|
"العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين والزمارين
سمير عادل
الحوار المتمدن-العدد: 47 - 2002 / 1 / 27 - 08:46
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كان من المفروض ان ينشر هذا المقال في -جريدة المغترب- الصادرة في مدينة تورنتو كما هو معروف في العرف الصحفي وقوانين الصحافة . ولم افهم الى هذه اللحظة ما هو السر الكامن وراء نشر مقالات تدافع عن النظام البعثي وتحجب مقالات للمعارضة العراقية عندما ترفع الستار عن فضائح النظام المذكور . وما يثير التسائل والسخرية معا، ان تنشر المقالات الانفة الذكر في باب حكومات ومعارضة ،الا ان المعارضة ليس لها الحق في النشر والتعبير عن الرأي .اذ كما هو معروف في "العراق العظيم" ان المعارضة ليس لها حق الكلام الا في غياهب السجون وتحت ادوات التعذيب وعلى حبل المشانق اما الحكومة فلها حق الكلام والتنكيل بالمعارضة . سوف احتفظ بحقي كواحد من المعارضة العراقية في الرد على موقف جريدة المغترب عندما تفتح صفحاتها الى عناصر النظام البعثي الفاشي وتغلق صفحاتها في الرد عليهم . ونحن بأنتظار رد - المغترب- واستغل هذه المناسبة لاعبر عن شكري وتقديري "لجريدة المستقبل" التي فتحت صفحاتها للمعارضة العراقية، بالرغم ليس من مسؤوليتها ان تحمل الهم العراقي كجريدتنا "الغراء" –المغترب- .فيما يلي نص مقالي الذي ارسل الى جريدة المغترب ولم ير النور ! نشرت جريدة المغترب في عددها 369 الصادرة في 26 كانون الاول 2001 مقال لعبد الرزاق الهاشمي ،يدافع فيه عن "القائد الفذ" صدام حسين قائد العراق العظيم خلال ثلاثة عقود او اكثر. وكان كاتب المقال يستشهد بعبقرية صدام حسين وبجرائم بوش الاب والابن على حد سواء . في الحقيقة ليس هناك شيء جديد في هذا المقال وعلى عادة الطبالين والزمارين الذين عينتهم السلطة البعثية الفاشية في العراق وكلاء لها هو العمل على طمس الحقائق المرة والبشعة لاعمال النظام الحاكم الدموي في بغداد بحق 22 مليون انسان عراقي . بيد ان الجديد في هذا المقال هو الجراءة بكل حرية ودون اي خجل بتسطير المدائح لمجرم احترف القيادة في الاجرام ولقب القائد في هذه المهنة القذرة خارج العراق تزامنا مع تصعيد المزايدات العلنية حول القضية الفلسطينية والتصدي لامريكا، بين اسامة بن لادن وصدام حسين يبغي حيث الاول بالتتويج اميرا للتيار الاسلامي والثاني ملكاً للعروبة .ولا ننكر بأن الثاني استطاع ان يحوز على تلك الصفقة لا لأن بن لادن مني بالهزيمة على يد ارباب عمله السابقين في البيت الابيض الامريكي ،بل لان صدام حسين استطاع ومنذ دخوله للكويت قبل اثنى عشر عاما ان يخاطب اليأس والقنوط في صفوف الشعب الفلسطيني الذي احتاج كالغريق الى ان يمسك بالقشة، وان كانت تلك القشة قائد مجرم اغرق شعبه بالدم واشبعه بالرصاص وشعارات ديماغوجية من اجل انقاذه من محنته . واحيانا التوهم والتشبث بالادعاءات والاحلام الوردية بل حتى الاكاذيب عند الذين يشعرون بأنعدام الافاق افضل من مواجهة الواقع المر وعدم القدرة على تغييره. وهذا ما فعلته صورايخ العباس والحسين التي اطلقها صدام حسين على اسرائيل لاغراض دعائية واعلامية ومن ثم تشكيل جيش القدس من خمسة ملايين شخص لتحرير فلسطين ،حيث يعرف الجميع بأن صدام الذي خرج مهزوماً من حربين لا يمكن له ان يفكر حتى بعجاج المعركة .وهذا ما يفسر سر وجود صور صدام حسين في المسيرات والمظاهرات في الاراضي الفلسطينية . وشجعت هذه الوقائع تنشيط النظام البعثي من اعلامه في خارج العراق ودفع مرتزقته في تجميل صورة "القائد الفذ" . لنعود الى مقال الهاشمي فالى جانب الحقائق التي ذكرها فإني احب ان اضيف اليه ايضا حقائق اخرى كي يكون القارئ الكريم على بينة، كيف اصبح صدام حسين قائدا وهل يستحق هذا اللقب بجدارة او جاء من طرف متحيز؟ حيث غاب عن الهاشمي ما يقدمه من براهين لاثبات فن القيادة عند صدام حسين . صدام حسين هو عنوان لمسلسل دم ابتدأ منذ تأسيسه شعبة العلاقات العامة بعد الانقلاب المشؤوم للبعث، وهي مؤسسة قمعية اشرف عليها صدام حسين بشكل مباشر على تعذيب المخالفين للسلطة البعثية وهو الذي اعطى اوامره بفتح النار على اضراب عمال الزيوت النباتية في 5 تشرين الثاني 1968 ،صدام حسين هو عنوان تصفية الشيوعيين في وضح النهار ورميهم في احواض الاسيد ،صدام حسين هو عنوان للذين ساقهم عنوة الى جبهات القتال اثناء الحرب العراقية-الايرانية ووضع خلفهم عصابات الحرس الجمهوري لاعدام كل من يهرب من قادسيته العنصرية والشوفينية ،صدام حسين هو عنوان لجرائم الانفال والاهوار وحلبجة وهو عنوان لتدمير اكثر من 3000 قرية كردية ،صدام حسين هو عنوان لقطع الآذان وعظم الكاحل للهاربين من جحيم الخدمة العسكرية ،هو عنوان لقطع رؤوس بائعات الجسد وتعليق رؤوسهن امام بيوتهن ، صدام حسين هو عنوان لقطع السن كل من تجرأ على نقده ونقد نظامه . هذا هو صدام القائد الذي يستحق لقب الفذ دون اي شك او منافس . قائد في الاجرام . كان على عبد الرزاق الهاشمي ان يذكر هذه الحقائق كي يثبت صحة نظريته حول عبقرية صدام حسين . الا انه اراد اسدال الستار على تلك الجرائم بشكل متعمد واللعب حسب اوامر اسياده طبعا بورقة "ضد امريكا" او "الصهيونية العالمية" كما لعب من قبل اسامة بن لادن او كما لعب ويلعب العديد من قادة الحركة القومية العربية والاسلاميين معا على ورقة الظلم القومي بحق الشعب الفلسطيني ،وتحاول من خلال هذه الورقة ارتكاب ابشع انواع الجرائم بحق الابرياء من الشعوب والجماهير التي ابتليت بمثل هؤلاء الجماعات ،فاضافة الى استلاب جميع حقوقها الانسانية، فلقد مررت عليهم الافكار العنصرية والشوفينية تحت عناوين العدو الصهيوني والامريكي وتحرير القدس ..الخ. ان الصراع مع مجرمين امثال بوش سواء كان الاب او الابن فلا فرق بينهما، لا يزكي ابدا نظام بغداد من جرائمه بحق جماهير العراق وهذا ما حاول ان يمرره صاحب المقال المذكور . فاذا كان المجرم بوش مسؤول على قتل اكثر من مليون انسان عراقي وحكم على شعب بالموت البطيء ،فان النظام البعثي بقيادة "القائد الفذ" استغل اوضاع الحصار الاقتصادي ليفرض اشد اشكال العبودية والذل على الشعب العراقي ويكمن فيه سر قوته وبقائه. فدون تهديدات امريكا ودون الحصار الاتقصادي لما استطاع البعث ان يبرر قتل بائعات الجسد بشكل علني وفي حفل صاخب للاتحاد العام لنساء العراق والحرس الجمهوري واعضاء حزب البعث قبل اكثر من سنة ولما كان ان يتجرأ بقطع السن الشباب امام العامة ولما كان له ان يفرض العسكرتارية والاستبداد على المجتمع العراقي ولما استطاع ان يسوق الاطفال الى ساحات التدريب ولما كان له بفرض حملته الايمانية المليئة بالكفر بحق الانسانية في العراق ..الخ يتوهم صاحب المقال اذا اعتقد بأن دفاعه عن جرائم قائده الفذ عن طريق نشر الاكاذيب والادعاءات الزائفة واللعب على الاوراق المحروقة يمكنه من وضع الرتوش على الوجه البشع للنظام البعثي الفاشي بقايدة صدام حسين. انني انصح السيد عبد الرزاق الهاشمي ان يتبرأ من هذا النظام لان جماهير العراق حكمت عليه بالموت . وليتذكر ابدا انتفاضة اذار 1991 الذي لم يجد ازلام السلطة البعثية مخبأ الا وتصرفوا كالنعامة، حيث دفنوا رؤوسهم بالوحل تجنبا من السقوط بيد الجماهير الثورية في العراق التي اشتاطت غضبا من الاعمال الشنيعة للسلطة البعثية . لقد استطاع بحق ان يلعب نظام بغداد على الاوضاع الدولية واستغلال تلك الفرصة لادامة حياته وحياة ماكنته القمعية. لكن اللعب على الوقت لن يدوم للمجرميين ومصاصي دماء الجماهير.
تورنتو فاكس:416-264-0636 تلفون:416-998-7918 Emil:[email protected]
#سمير_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كردستان العراق والإسلام السياسي
-
لا تقلق .. يا بلير
-
CNN قناة الجزيرة و
-
محنة الأطفال في ظل البعث
-
صدام حسين والمرأة العراقية
-
بين هولوكوست والأدب
-
المنطق الوحشي والنفاق السياسي
-
الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
-
مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
-
مفارقات عنصرية
-
ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|