صفقة. أم صفعة. أم سقطة ؟

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 00:17
المحور: القضية الفلسطينية
    

تقول الفيزياء ان المواد التي تكتسب الحرارة ببطء تفقدها ببطء. والتي تكتسبها بسرعة تفقدها بسرعة. . وتقول الحسابات البنكية: ان الدولة التي تنهار عملتها النقدية نحو الهاوية بتعجيل متسارع على مدى 10 سنوات لن تسترد عافيتها في غضون بضعة أسابيع. فالصفقة التي أعلنها مجلس الوزراء المصري هذه الأيام وقال عنها: انها أكبر صفقة مربحة من خلال شراكة استثمارية مع كيانات كبرى، ضمن جهود الحكومة لزيادة موارد العملة الصعبة التي تعاني البلاد نقصا شديدا فيها. من دون ان يعلن المجلس عن حجم الصفقة، وجدواها الاقتصادية، ومن دون ان يسمي الكيانات الاستثمارية التي ستتعاقد معها الحكومة ؟. وبالتالي فان هذه الصفقة يكتنفها الغموض وتبعث على الشك والريبة. فهل لها علاقة بالتصريحات السابقة حول فوز مصر بأكثر من عشرين مليار دولار سوف تُدفع لها عداً ونقداً على الطربيزة في صفقة تحدث عنها اعلامهم قبل بضعة أيام ؟. ومن دون ان يوضح الإعلام كيفية الفوز بتلك المبالغ الفلكية في يوم وليلة. ام ان لها علاقة بتصريحات السيدة (جولي كوزاك) المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي ؟؟، بقولها: ان الصندوق يسعى لضمان عدم تعرض مصر لأي احتياجات مالية زائدة مرتبطة باللاجئين المحتملين من غزة. .
وهذا هو مربط الفرس، بمعنى ان الصفقة او الصفعة التي سوف تتصدر الاخبار في منتصف شهر رمضان لها علاقة بحملة التهجير القسري لسكان غزة، وهنا لابد من التذكير بتهديدات عضو حكومة الحرب في إسرائيل (بيني غانتس) بشن هجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة بحلول رمضان إذا لم تفرج حماس عن الرهائن. ولفت (غانتس) إلى أن القتال سيتواصل في كل مكان من غزة. .
لو وضعنا هذا المعلومات الغامضة في خلاط كهربائي، ثم قمنا بتصفيتها لحصلنا على نتيجة واحدة، وهي ان مصر وافقت من حين المبدأ على استقطاع مساحات كبيرة من شبه جزيرة سيناء لبناء مخيمات متعددة لإيواء الفلسطينيين الذين سيجري تهجيرهم عنوة من غزة مقابل ان تحصل حكومة السيسي على وعود بالدعم المالي. لكنها معتكفة الآن على دراسة كيفية الإفصاح عن الصفقة، التي في حقيقتها عبارة عن سقطة تاريخيّة كبرى لا تخطر على البال. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات