كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 09:40
المحور:
القضية الفلسطينية
ربما يقول المغرمون بالسيسي ان الحرارة الشديدة المنبعثة من صحراء سيناء تسببت في تبخر المساعدات الإنسانية المرسلة إلى غزة. .
دعونا نتفق مع روايتهم. ونقول: ربما. . فكل شيء جائز ومتوقع في حسابات الأحوال السيساوية المتقلبة. لكن انتقال المساعدات نفسها إلى العاصمة نيروبي، وظهورها في القرى الكينية أمر محيّر، ويستدعي استحضار روح العالم الصربي الأمريكي الراحل (نيقولا تيسلا) ليفسر لنا حيثيات هذه الظاهرة الكونية التي لا تخطر على بال سكان السماوات والأرض.. .
كيف اختفت المساعدات من غزة ؟. وكيف قفزت فجأة إلى كينيا ؟. وكيف جاء توقيتها متزامنا مع كارثة المجاعة التي ازهقت ارواح المئات في غزة ؟. .
بداية نقول: إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم، فالثابت لدى مديرة مكتب المناصرة في الصندوق الأوروبي للديمقراطية (روزا آدم): ان مصر هي التي غيرت وجهة المساعدات وارسلتها إلى كينيا. وقد راجت هذه الاتهامات بشكل مكثف هذه الأيام عبر مواقع التواصل بمصر، عقب إعلان وزارة الخارجية المصرية عن إرسالها مساعدات إغاثية عاجلة الى كينيا التي تبعد عن غزة مسافة 3500 كم. .
الباعث على الدهشة ان سامح كشري (وزير الخارجية المصري) اعترف في بيان رسمي إنه أرسل 10 أطنان من الأدوية والمسلتزمات المنزلية العاجلة والمواد الغذائية والخيام إلى كينيا، وذلك لمساعدة المتضررين جراء الفيضانات التي ضربت القرى في تلك البلاد البعيدة. في حين وقف هذا الوزير نفسه امام جمع من الصهاينة المشاركين في حصار غزة، وأدلى بتصريحات زنكلونية مؤيدة لحملات الإبادة، زاعما ان رجال المقاومة لا يمثلون الشعب الفلسطيني. .
وذكرت تقارير سابقة ان حكومة السيسي سرقت سيارات الإسعاف الكويتية، واستبدلتها بأخرى مستهلكة، وان معظم المساعدات كانت تُباع بشكل علني في متاجر القاهرة. . ثم يقف السيسي وسط جمع غفير من ضباطه ليقول: (اروح من ربنا فين إذا كنت أنا الذي امنع الغذاء والدواء عن أطفال غزة ؟). .
ونقول للسيسي ورهطه: (ندري بأنك لا تخاف الطفل حياً. إنما ندعوك صدقاً أن تخاف من الصغار الميتين). لن ينسي التاريخ انك رفعت جدارا بين المصريين وبين اخوانهم في غزة، وحاصرت أهل غزة، ومنعت عنهم الطعام، وشاهدت المذابح ترتكب على حدودك، ولم تحرك جيش بلدك لإنقاذ هولاء الأبرياء. وسوف تكون نهايتك بالطريقة التي يختارها لك الواحد القهّار. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟