن ان نتصور ان يحصل اولئك البؤساء على تأشيرات دخول دون تواطؤ داخلي؟ وعلى اي مستوى يتم ذلك؟
السعودي مدمن على مشاهدة التلفزيونات الغربية التي اصبحت بمثابة مخدر حقيقي . ففي اكثر المنازل هناك جهاز تلفزيون في كل غرفة . وقد اضحت البرامج في التلفزيونات الغربية مخدرا حقيقيا . وفي معظم الاحيان تتساكن البرامج الدينية مع برامج المنوعات المثيرة.
يصنع الشعب السعودي الآتي من الفيافي والقفار محدته شيئا فشيئا ، لا على اساس الدين كما قد يتبادر الى الاذهان وانما بالمال والثروات . منذ قرن واحد كان السعودي معدما بائسا يتضور جوعا ، وها هو اليوم ثري ، يزن بهدوء القوة التي توفرها له الثروة المالية دون ان يتمكن من الاستفادة من ثروته في بلاده. فالممنوع اكثر من المسموح . وهو مضطر الى الاختباء كي يعيش بالطريقة التي يريدها . وهذا بذاته كافِلبلبلة اكثر الرؤوس تعقلا ---. وهو يعيش اليوم في منزله قاسما وقته بين الصلاة والافلام الغربية في نوع من الانفصام يؤدي به الى النفاق في حالات كثيرة . هل نذكر ان محمد كان قد وعد المنافقين بأشد العقاب كما جاء في سورة النساء الاية 145 ((ان المنافقين---)) ولا يقوم الملك من جهته بأي دور لنقل المجتمع الى حالة اكثر مسؤولية على الصعيد السياسي ، واكثر نضجا على الصعيد الاجتماعي . ويبدو كما لو ان النظام يقول لشعبه (( اجمعوا الأموال ولا تهتموا بما تبقى)) . ويبقى السعودي بعيدا عن ادارة امور دولته ، فالشفافية السياسية غير معروفة هنا . ويرتبط الخضوع الى نوع من الاسلام يربط كل انواع التفكير ، بطاعة الامير الذي يريد شعبا اعمى.
الشباب لا الامرائء ولا الاثرياء هم الذين يتعذبون اكثر من غيرهم من كل هذا ، بعد ان حُكم عليهم بالوحدة والتقشف . تراهم ، وقد قتلهم الضجر ، يقودون سياراتهم بسرعة جنونية ، والموسيقى الامريكية الصاخبة تتصاعد منها في شوارع المدينة . ولا يُستبعد ان يكون بينهم من تناول المخدرات ، وعادة ما تنتهي نزهاتهم هذه بالفجيعة.
لقد أمُن هذا النظام الرجعي ، الراكد، المقلص والخائف، للآل سعود حتى اليوم هيمنتهم على المملكة وصنع ثروتهم . الى متى يستمر ذلك؟
للحديث بقية: محمية امريكية. من كتاب السعودية الديكتاتورية المحمية جان ميشيل فولكيه اصدار ميديويست للنشر منشورات اليان ميشيل
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمولات، تقابلها انتهاكات،---.تم اعدام الأميرة رميا بالرصاص ب
...
-
التعيينات في سوريا تتناسب عكسا مع قيمة الزاوية الناتجة من ال
...
-
بحث في اله ليبرالي
-
مسالخ السعودية والنظام القضائي
-
انتهاك حريات--دينية--رق--عبودية--5
-
بيير الجميل--ويستمر الجرح المسيحي ينزف
-
حقوق الانسان عند اصدقاء امريكا--4--
-
((لا يستقم حكم العرب الا بالدين أو السيف)) ويحكم السعوديون ا
...
-
ملكية عائلية--3-
-
ان عائلة سعود شديدة التنظيم مثل فرقة عسكرية-2-
-
((قالت ان الملوك اذا دخلوا قريةَ أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أ
...
-
----نطلب قانون عصري للأحزاب لحماية سوريا من الفوضى والخراب.
-
صراع خير وشر ---وليس صراع حضارات
-
نستحلفكم بالله جميعا، حافظوا على سوريا-----الحوار المتمدن أي
...
-
رسالة الشعب السوري بخصوص المحكمة الدولية
-
فلافل و---كبسة
-
مواطن اسمه جبر-----
-
فاتحة--ومزمور--وخاتمة
-
-سيدي بوش--حزينون لمشروع استقبال الطغاة والقتلة
-
شركاء في (الثراء) والضراء -----
المزيد.....
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|