أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الدفاع عن الماركسية - المغرب تحت القناع الديمقراطي للملك يكمن وجه الديكتاتورية الوحشية















المزيد.....

المغرب تحت القناع الديمقراطي للملك يكمن وجه الديكتاتورية الوحشية


الدفاع عن الماركسية

الحوار المتمدن-العدد: 525 - 2003 / 6 / 26 - 17:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


 
ملك المغرب محمد السادس مولع بتقديم  صورة عن المغرب كبلد يقع جنوب المتوسط يتجه بثبات نحو  الحداثة و الديمقراطية. قمنا بطرح بعض الاسئلة على ماركسيين مغربيين قصد تسليط الضوء على هذه الادعاءات التي تبدو للكثير من
الناس العاديين لا اساس لها من الصحة.
 
يزعم البعض ان المغرب يتجه نحو طريق الديمقراطية الحقيقية. بل و يذهب الملك الجديد محمد السادس (ابن الحسن الثاني الذي حكم البلاد بقبضة حديدية الى حد وفاته سنة 1999)  الى القول انه يريد ادراج ما يسمى ب "الحداثة" في البلاد.  فما هي طبيعة هذه الاصلاحات "الديمقراطية" التي يبدوا انه سيدخلها؟ ماهو رايكم فيها؟ و ما هو  رد فعل الشعب عليها؟
- عاصف:  ادعى الملك مؤخرا في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية اليومية ان رعيته تتوق الى ديمقراطية ملكية قوية. و هذا لا يعني شيئا غير ان الملك الحالي يدافع عن ملكية مطلقة و معادية للبرلمانية. وحقيقة الامر هو ان المغرب لا يسير نحو الديمقراطية و انما العكس تماما.
عمليا و برغم وجود لوازم الانتخابات البرلمانية فاننا نشهد  تدعيم ديكتاتورية دموية. فالحكومة الحالية التي يقودها ما يسمى بالتكنوقراط جطو تواصل انتهاج نفس سياسة حكومة عبد الرحمان اليوسفي السابقة.
وقد طرحت هاتين الحكومتين جميع القوانين المعادية للديمقراطية و تم بالطبع الموافقة عليها من قبل برلمان مطيع و وفي جدا للمخزن اي القصر الملكي.
اعتقد انه من الجدير ذكر بعض الامثلة.  فما يسمى بقانون "حرية الصحافة" هو في الواقع يقيد حرية التعبير. اما في ما يخص القانون الذي يجيز تكوين الاحزاب السياسية ويطالب بالاعتراف بالفصل 19 من الدستور فان هذا الفصل يمنح الملك سلطة سياسية واسعة. ثم هناك التشريع الاجتماعي الذي يعتدي على الحقوق النقابية الاساسية. واخيرا يوجد ما يسمى بقانون جديد ضد الارهاب والذي في الواقع يفتح بوابة امام اضطهاد و حبس اي معارض سياسي. تمرالمغرب اليوم بطريق مسدود. و لا يوجد حل الا الخيار البروليتاري.
- رشيد: ان رد فعل العمال في المصنع الذي اعمل فيه على ما يسمى بالدمقرطة  يتوقف بشكل كبير على وعيهم الطبقي. فمنهم من يعتبر ذلك مجرد كلام فارغ. بالنسبة اليهم الديمقراطية هي مجرد نافذة عرض ازياء. و هم على صواب حين يؤكدون ان طبيعة النظام السياسي لم تشهد تغيرا جوهريا منذ وفاة الحسن الثاني. ولدى البعض الاخر امالا في النظام و يميلون الى الثقة في دعاية الطبقة الحاكمة. ان مستوى وعي العمال كما نرى مختلف جدا بين العمال واعتقد شخصيا ان كل هذا الحديث حول قطع خطوات نحو "الديمقراطية" و "الحداثة" هو بالاساس من اجل الاستهلاك الخارجي و خاصة  لاوروبا. و في اخر الامر ما هذه الا مناورات الهدف منها  تدعيم الحكم البرجوازي و المخزن.
 
ماذا عن طبيعة الطبقة الحاكمة المغربية؟ هل القصر الملكي هو مجرد موضة قديمة ام يملك بالفعل سلطة اكبر؟
- عاصف: ان الطبقة الحاكمة في المغرب رجعية, استبددادية و استعمارية. وتشكلت هذه الطبقة كان نتيجة للتطور المتفاوت للراسمالية العالمية. وقد ورثت  اشكالا بدائية من الهيمنة مثل الملكية. هذه الطبقة البرجوازية غير قادرة على لعب نفس الدور التقدمي و الثوري  الذي لعبته نظيرتها  في فرنسا و اوروبا خلال القرن الثامن عشر ضد الحكم المطلق و الاقطاعية. و بالتالي فان الملكية في الاوضاع المغربية الحالية  هي مكون اساسي للطبقة الراسمالية الحاكمة وتظل اوتوقراطية و مستبدة.
رشيد: كان تروتسكي على صواب عندما طور نظرية الثورة الدائمة. فقد استخلص ان الطبقة البرجوازية في المستعمرات و المستعمرات السابقة  اصبحت عاجزة عن  انجاز المهام الديمقراطية للثورة (الكفاح ضد الاستبداد, انتزاع الحقوق الديمقراطية و الحريات, الاصلاح الزراعي... الخ.) ان المخرج الوحيد من طريق الراسمالية المسدود هو الثورة الاشتراكية العالمية.
 
ما هي ظروف عيش العمال و الفلاحين في المغرب؟  كيف يبدو مستقبل الطلبة؟
- عاصف: بدا النظام في المغرب سنة 1980 في تطبيق الاجراءات المقترحة من طرف صندوق النقد الدولي و البنك العالمي. وادى ذلك سريعا الى حالة كارثية. فقد كانت الخوصصة  والغاء الاعانات الاجتماعية ضربة قاسية ضد مستوى عيش الطبقة العاملة  في المدينة و الريف.
خلال اربع سنوات – 1980-1984- اجتاحت البلاد موجة تمرد ولكن تم  اخماد تلك الحركات بقمع دموي. وقعت اهم الانتفاضات في الدار البيضاء في 1983 و في تطوان عام 1984.
وازداد الوضع الاجتماعي اليوم سوء. فالاجر الادنى منخفض جدا. وقد  اصابت الازمة كافة القطاعات الاقتصادية. و في كل سنة  تنتج الجامعات الالاف من  العاطلين. فبحلول سنة 2010 ستصل نسبة اللذين سيغادرون الجامعة دون ان يعثروا على عمل 75%. وتظهر البرجوازية المغربية عاجزة تماما عن تقديم ولو بصيص من الامل لغد افضل للعمال و الفلاحين و الطلبة الشباب.
- رشيد: يهيمن الراسمال المتعدد الجنسية على اقتصادنا. و صدقوني, ان وجوه اولائك الراسماليين لا تحمل اية ذرة من الانسانية. اذ يوجد استغلال فاحش في اماكن العمل. ثم انه اذا ما حاول اي عامل/عاملة الدفاع عن حقوقه/ها وتنظيم اي  نشاط نقابي فان يد الدولة القوية ستتصدى لذلك.  لذا توجد العديد من الاسباب تدفع العمال الى التحرك ضد الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المفروضة عليهم.  لناخذ مثلا اي شركة متوسطة حيث يكدح العامل طوال تسع ساعات يوميا من اجل 45 درهما(ما يعادل 7 دولارات ونصف او 4 يورو ونصف) اي خمس دراهم في الساعة. ثم ان العديد من العمال يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمكان العمل وهو ما يكلف حوالي واحد يورو  في اليوم (اي ما يعادل ساعتي عمل!).  فماذا تفعل النقابات لتوقف ما يحدث؟ تحافظ اكبر النقابات مثل الاتحاد المغربي للعمل و الاتحاد العام للعمال المغاربة  على علاقات جيدة مع ارباب العمل. وفي كل مرة يحاول فيها العمال التحرك يقوم زعماء الاتحادات النقابية بكسر الاضراب!
 
هل يمكنك تقديم لمحة عامة عن الاحزاب اليسارية؟
-عاصف: الاحزاب اليسارية في المغرب هي حزب الطليعة الاشتراكي و النهج الديمقراطي. وكلاهما من ذوي النزعة الاصلاحية الجديدة. ثم نجد الاحزاب التي  كانت في المعارضة لكنها اصبحت اليوم مندمجة بالكامل في النظام السياسي. وهي: الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية, حزب التقدم و الاشتراكية والحزب الاشتراكي التقدمي.
يشارك حزبا الطليعة و النهج الديمقراطي في الكفاح ضد البطالة و يدعمون برنامج جمعية العاطلين من المتخرجين الجدد. و من جهة اخرى يناضل  هذان الاتجهان في سبيل الحريات و الحقوق الديمقراطية و خاصة  الاصلاح الدستوري من اجل بتر السلطة الملكية بارساء ملكية برلمانية. و ياملون عن طريق هذا الاصلاح ضمان حياد السلطة القضائية و القوانين الانتخابية و التي ستمكن من ارساء انتخابات حرة.
اما في ما يتعلق بالاستغلال الراسمالي لم يطور كلا الاتجاهين  برنامجا اجتماعيا –اقتصاديا حقيقيا. و رغم مساندتهم العلنية "للاشتراكية العلمية" لا يزال  الطليعة و الديمقراطي حبيسا  فكرة المرحلتين الستالينية (الديمقراطية اولا و الاشتراكية فيما بعد!). وصحيح ان التزامهما بهذه الفكرة اصبح اكثر غموضا مما كان عليه في الماضي و بابتعادهما عن الخوض في هذه المسالة فان حزب الطليعة الاشتراكي و النهج الديمقراطي يقومان في الواقع باقصاء اي امكانية  لمعالجة المهام الديمقراطية و الحداثة بوسائل الثورة الاشتراكية من تفكيرهم.
 
فما هي اذن نقاط الضعف الرئيسية لدى اليسار المغربي؟ وهل هناك اي افق لتطور
يسار ثوري؟
- عاصف:  يجب على  اليسار الثوري في المغرب ان يقوم بنقد ذاتي جريء. ويجب ان تبدا عملية التقييم  النقدية هذه باستعاب دروس الثورة الروسية لسنة 1917 و الانحطاط الستاليني الذي تلى  اول ثورة شيوعية في التاريخ الانساني. و لا بد ان يقود هذا  النقاش الى تغيير جذري في المفاهيم النظرية للصراع الطبقي. فلا يزال امام اليسار الثوري بلوغ مرحلة النضج و التسلح  بافق اشتراكي حقيقي للنضال. و اليوم لا يمكن الحديث في المغرب عن  حركة ثورية قوية و منظمة هدفها تحقيق الثورة الاشتراكية.
- رشيد: لا توجد اليوم في المغرب حركة تروتسكية مكافحة. وسنحتاج الى الوقت و الى افق عالمي لبلوغ ذلك.
 
يحاول الاصوليون  استخدام استياء الجماهير لفائدتهم. اتعتقدون انهم سينجحون في ذلك؟
- عاصف: لقد فجرت الهجومات الارهابية الاخيرة التي حدثت يوم 16 مارس اسطورة ان الاصولية في بلادنا هي ظاهرة سلمية. و لا احد يمكنه قول ذلك بعد الان. و بالطبع سيستغلون الطريق المسدود الذي تمر به البلاد  من اجل تدعيم قواهم. بل وليس مستبعدا ان يحاولوا يوما ما انتزاع السلطة. ولكن هذا سيكون ممكنا في حالة غياب بديل اشتراكي جماهيري. وعجز اليسار عن  تقديم بديل سيتم بدون شك استغلاله من طرف الاصوليين لكسب قاعدة لهم بين  الفئات الاكثر فقرا و تهميشا في المجتمع.
 
ما هي رؤيتكم للاشتراكية الثورية في المغرب؟
- عاصف: الاشتراكية هي النتيجة الجدلية لانحلال الراسمالية.  و في هذا الاطار اميل الى الاستشهاد بغرامشي . فقد كان مولعا  بترديد انه علينا مواجهة تشاؤم الفكر بتفاؤل العزيمة. فبالعمل المنتظم و الصبور من الدعاية و النشاط المرتكز على مطالب اشتراكية صحيحة سنخلق الظروف من اجل الثورة الاشتراكية. تمثل المغرب احدى اضعف الحلقات في المنظومة الراسمالية وقد اثبتت الطبقة البرجوازية المحلية عجزا بنيويا لدفع البلاد نحو  الديمقراطية و الحداثة الحقيقية. هذه المهمة ملقاة اليوم على عاتق  الطبقة العاملة بتحالفها مع الفلاحين الفقراء. ان مهمتنا الاولى الان هي  خلق الظروف  السياسية و التنظيمية لانشاء الحزب الديمقراطي الحقيقي الوحيد الا وهو الحزب الاشتراكي الثوري.
 
جوان 2003
 مقال نشر على موقع:
الدفاع على الماركسية
 

 



#الدفاع_عن_الماركسية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الدفاع عن الماركسية - المغرب تحت القناع الديمقراطي للملك يكمن وجه الديكتاتورية الوحشية