أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - مجزرة الجياع














المزيد.....


مجزرة الجياع


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 09:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


المجزرة المروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في شارع الرشيد بقطاع غزّة ليست منفصلة عما سبقها من جرائم ومجازر، ولن تنفصل عما سيليها، طالما استمرّ المجتمع الدولي عاجزاً عن اتخاذ خطوات لردع الكيان الصهيوني، وظلّت الدول النافذة، الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، مستمرون في مدّه بالعدّة والسلاح والدعم الاستخباراتي والتستر على جرائمه، وتعطيل قرارات مجلس الأمن المنددة بالعدوان والداعية لإيقافه، عبر "الفيتو" الأمريكي المتكرر في كل مرّة ينظر فيها المجلس موضوع العدوان على غزّة.

نحو مئة وعشرة شهداء، وفق آخر تحديث متاح، فضلاً عن أكثر من ألف جريح، ذهبوا ضحية المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، باطلاق الرصاص على المدنيين الذاهبين للحصول على مساعدات غذائية وإنسانية، فيما وصف بـ "مجزرة لقمة العيش"، بعد تجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ قرابة 150 يوماً. وحسب المكتب الإعلامي في قطاع غزّة فإن قوات الاحتلال كانت لديها "النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروّعة، حيث قامت بعملية إعدام الضحايا بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، رغم معرفة جيش الاحتلال يأن هؤلاء الضحايا جاءوا للحصول على الغذاء والمساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد"، فيما تؤكد الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية تمنع "بشكل منهجي" وصول المساعدات إلى سكان غزّة الذين يحتاجونها، مما يعقد مهمة إيصالها إلى منطقة حربية لا تخضع لأي قانون، كما قال المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء إن إسرائيل تقوم بتجويع الفلسطينيين عمداً، مشدداً على أنه "يجب محاسبتها على جرائم الحرب والإبادة الجماعية".

في الردّ على المجزرة "تمتم" الرئيس الأمريكي بايدن ببضع كلمات لا يفهم منها شيئاً، متهرباً من إدانة ما جرى، فيما قال وزير دفاعه لويد أوستن، قبل يومين، وردّاً على سؤال وجه إليه خلال جلسة استماع في الكونغرس، عن عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، أجاب أوستن: "أكثر من 25 ألفاً"، لكنه أضاف أنه تمّ إرسال نحو 21 ألف ذخيرة أمريكية موجهة بدقة إلى إسرائيل منذ بداية حربها على غزة، وهذا ما يقترب من معدّل ذخيرة واحدة عن كل شهيد، وبدل أن يدين تل أبيب على ما تقترفه رددّ كلمات مبهمة معتادة عن أهمية "تقليل" عدد القتلى من المدنيين.

طبيعي أنّ موقفاً مخزياً مثل هذا يشجع الموتور ايتمار بن غفير، أحد أركان الحكومة الفاشية في إسرائيل، على نشر تغريدة على حسابه في منصة "إكس" معلقاً على مجزرة الرشيد: "يجب تقديم الدعم الكامل لمقاتلينا الأبطال العاملين في غزّة، الذين تصرفوا بشكل ممتاز ضد غوغاء الغزيين الذين حاولوا إيذاءهم".

ولا يختلف الموقف الأوروبي عن الموقف الأمريكي في الكثير من أوجهه، ورغم أن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون قال إنه يعبر عن سخطه إزاء الصور القادمة من غزة، وإدانته التي وصفها ب"الشديدة" لما جرى، وداعياً إلى "الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي"، لكن السؤال يبقى: ماذا بعد هذه الإدانات اللفظية التي لن تغيّر من سياسة نتنياهو وحكومته في التصميم على مواصلة إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم، وللأسف فإن موقف الدول العربية لا يختلف في جوهره عما قاله ماكرون: "شجب، إدانة شديدة، استنكار"، والكل يعلم أنّ كل ذلك إن لم يقترن بخطوات عملية ملموسة تجبر العدو على إعادة حساباته، فإن شيئاً لن يتغير، وستتواصل أنهار الدماء السيلان في غزّة، وحتى في الضفّة، وسيمضي مخطط تهجير سكّان غزّة من ديارهم، طالما أن العدو موقن بأن كل ما يقال مجرد "جعجعة في طحين".



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ بوصفه حاضراً
- الرواية والمدينة في الخليج
- هل قادم البشر أفضل؟
- مقدّمات العدوان الصهيوني على غزّة وتداعياته
- رسائل من الغربة وعنها
- ظمأ للمعرفة لا يرتوي
- الغرب وازدواجية المعايير
- غزّة الشاهدة والشهيدة
- لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟
- المصائب لا تاتي فرادى
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف
- ولا عزاء للورق
- هل يصبح اقتصاد (الأطراف) مركزاً؟
- ثنائي بايدن - تراب باقٍ
- تاريخا ميلاد لإيزابيل الليندي


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - مجزرة الجياع