سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7901 - 2024 / 2 / 28 - 16:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد هناك من حاجة لسوق الادلة والمبررات من أجل الدلالة على سوء الاوضاع وتأزمها في ظل نظام الملالي حيث إنه وتزامنا مع الانتخابات التشريعية القادمة في 1 مارس2024، فإنه يواجه صعوبة کبيرة في السيطرة على الامور والاوضاع والتصرف کما کان خلال الاعوام السابقة ليس على صعيد الاوضاع الداخلية فقط بل والاقليمية والدولية ذلك إن النظام وبعد 44 عاما من حکمه وأمام أزمته الخانقة التي يشتد خناقها کثيرا على الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفکرية وتبلور وتتوضح أکثر بنأي الاجيال الشابة بأنفسهم عن النظام وأفکاره ومفاهيمه وهو مايمکن إعتباره أکبر نکسة يمکن أن تواجه هذا النظام وتضربه في الصميم لأن الشباب هم عماد أي نظام وعندما يعزف الشباب عن أي نظام ويبتعد عنه فإن لذلك معنى واحد وهو إن هذا النظام في نهاية الخط وإنه في الرمق الاخير.
أکبر مشکلة ومعضلة واجهت وتواجه نظام الملالي طوال حکمه ولم يجد لها من أي حل أو معالجة تتعلق بدور وحضور منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران ، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن هذا النظام لم يقصر أبدا في إتخاذ مختلف الاجراءات والتدابير الصارمة ضد المنظمة والتي کانت أقساها وأشدها دموية تنفيذه لمجزرة عام 1988، التي قام فيها بإبادة أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق وإن مايٶرقه ويقض مضجعه وهو يسعى من أجل أن يتمکن من إنجاح الانتخابات القادمة والتي تشير أغلب إستطلاعات الرأي التي تجريها مٶسسات مختصة بأن أکثر من 70% من الشعب الايراني لايرغبون بالذهاب الى صناديق الاقتراع والمشارکة في هذه الانتخابات خصوصا وإنهم لم يعدوا يثقوا بهذا النظام، ولذلك ليس بأمر غريب عن النظام أن يلجأ عشية هذه الانتخابات لإقامة معرض في طهران ضد منظمة مجاهدي خلق في سبيل النيل منها والحد من دورها ونشاطها الفعال ضد هذه الانتخابات ودعوة الشعب الايراني لمقاطعتها.
من المهم جدا التذکير بتحذير الملا خامنئي خلال الفترات السابقة، من تزايد شعبية المنظمة ومن إنضمام الشباب الايراني الى صفوفها، وهو مايعتبر بالضرورة بمثابة إعتراف بالافلاس الفکري ـ السياسي للنظام أمام الافکار والمبادئ والطروحات المتجددة والمتماشية مع روح العصر لمجاهدي خلق ولاسيما بعد أن أثبتت المنظمة دورها وجدارتها بالدفاع عن حقوق الشعب الايراني والتضحية من أجله في داخل وخارج إيران، وإن النظام الذي حاول على مر 44 عام تشويه صورة المنظمة ودفع الشعب الايراني عموما والشباب خصوصا على الابتعاد عن المنظمة، يبدو إن مسك ختام حملاته المتواصلة ضد المنظمة هو رفض وکراهية عموم الشعب الايراني للنظام ورغبته بإسقاطه وهو مايبدو واضحا أشد الوضوح من خلال الرفض الشعبي الواسع للمشارکة في الانتخابات المنتظرة في الاول من مارس القادم، ومن دون شك فإن المتابع عندما يتمعن في المسيرة النضالية للمنظمة وماقامت وتقوم به دونما کلل أو ملل من أجل حرية الشعب الايراني وخلاصه من هذا النظام، فإنه يتيقن بأنها تستحق ذلك وعن جدارة.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟