أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - الاتجاه المعاكس نحو البيت الابيض















المزيد.....

الاتجاه المعاكس نحو البيت الابيض


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1750 - 2006 / 11 / 30 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما اطلقت الآيدولوجية الاميركية المبرمجة ؛ دعايتها المفبركة ؛ بعد الاندحار في فيتنام ؛ تحت عنوان ( لماذا يكرهون امريكا ) ؛ انما كان القصد منه تعميم الواقع الخاص وذلك بتبديد الهدف المباشر ألا وهو اجماع الرأي العالمي على كره ( الادارة الاميركية ) سيئة الصيت وحسب وليس الشعب الاميركي ؛ وما ذلك الاسلوب الخبيث الا طريقة مكشوفة لتوحيد كره الجزء الاداري بالكل العام فتضيع الحقيقة . لقد كررنا مرارا وتكرارا ؛ اننا لم نكره الشعب الاميركي ؛ اقتصادا وصناعة وعلوما وثقافة وجامعات وفنونا وصناعة ورياضة ... الخ وانما انصب كرهنا ( نحن شعوب العالم المحب للسلام) على بعض الادارات الاميركية ؛ ذات التحكم السلطوي الدموي القاسي التي تتخذ من الحروب منهجا .
ان الصحفي الكبير ( سيمون جينكنز ) الذي يكتب مقالاته التحليلية العميقة في جريدة الجارديان ومنها مقالاته الاخيرة ( سيْ للحرب جيد للديمقراطية ) و ( الامريكيون يجب ان يكونوا فخورين ) : كتب يقول معلقا على اندحار الجمهوريين الاخير في الانتخابات وبخاصة جناح المحافظين الجدد ( انها اعوام من الفاشية اليمينية المحاطة بالسلاح وطائرات التوما هوك .... الخ) وهو بهذا يؤيد تماما ما ذهب اليه مستشار الامن القومي الاسبق بريجنسكي في مقابلة سابقة مع جريدة ( هارفارد انترناشينال ) ؛ حيث قال ( ان مسؤولية الحرب في العراق ؛ تقع على اؤلئك الذين اقنعوا الادارة في واشنطون على اتخاذ القرار ؛ وهم من المحافظين الجدد )

لقد تساقط عدد كبير من النواب الجمهوريين ؛ واعضاء من مجلس الشيوخ ؛ وحكام الولايات ؛ وقبلهم بول وولفويتز ؛ ودغولاس فيث ؛ وريشارد بيرل ؛ وديفد فروم ؛ ونويت غنغريتش ؛ و جورج تنيت وتوم ريدج ؛
وكولن باول .. . وليس آخرهم دونالد رامسفيلد ... الخ ) ؛ وهي عبرة لذوي الكراسي ان كانوا يفقهون........ او يتخذون من هذه الدروس توجها نحو صواب المواقف والتراجع عما اقترفت ايديهم من آثام بشعة .

لقد قيل في اسباب هذا الزلزال ؛ جملة عوامل امريكية داخلية ؛ كالتسهيلات الضريبية الفاضحة ؛ وكذب الادارة على الشعب في وعودها في اصلاحات التعليم والضمان والصحة ؛ وكذلك في قضايا الاجهاض ؛ وزواج المثليين ؛ وزيادة الموازنة المنحدرة لاغراض سياسية ؛ و السماح لوكالة الفضاء ناسا بمراقبة المكالمت الهاتفية والالكترونية .... الخ ولكن كل هذه وغيرها يمكن ان تمرر عن طريق الاكثرية في الكونغرس ؛ بحيث لا تشكل قاصمة مدمرة ؛ الا الحرب على العراق ؛ فقد اجهزت لعنتها على كل
ما يمكن انقاذه او تلافيه . اذ كيف تتلافى هذه الادارة المنهارة ؛ تدهور سمعة جيشها ؛ في قتل المدنيين العشوائي وتعذيب السجناء والمعتقلين في ابي غريب وبوكا وغيرهما عشرات ؟ وكذلك السرقات العلنية التي قامت بها شركة هالبيرتون ؟ والرشاوى الصحفية والاختلاسات المالية ؟ ناهيك عن المداهمات والاعتقال والاغتصاب وقتل اعمدة الفكر العراقي في اروقة الجامعات والعيادات والشوارع ؟!! ثم كيف تستطيع ان تمسح من صفحات التاريخ المعاصر قيامها بجريمة تدمير وسرقة آثار المتحف العراقي ؛ تلك الآثار التي لا تقدر بثمن على الرغم من التحذير الصارخ الذي تقدم به مستشار البيت الابيض للشؤون الثقافية ( مارتن سولفان ) من ضرورة حماية الممتلكات الثقافية ؛ الا ان الادارة المتغطرسة اهملت ذلك عمدا .

ليس انهيار الحزب الجمهوري بهذه الجسامة الخطيرة وهم في قمة السيطرة والحكم ؛ يتعلق بالاشخاص الذين فقدوا مراكزهم قبل الانتخابات او بعدها ؛ وانما الاهم والاعمق ؛ هو اندحار برنامج المحافظين الجدد بشكل كاسح ؛ بدءا من مثلث الشر ؛ ومثلث المقاومة ؛ مرورا بالفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط الكبير ؛ ثم مشروع الشرق الاوسط الجديد ( المعدل ) ... الخ وذلك للوصول الى وهم ( الامبراطورية الاميركية ) التي بشر بها ايغنا تييف بمقال له في ملحق نيويورك تايمس ؛ باعتبارها ستكون ( امبراطورية الخير ) ودعمته في ذلك كثير من معاهد الابحاث ذات العقيدة نفسها . ان انهيار هذا المشروع الاخطر في عصرنا الحاضر ؛ يعني انقاذ العالم من شرور ما يحاك له وبخاصة المنطقة العربية .. وسيسجل التاريخ ـ مرة اخرى ـ ان لصمود الشعب العراقي وموقفه الباسل المقاوم الحقيقي وتضحياتـــــه ضد قوى الاحتلال كافة ؛ صفحـــة مشرفة في الذود عن الوطن و شرف الامة وحمايتها من كل سوء ؛ اسوة بمقاومة الجزائر ؛ وثورة العشرين ؛ وفلسطين ؛ وبورسعيد ؛وكيمونات باريس ؛ وستالين جراد ؛ ودنكرك ؛ و فيتنام ؛ ...الخ .

ان اول جهة يتوجب عليها التمعن والافادة من درس ما آل اليه وضع الجمهوريين البائس ؛ هي الحزب الديمقراطي ؛ اذ امام قادته فرصة تأريخية امدها عامان ؛ يمكنهم خلالها تصحيح كل الاخطاء الجسيمة التي وقعوا فيها في العراق بدءا من الاسباب التي ثبت بطلانها ( اسلحة الدمار الشامل ؛ علاقة العراق بالقاعدة دور العراق في احداث 11 سبتمبر... الخ ) ؛ الى الاحتلال غير المشروع جملة وتفصيلا وما اعقبه من دمار في كل جانب من جوانب الحياة العراقية ؛ ولا يتأتى ذلك الا بتطبيق منهجهم الذي نادوا به اثناء حملة الانتخابات بجدية والتزام ؛ بحيث لا يجعلون منه خطبا عابرة صيغت لمجرد الدعاية الموقتة ؛ فان اتخذوها هكذا ؛ فان الشعب الذي منحهم ثقته بكل تلك القوة قادر على سحبها منهم ؛ كما حدث مع احزاب بلير ؛ وبرلسكوني ؛ وآزنار ... الخ ؛ لقد كانت التظاهرات الكبرى ضد الحرب على العراق انذارات واضحة المعالم لكل تلك القيادات التي لم تلتفت الى ارادة الشعوب ؛ حيث ركب الزعماء عن عمد رؤوسهم وساروا كالعميان خلف القافلة الفاشلة الخائبة المتعنتة .
ان اهم ما يتوجب على الديمقراطيين عمله في العراق ؛ هو ان يضعوا ـ فورا ـ جدولا زمنيا واضحا لانسحاب القوات ؛ و الايعاز باعادة الجيش العراقي الى موقعه التأريخي في حماية الوطن ووحدته ومكانته العريقة ؛ وكذلك فسح المجال امام ابناء الشعب الغيارى المخلصين لاعادة بناء الدولة ووضعها في مركزها الدستوري والاقليمي والدولي ؛ بعيدا عن اي تدخل يثلم السيادة او ينال من رغبة الشعب الوطنية ,.وتعويض الشعب العراقي عن كل ما لاقاه من غبن وظلم ومعاناة قاسية من جراء تلك الحرب الوحشية وتوابعها الهمجية اللاحقة التي أدت الى التمزق والتطرف والقتل والطائفية .... الخ .....فان فعل اليمقراطيون ذلك بجدية ومنهجية تعتمد على الواقع ( الستراتيجي ) الموضــــوعي الملموس لا ( التكتيك ) الآني الشكلي ؛ فأنهم سيربحون معركتهم الانتخابية القادمة الحاسمة ؛ وسيمضون بالاتجاه الصحيح و المعاكس لخطط الجمهوريين وفوضاهم المنكفئة ؛ قدما نحوتحقيق الاكثرية الساحقة في مجلسي النواب والشيوخ ؛ ثم حثيثا ..... نحو البيت الابيض .



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : أيام المستشفى
- ايام العدوان الثلاثي على مصر في لندن
- لعنة العراق
- قانون ادارة الدولة الملغي و تعديل الدستور
- 654965
- الحاضر .... ليس النهاية
- أدب القضاة 11
- موسيقى أفلام المقاومة ورحيل الموسيقار أرنولد
- أيها الخفاق في مسرى الهوى
- ناتاشا كمبوش وأطفال العراق
- لقائي الاول مع نجيب محفوظ
- أدب القضاة 10
- وردة الغربة على قبر البياتي
- عزف لبناني منفرد
- أدب القضاة 9
- فما لك غير لبنان وتشفى
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 4 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 3 - 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله 2 4 شهادة وذكريات
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 1 4


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - الاتجاه المعاكس نحو البيت الابيض