أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز















المزيد.....

حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالاضافة للدمار والخراب الهائل الذي لحق بالاقتصاد اللبناني, وسقوط عشرات المئات من الضحايا الابرياء, كان صدور القرار الدولي 1701 من ابرز نتائج الحرب الخاسرة الاخيرة لحزب الله مع اسرائيل, الذي تم بموجبه انتشار القوات الدولية على طول الحدود اللبنانية الاسرائيلية, بغية عزل الطرفين ومنع حزب الله من الاقدام على اية مغامرة جديدة في المستقبل .
جاء القرار الدولي 1701 في غير صالح ورغبات حزب الله وحليفيه النظامين السوري والايراني, وكان للقرار المذكور عواقب وخيمة على الطرف اللبناني على عكس كل التوقعات, حيث تسبب في تغيير الاولويات لدى قيادة حزب الله, واصبحت الساحة اللبنانية ولبنان ككل, عرضة لتنفيذ الاجندة السورية ¯ الايرانية, بعد ان كان الامر في السابق مقتصرا على الجنوب اللبناني, ودفع حزب الله للتوجه بكل ثقله نحو الداخل اللبناني, والاعلان عن حرب داخلية من نوع جديد, بهدف تغيير موازين القوى السياسية وترتيبها لصالحه ولصالح حلفائه الاقليميين, بعد ان افقد القرار الدولي 1701 حزب الله وامينه العام زمام المبادرة في صراعه مع اسرائيل, وابعد شبح الحروب المغامرة بين الطرفين, وبالتالي انتفت اسباب ومبررات الابقاء على اهم مصدر لقوة حزب الله, الا وهو سلاحه وترسانته العسكرية الضخمة, وفي نفس الوقت انتفت العلة في استمرار قيام حزب الله في الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات, التي تمتع بها طوال الفترة الطويلة الماضية في الجنوب اللبناني, حيث كان حزب الله خلالها, يقود دولة داخل دولة, والجنوب اللبناني لم يخضع للسيادة الفعلية للدولة, وكانت وما تزال بحكم الواقع تشكل دولة قائمة بذاتها, والسيد حسن نصر الله يشغل دور المرشد الاعلى في ادارة شؤونها, كل ذلك بحجة المقاومة الوطنية وتحرير الارض, والسبب الآخر وليس الاخير للنهج الجديد لحزب الله, والهادف الى احداث تغير في الداخل اللبناني بمجمله, واسقاط حكومة السيد فؤاد السنيورة, يكمن في الازمة الحالية الخانقة التي تعصف بالحليف السوري, واقتراب تشكيل المحكمة الدولية, والمحاولات اليائسة من اجل انقاذ قتلة الرئيس الحريري, والنظام السوري من الانهيار الحتمي.
لتبرير حربه الجديدة وحملته الشرسة على قوى الاكثرية اللبنانية, وللتغطية على علاقاته غيرالطبيعية مع النظام الفاشي الايراني من جهة والنظام السوري من جهة اخرى, لجا حزب الله وحليفه التيار العوني, الى الهجوم الاستباقي المراوغ , باتهام مجموعة »14 اذار« بالتحالف مع الولايات المتحدة الاميركية والغرب وبالتحديد فرنسا.
المزاعم المختلقة المفتعلة التي يدعيها حزب الله هو وحليفه التيار العوني, بحق قوى »14 اذار« وحكومة السيد فؤاد السنيورة, واتهامهما بالعمل حسب اجندة خارجية وبالتحديد وصاية فرنسية واميركية, فيه الكثير من الافتراء والتجني والتضليل, ولجوء حزب الله ولو بشكل ضمني بمقارنة علاقاته الاقليمية الحميمية مع كل من ايران والنظام السوري, وسياساته التي تخدم اطرافا اقليمية معروفة, وخططه التي تحاك وتنسج في كل من طهران ودمشق, بعلاقات الحكومة اللبنانية مع الغرب, ووضعها في الخانة نفسها, ايضا فيه الكثير من الاستهتار بالعقل والواقع والمنطق, ولولا الارتجالية والسطحية في التفكير والعقلية لدى الجمهور والمتلقي العربي, لما تجرأ حزب الله وحليفه التيار العوني, في اللجوء الى مثل هذه الادعاءات الخادعة وتمريرها بكل سهولة.
اطلاق حزب الله لاتهاماته المصطنعة, بحق قوى 14 اذار وحكومة السنيورة, امر مفهوم ومقبول نسبيا, باعتبار حزب الله طائفيا عقائديا متطرفا, وربيب العقائدية الفارسية وولاية الفقيه, ولان معاداة الغرب الديمقراطي والفكر العلماني يعتبر من احدى اهم ركائزه الايديولوجية المعتمدة, لكن يختلف الامر كليا ويدعو للاشمئزاز, عندما تصدر مثل هذه الاتهامات المجحفة بحق قوى »14 اذار« من التيار العوني وزعيمه ميشيل عون, المفترض فيه اللاعقائدية والعلمانية, وضيافة وحماية لعشرات السنين امضاها الجنرال عون في عقر دار الغرب الديمقراطية في فرنسا.
كذلك من الممكن جدا تفهم واستيعاب التدخل السافر لحزب الله في تقييم طبيعة العلاقات الخارجية للحكومة اللبنانية واتهامها بالتبعية للغرب, بحكم ان حزب الله يعتبر نفسه دولة شبه مستقلة في الجنوب اللبناني, ويملك من الصواريخ والعتاد الحربي ما لا تملكه الدولة اللبنانية نفسها, ولان السيد حسن نصر الله اعتاد على احتكار قراري السلم والحرب في لبنان لفترة طويلة, واقامة تحالفات دولية واقليمية, وتلقي مليارات الدولارات من الاموال"الحلال الزلال" النفطية, لذلك نجده يسمح لنفسه بحق التدخل في السياسة الخارجية للحكومة اللبنانية, وقيامه باجراء مقارنة بينه وبين الحكومة اللبنانية, على اساس مبدأ التعامل بالمثل والندية, ولتبرير وتمرير علاقاته مع ايران الثورة الاسلامية وسورية, ولكن ان يسير التيار العوني على خطى حليفه حزب الله, ويتهم قوى »14 اذار« بالاتهامات نفسها, فهو لعمري امر غير مبرر وغير منطقي ومبهم وغير مفهوم , ويحتاج لقارئة فنجان لبنانية.
اذا كان لحزب الله وجمهوره الشيعي, دوافع فكرية وعقائدية, في القاء الاتهامات, وفتح الجبهات, وتلقي مليارات الدولارات"الحلال", فان التيار العوني وجمهوره المسيحي, يفتقران الى تلك الدوافع الفكرية والعقائدية, ولا دافع لدى التيار الحر سوى طموحات زعيمه, وحلمه القديم الجديد في دخول بعبدا, والتي صرح عنها جهرا وعلنا, والجنرال عون كما يبدو على استعداد بان يضحي بكل شيء, من اجل التربع على كرسي الرئاسة, في اقرب فرصة , ولكن وكما يبدو ايضا سيكون هو نفسه ضحية حلمه المخملي في القريب العاجل, بعد ان تنكشف عورته امام الطائفة المسيحية, ويدرك انصاره في التيار الحر, ان الثمن الذي يدفعه وسيدفعه الشعب اللبناني باهظ جدا, نتيجة لخطط الجنرال العجوز واسلوبه في تعبيد الطريق الى بعبدا, ونتيجة لتحالفه الغريب العجيب وغير الطبيعي مع حزب الله وحليفيه النظامين السوري والايراني .
من الممكن تفهم وتقدير حقيقة قبول وتعاطف جماهير حزب الله لمواقف السيد حسن نصر الله المتطرفة, وترديدهم شعارات لبيك يا "نصرالله" وهم قوم يرون في الجهاد السبيل الوحيد للوصول الى ملذات العالم الآخر, ولكن الغريب والغريب جدا هو رضوخ وسكوت الجمهور العوني داخل طائفة "هلالويا" المسيحية, وانجراره "كالعسكر" خلف جنراله, وقبولهم لنهج الجنرال العجوز, وانصياعهم لاسلوبه في تحقيق احلامه في العودة الى قصر بعبدا, وفي الحقيقة يتحمل الجمهور العوني الوزر الاكبر من الاثم, في كل ما يحصل الآن وما قد يحصل للبنان في المستقبل نتيجة لسياسات الجنرال الوصولية واللامبدئية, والتي ستكون عواقبها اقسى واشد على لبنان واهل لبنان من سابقاتها.
سيفاجئ الجمهور العوني الجميع , اذا تقاعس عن القيام بواجبه والانقلاب على الجنرال الطموح جدا ميشيل عون واحالته للتقاعد الاجباري, ووضعه في احدى غرف " الانتيكا " , للذكرى فقط .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون السوري لا يحمي المغفلين ولا المبدعين
- صدام وحكم الاعدام
- النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية
- الكرة في ملعبكم يا اخوان
- موشيه كاتساف والحسد
- جائزة النوبل لضحايا الارمن
- النموذج العربي لفاشية الملالي الفارسية
- معتدل او متطرف -تصنيف يفتقرللدقة والعدل
- الجولان برسم البيع
- جهل مطبق ام تربية عفلق
- حروب السيد حسن نصر الله
- مبروك للسيد البيانوني وعقبال الرئاسة
- الجنرال وقصر بعبدا
- قطر الجزيرة ام الجزيرة القطرية
- كردستان ترفض رفع علم البعث
- الانفال ازمة ضمير واخلاق
- نصر الله والتهرب من المسؤولية
- حقيقة خطاب بشار الاسد
- المعارضة السورية هشة وحالها حال قشة
- قانا الجريمة المزدوجة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز