أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر42















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر42


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 14:21
المحور: الارشيف الماركسي
    


أصول الفلسفةالماركسية
الجزءالثاني
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين
تعريب شعبان بركات
الحلقة الواحدة و الأربعون

الماديةالتاريخية:
–تابع-

نضال الطبقات قبل الرأسمالية
عرضنا لقانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج. ونعلم من جهة ثانية أن علاقات الإنتاج، حين تعتمد على الملكية الخاصة، تمتاز بالاستغلال الطبقي، أي بالنضال الطبقي. على هذا الشكل يظهر عمل الناس في التاريخ بصورة تلقائية.
ويجب الآن أن نبتعد عن خطأين: الاعتماد أنه، لما كان هناك قانون ضروري مشترك بين جميع المجتمعات، فإن عمل الناس لا فائدة منه ولا تأثير له في التاريخ، وفي تغير الأساس الاقتصادي للمجتمعات – أو الاعتقاد، عكس ذلك، أن النضال الطبقي يمكن أن يقوم بكل شيء وفي كل زمان.
تريد الطبقات المستغلة أن تقضي على الاستغلال. ولا يمكن هذا إلا في مستوى معين لنمو قوى الإنتاج. ولهذا لم يفض نضال الطبقات المضطهدة، حتى عهد الثورة البروليتارية، إلا إلى تغيير نظام الملكية الخاصة، وإحلال صورة للاستغلال محل صورة أخرى. يعكس نضال الطبقات التناقض الأساسي الموجود في علاقات الإنتاج بين المستغلين و المستغلين، ولكن لا يمكن لهذه النتائج أن تتخطى ما يسمح به قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وبين قوى الإنتاج في وقت معين.
غير أن نضال الطبقات يتخذ أهمية كبرى حين يوجد الاستغلال كمنهج لتطبيق قانون الترابط الضروري. وبهذا المعنى فقط يصبح محرك التاريخ.
وسوف ندرس في هذا الدرس هذه الجدلية في مراحل نمو المجتمعات الكبرى.
1 – أصول المجتمع
ليس هناك ما هو أشد اختلاطاً واضطرابا من تفاسير المثاليين فيما يتعلق بالتقنيات الاجتماعية الأولية. وإذا ما ضربنا صحفاً على أسطورة آدم وحواء فإن أكثر النظريات شيوعاً تلك التي تعتبر العائلة كأنها خلية بدائية للمجتمع. بينما العائلة في الحقيقة، هي مؤسسة اجتماعية يتعلق نموذجها بعلاقات الإنتاج السائدة، أما علماء الاجتماع البرجوازيون فهم لا يهتمون بسوى التقنيات والمعتقدات البدائية فإذا بهم موزعون بين النزعة المادية الميكانيكية وبين النزعة المثالية. يضاف إلى ذلك أنهم ينظرون للنمو الاجتماعي من خلال امتداد "حجم"المجتمع. فهم يرون في ذلك انتقالاً "من القبائل إلى الإمبراطوريات".
والماركسية وحدها تعطينا تعريفاً علمياً للمجتمعات البدائية حين تدلل على أن لها أساساً ككل مجتمع.
فلقد كانت قوى الإنتاج، في ذلك العصر، ضعيفة في نموها. ولم تكن الآلات الحجرية والوتر والقوس، التي ظهرت فيها بعد وأصبحت السلاح القاطع، قوية بالقدر الذي يسمح للإنسان بالنضال لوحدة ضد قوى الطبيعة والحيوانات المفترسة فحاول الناس. إذن، مجابهة هذا الوضع بتوحيد قواهم..
كان على الناس. كي يجنوا الثمار في الغابات، ويصطادوا السمك. ويبنوا المسكن أن يعملوا سوية، إذا لم يريدوا الموت جوعاً، أو أن يصبحوا فريسة للحيوانات المفترسة أو القبائل المجاورة .
وكانت نتيجة هذه الحالة أن أصبحت ملكية وسائل الإنتاج وأراضي الصيد، مثلا، وكذلك ملكية المنتوجات، مشتركة أيضاً بين جميع أفراد المجتمع، ولم يبق سوى بعض آلات الإنتاج، التي هي في نفس الوقت أسلحة للدفاع ضد الحيوانات المفترسة، ملكية فردية للذين صنعوها.
وهكذا تتعلق ملكية وسائل الإنتاج الجماعية بطابع قوى الإنتاج وتكون الأساس الاقتصادي لهذا البناء الاجتماعي الذي يسمى بالكومون البدائي.
يؤكد هذا الأساس الاقتصادي بدوره خواص فكرية مهمة: فإن الشعور بالملكية الفردية بها لم يوجدا بعد. كما أن الحقد الطبقي غير موجود لعد وجود الطبقات والاستغلال الطبقي، نرى، إذن، أنه على عكس ما يقوله المثاليون فأن الشعور عواطف أبدية خالدة في طبيعة الإنسانية، بل هي منتوجات تاريخية تتولد من الملكية الخاصة. ويمتاز الإنسان البدائي بالأخلاص لمصالح القبيلة، والوفاء والثقة نحو سائر أعضاء القبيلة، ومن عنا نشأت خرافة "الفردوس المفقود". ولكن هذه "الفضائل" لم تكن نتيجة للطبيعة" الغزيرة على نفس روسو بل كانت تعكس الأساس الاقتصادي، كما كانت شرطاً ضروريا للانتصار على القوى المعادية التي كانت تجاور القبيلة. وكان الإنسان البدائي يعيش، في نفس الوقت، فريسة الرعب والجهل لهذه القوى المعادية، ولهذا كان يعيش في جو من الخرافات.
ومن خصائص الشيوعية الأولية اعترافها بدور المرآة الكبيرة، ولم يكن عدم المساواة بين الرجل والمرآة ألا في تقسيم العمل بينهما، ولم يكن يعترف ألا بنسل المرآة لوحدها. فكانت المرآة تشرف على التربية كما كانت نصائح الجدة نافذة. ذلك كان عهد سيطرة الأم.
2 – ظهور الطبقات
فما الذي أدى إلى انحطاط الكومون البدائي، وظهور الطبقات؟ ليست هي طبيعة الإنسان الشرير كما تدعي النزعة المثالية بل هو نمو قوى الإنتاج كما تقول الماركسية.
الواقع أنه يجب على المجتمع أن يمتلك من الخيرات المادية أكثر مما كانت الكومون البدائية تمتلك من مصادر ضئيلة كي يستطيع الإنسان الحصول على هذه الخيرات بصورة خاصة فلقد كانت المصادر الضئيلة لا تكاد تسمح للمجتمع بالعيش. ولهذا كان الاحتكار، في مثل هذه الظروف، حكماً على الآخرين بالموت. لم يكن ذلك في مصلحة أحد لأن النضال المشترك وحده يساعد على مواجهة الأخطار المتعددة. ولكي توجد إمكانية الاحتكار فأنه يجب أن يكون لدى أعضاء المجتمع ما يقتاتون منه وأن يوجد لديهم فائض، أي أن تكون قوى الإنتاج قد تقدمت.
ولقد تم تقدم قوى الإنتاج (راجع الدرس الخامس عشر). (المسألة 2، أ) داخل الكومون البدائية، التي كانت تسهل آنذاك، إلى أقصى حد، النضال ضد الطبيعة. وكانت المراحل الأساسية هي: تأليف الحيوانات بفضل القوس والسهام وتقسيم العمل بين الرعاة والصيادين البدائيين، ثم الانتقال إلى الزراعة بفضل الآلات المعدنية كفأس الحديد وسكة المحراث ثم التفريق بين المهن والزراعة، يضاف إلى ذلك أن صناعة الخزف كانت تساعد على الاحتفاظ بالمؤن.
كان لهذا التقدم نتائج عظيمة. فلقد وفرت تربية الحيوانات والزراعة مصادر أكثر انتظاماً وغزارة مما يوفره الصيد البري، كما أن تأليف الحيوانان جعل للإنسان وضعاً اقتصادياً مفضلاً. فاستطاع أن يقلب القانون الوراثي وأن يقيم النسب الأبوي.
كان قانون سيطرة الأم أكبر انهزام تاريخي للجنس الأنثوي. فاستولى الرجل على السلطة حتى في البيت، وتخلت المرآة عن مكانتها واستعبدت حتى أصبحت أسيرة الرجل ومجرد وسيلة للتناسل. هذا الوضع الشائن للمرأة كما يظهر لا سيما عند اليونان في عصر البطولة وفي العصر الكلاسيكي، بالرغم من جميع المحاولات لاخفائه أو التقليل من حدته، لم يقض عليه قط .
ولقد حفظت لنا خرافة الأما زون ذكرى ألوان من النضال البطولي قامت به قبائل تخضع لسيطرة الأم وقد نجحت في كبت الجماح ضد قبائل يسيطر عليها الرجال.
ولم يعد العمل، بعد ظهور تربية الحيوانات والزراعة، للحاجة المباشرة بل أصبح ينتج فائضاً: فيصبح التبادل ضرورياً وممكنا كما تتوفر إمكانية تجميع الثروات.
يملك الناس الآن بدلا من الآلات الحجرية، آلات معدنية، وأخيراً نرى ظهور تربية الحيوانات والزراعة، والمهن، وتقسيم العمل بين مختلف فروع الإنتاج عوضاً عن اقتصاد لا يتعدى الصيد البري البدائي، ولا يعرف تربية الحيوانات أو الزراعة. كما ظهرت إمكانية تبادل المنتوجات بين الأفراد والجماعات وإمكانية تجميع الثروات في أيدي فئة قليلة .
أصبح العمل الإنساني فائضاً عن الاستهلاك الأدنى، ولهذا أصبح من المصلحة ضم قوى جديدة للعمل. كان أسرى الحرب، في العصر السابق، أفواها غير مجدية، لأن العمل لم يكن يكاد يوفر قوت صاحبه. ولهذا لم يكن من المصلحة الاستيلاء على أسرى حرب بل القضاء على القضاء على القبيلة المعادية التي تحتل أرض الصيد. أما الآن فإن عمل الأسير يمكنه أن يوفر فائضاً، فكان من الطبيعي استخدامه، فأصبح الأسير رقيقاً.
جعل نمو الإنتاج، في جميع الفروع – كتربية المواشي، والزراعة، والصناعة البيتية – لقوة العمل الإنسانية المقدرة على إنتاج أكثر مما يلزم لمعيشتها، كما أنه زاد، في نفس الوقت، مقدار العمل اليومي الواجب على كل عضو من العائلة البطريركية أو الجماعة البيتية أو العائلة الزواجية. ولهذا أصبح من المستحسن الإستعانة بقوى جديدة للإنتاج. وجاءت الحرب بهذه القوى الجديدة: إذ تحول أسرى الحرب إلى أرقاء.
ولقد أدى التقسيم الأول الكبير للعمل، في ظروف التاريخية، بزيادته لإنتاج العمل، أي للثروة، وتوسيعه لميدان الإنتاج، إلى الرق حتما. فنشأ عن التقسيم الأول الكبير للمجتمع إلى طبقتين: الأسياد والعبيد، المستغلين والمستغلين.
وصلنا الآن إلى عتبة المدينة... لم يكن الناس، في الدرج الأسفل، ينتجون إلا مباشرة من أجل حاجاتهم الشخصية.وكان التبادل، الذي يجري بالمناسبة، منعزلا ولا يتعلق إلا بالفائض الذي يزيد صدفة .
وقد أصبح إنتاج الفائض، من ثم منظما. وأصبح بعض الأرقاء ملكا جماعياً للذين أسروهم، كما أصبح بعضهم ملكا خاصاً. ولم يكن الأرقاء على كل حال، يملكون شيئاً: فظهرت الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، ومن ثم إنقسهم المجتمع إلى طبقات، وزالت الشيوعية البدائية، كما تغير أساس المجتمع الاقتصادي، تم كل ذلك حسب متطلبات قوى الإنتاج الجديدة، وتحسين التقنيات داخل الكومون البدائية بدون إرادة الناس.
حينما أخذ بعض أعضاء الكومون البدائية بالانتقال تدريجياً من الآلات الحجرية إلى الآلات الحديدية، كانوا يجهلون النتائج الاجتماعية التي يفضي إليها هذا التجديد. ولم يكونوا يفكرون بذلك.
ولم يعوا ذلك، ولم يكونوا يدركون أن استعمال الآلات المعدنية يعني ثورة في الإنتاج، وأنه سيؤدي بالنهاية إلى نظام الرق. لم يكونوا يريدون سوى مجرد جعل عملهم أسهل، وأن يحصلوا على فائدة مباشرة محسوسة، فكان نشاطهم الواعي ضمن نطاق هذه الفائدة الشخصية اليومية الضيق
تركت نهاية العصر البدائي ومطلع عصر الرق آثاراً عميقة في مخيلة الناس. ولما كانوا لا يدركون ضرورتها الموضوعية، رأوا فيها انتقاما إلهيا، وفقداناً "للبراءة" الولية، وثمرة "للشر" و "الكبرياء"، والشيطان. وهكذا صيغت "الفضائل" القديمة في أفكار، تولد عنها العديد من الموضوعات الأخلاقية. فاستمرت ذكرى وجود المرآة القديم في أسطورة سيبيل آلهة الخصب. كما نعى الإنجيل "سقوط" الإنسان، وتغني الشعراء القدامى أمثال هزيود وأوفيد "بالجيل الذهبي"الذي تنبأ المأثور بعودته المحتومة.
وذا كان العصر البدائي لم يعرف ضروب النضال الطبقي، التي مزقت المجتمع في العصر التالي، فلقد عرف حالة الإنسانية البائسة، التي كانت فريسة للأخطار الطبيعية المتعددة. وأنه لمن السخرية أن لا نعترف بأن الرق، الذي ظهر على أساس نمو قوى الإنتاج، قد انتزع القبائل المتأخرة من الحالة التي كانت تتخبط فيها، فكان بذلك خطوة إلى الأمام.
يجب، إذن أن لا نجعل من العصر البدائي العصر المثالي. لأنه كان لا بد من ظهور الطبقات الذي يجعل نمو الإنتاج ممكنا. ومع ذلك لا يجب أن ننسى أنه يفتتح هذا العصر الفريد من تاريخ الإنسانية حيث نجد، حسب قول انجلز، أن كل خطوة إلى الأمام ينتج عنها خطوة إلى الوراء. لأن كل ازدياد في الإنتاج والرفاهية والمدينة عند فريق من المجتمع يشترط ازدياد استغلال سائر أعضاء المجتمع وازدياد شقانهم.
ولقد غير مجتمع الطبقات نفسية الإنسان تغييرا قويا، ولهذا لم يكن روسو مخطئا حينما جعل "المجتمع مسؤولا" عن "فساد الطبيعة الإنسانية" إذ أن نتيجة استغلال الإنسان للإنسان حرمان المستغل من الحصول على ثمرة عمله. وهكذا يفصل الإنسان عن عمله. ويحرمه المستغل من عمله ويستولي على هذا العمل. فإذا ما فصل الإنسان عن عمله، فصل بذلك عن نفسه، لأن النشاط الإنتاجي والمبادرة المبدعة أنما هما من خصائص الإنسان التي تجعله إنساناً وتميزه عن الحيوان. وبينما يحرم المستغل مما أنتجه يستولي المستغل على ما لم ينتجه. وهكذا ينفصل الوعي نفسه، لأنه يمكنه تحقيق غاياته بحرية، كما أن وعي المستغل ينفصل عن نفسه، لأن الكذب قد حل فيه، ولأنه لا يمكنه الاعتراف بغاياته بحرية. وكل من هذين الوعيين يعكس الاستغلال بطريقته. هذا الانقسام في الوعي على نفسه، هو ما يسمى بفقد "البراءة البدائية"أو ما سماه هيجل:"مصيبة الوعي".وهكذا ينعكس ظهور الطبقات، والاستغلال، وانقسام الإنسانية إلى جماعات متناقضة، في هذا الانقسام العميق الأساسي للوعي الإنساني الذي يتوزع من تلقاء نفسه إلى نزعات تتناقض بشدة وبدلا من أن يكون الإنسان نفسه غاية نشاطه المنتج، فإننا نجد على العكس أن الغاية و الوسيلة منفصل كل منهما عن الأخر و ذلك لأن الفئة التي تكون وسيلة الإنتاج (و هي الأكثرية)ليست غايةهذا الإنتاج بل إن غايةهذا الإنتاج (وهي الأقلية)ليست وسيلة.
يفسر هذا تناقض انحطاط الطبقات المستغلة الأخلاقي متى ما لم يعد نظامها الاستغلالي يتفق وحاجات نمو قوى الإنتاج وكلما ازداد الاستغلال زاد التفسخ في عالم المستغلين. فيظهر عندئذ، بوضوح أشد، طابع مجتمع الطبقات المفسد وضرورة الإصلاح.
ومثال ذلك أن الفلاسفة، في نهاية النظام القديم – وليس روسو وحده – قد قابلوا بمجموعهم " الفضيلة" بعيون الأستقراطية الزائلة. وصرح روبسبيير أنه يستعمل الرعب في سبيل خدمة الفضيلة. كما توخى كوندرسيه وغيره من الثورة تجديد الجنس البشري. فلم يعتم النظام الإداري أولا (Le -dir-ectoire ) ومن بعده النظام البرجوازي، أن خيبا الأمل مما ساعد على ظهور نزعة فورييه الخيالية.
وكان على ماركس وحده أن يدلل على أن الأحياء لا يمكن أن يأتي من الدعاية الأخلاقية أو فلسفة، ولا من تشريع اسبارطيء ولا من ثورة عامة، بل من إزالة الاستغلال الطبقي. ذلك لأن نهاية النضال الطبقي، وانقسام الإنسانية على نفسها، يستطيع إعادة الانسجام إلى الإنسان وحلول عهد الوعي السعيد. غير إن إزالةالنضال الطبقي لا يمكن أن تتم إلا بالاستمرار في النضال الطبقي حتى النهاية. ذلك لأن الثورة البروليتارية، ولا شيء غيرها، هي التي تعيد إلى الإنسانية وحدتها التي تتمثل في البروليتاريا والجماهير الشعبية، إذ يستعيد البروليتاريون وحلفاؤهم، في نضالهم الظافر ضد ظلم الطبقات المستغلة وانحطاطها، الإنسانية من أجلهم، ويحققون بذلك غاية الإنسان. و هكذا تصبح الوسيلة مماثلة للغاية . يمكن الأمل في عمل الجماهير الشعبية للأحياء لأن النضال وحده هو الذي يحول المناضلين.
ولهذا فإنا ثورة الاشتراكية هي فجر الإنسانية الحقة، لأنها من عمل رجال جعلهم النضال الثوري يبلغون ذروة الإنسانية. أما التعارض الميتافيزيقي، الذي يحاول المفكرون البرجوازيون إقامتة غاية الثورة ووسائلها، فهو مجرد سفسطة. لأن عملية تحويل. المجتمع الثوري هي عملية واحدة في جميع مراحلها. وتنمحي، في ظروف نضال الجماهير الثوري معالم سلب الإنسان (alienation) ومعالم الوعي الموزع، والإنسانية المفسودة، كما تتأكد في، ظروف هذا النضال، معالم إنسان المستقبل، الذي تظهر من عيوب مجتمع الطبقات والدليل الحي على ذلك تضحية الثوريين.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر41
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر40
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر39
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر38
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر37
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر36
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر35
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر34
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر33
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر32
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر31
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر30
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر29
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر27
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر26
- قليلا من التواضع يارفاق احتراما لمشاعر شعوبنا
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر25
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر24
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر23


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر42