أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - خطة التمرير وإنهاء المصير















المزيد.....

خطة التمرير وإنهاء المصير


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دون شك أنّ اسرائيل طوال الوقت تسعى لتنفيذ مخططاتها التوسعيّة في المنطقة العربيّة وتنفيذ رؤاها الأيديولوجية المتطرفة، ولا شك أنّها اتّخذت من عمليّة الطوفان مبرّرًا لاستئناف تلك المحاولات خاصةً على صعيد تمرير مشروعها التّصفوي للقضيّة الفلسطينية القائم على رفض قيام دولة فلسطينية مستقلّة ذات سيادة والاكتفاء بمنح الفلسطينيين حٌكمًا ذاتيًا موسّعًا، وإنهاء حق تقرير المصير وتجسيد الهوية الفلسطينية، فقد جاءت رؤية نتنياهو لليوم التالي لِما بعد الحرب متسقةً مع تصريحاته المتكررة، وكافّة محاولاته في ترسيخ الانقسام الفلسطيني وتقزيم دور السّلطة الفلسطينية في الضّفة الغربية كسبيل لتقويض إقامة الدولة الفلسطينية، وجاءت تصريحات سموتريتش المستوطن الوزير المتطرف في حكومة إسرائيل ضد قيام الدولة الفلسطينية ، وضد مصر بتحميلها مسؤولية كبيرة في دخول السلاح إلى غزة حسب زعمه لتؤكد أن الهدف من هذه الحرب ليس تقويض قدرات حماس العسكرية والإدارية، إنّما هو استهداف للوجود الفلسطيني والحركة الوطنية، والمنطقة العربية بأكملها وفي مقدمتها مصر.
جاء توقيت الكشف عن الخطة استباقًا لمحادثات باريس في إطار رفض نتنياهو إنهاء الحرب، ورفضه للحلول السياسية للصراع العربي الاسرائيلي القائم في المنطقة وجوهره قضية فلسطين، حيث بات يعتقد نتنياهو أن الظروف الراهنة تسمح له بتمرير معتقداته في نبوءة أشعِياء التي تخبر بامتداد الدولة العبرية بين مصر والعراق، لكن نتنياهو ذهب لأبعد من ذلك من خلال هذه الخطة فقد عرض نبوءته الخاصة أنه يمكن امتداد الدولة العبرية من المحيط إلى الخليج، وأنّ إسقاط غزة وسلخِها عن الضفة الغربية هو سقوط أهم الحصون أمام نبوءته وأحلامه، ويبدو له أنّ هناك خريطة جديدة ستظهر رويدًا مع تطور العملية العسكرية في البحر الأحمر بعد دخول مهمة اسبيدس حيز التنفيذ.
في هذا السياق جاءت الخطة لتعلن بشكلٍ مباشر إعادة احتلال قطاع غزة وفرض السيطرة الأمنية عليه، واحتفاظه بحريّة العمل الأمني داخل قطاع غزة فيما يُعرف اسرائيليًا بالمطاردة الساخنة، مما سيفتح المجال لتنفيذ خطة التهجير القسري أو التهجير القسر طوْعي ليمرر مشروع الضم، وتصفية وإنهاء الحق الفلسطيني في تقرير المصير ،وتقويض حقه في اختيار مُمثليه، والانقضاض على دوْر المؤسسات الأممية وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في إطار تصفية قضية اللاجئين وحقهم في العودة.
تهدف خطة نتنياهو لإطالة أمد الصراع والحرب في المنطقة كضامن رئيس لاستمرار دولة إسرائيل، وكذلك محاولة التخلّص من الحالة السيكولوجية المسيطرة على العقليّة الاسرائيلية من عقدة الثمانين بحيث لم يُسجّل التاريخ استمرار دولة عبرية أكثر من ثمانين عامًا.
يحاول نتنياهو من خلال هذه الخطة التأكيد على عدم وجود شريك فلسطيني يُمكن إنجاز أيّ اتفاق معه، مستندًا على الانقسام الفلسطيني الذي مزّق الهوية الفلسطينية، ومسألة دعم الإرهاب، حيث كان لهذه الرؤية صدى على مستوى القادة الغربيين والمؤسسات الاعلامية ومراكز الأبحاث.
عودة نتنياهو لهذا الطرح في هذه المرحلة لمواجهة الحديث عن ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قِبل أميركا ومعظم الدول الغربية من خلال التأكيد أن اسرائيل حكومة وبرلمانًا ترفض الإملاءات الدولية فيما يتعلق بتسوية دائمة مع الفلسطينيين، ولا يُمكن التوصل إلى مثل هذه الترتيبات إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين دون شروط مسبقة، هذا الموقف الاسرائيلي الرافض للتعاطي مع الجهود الدولية هل يُمكن له أن يخلق رأيًا عامًا أميركيًا وغربيًا بأنهما لا يملكان شريكًا اسرائيليًا يُمكن التناغم معه والسير قدمًا نحو تجسيد الدولة الفلسطينية حسب المقترح الأميركي حتى وإن كانت كالبيت الفارغ بلا مفتاح.
السؤال المطروح عرضًا وطولًا هل الأداء الفصائلي الذي أتخمَنا شعارات وبيانات وكان جزءًا من مصيبة الترهّل والتفكك في مسار الحركة الوطنية ففريق مصاب بداء التفكير طويل الأمد، والبعض هدفه المحافظة على وجوده على الرغم من أنّ قادة هذا الفريق وعناصره لا يملؤون سيارة (بيجو) حسب التعبير الفلسطيني، وفريق ثالث يعاني من حالة الانفصام بين العالم الافتراضي المتعلق بالرغبوية الأممية وبين الحالة الوطنية، وانشغالهم باستعادة ما كان تحت سلطتهم في غزة حيث اضطرّ هذا الفريق لاستبدال المبدأ التفاوضي -خُذ وطالب- إلى اسْتَعِد أولًا للاعتراف بالشروط الدولية بما فيها الاعتراف بإسرائيل ثم فاوض لتحافظ على بقائك في المشهد السياسي، هل يُمكن لهذه الفصائل بهذه السياسات أن تصل بالقضية الفلسطينية بكل أبعادها وتشابكاتها إلى شاطئ الحرية والاستقلال؟
خطة التمرير الاسرائيلية وضعت إدارة المقاومة بين خيار استمرار الحرب والتضحية بغزة وأهلها وبين إنقاذ نفسها والاكتفاء بالمشاهدة دون موقف حاسم ينسجم مع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني بضمان صموده وبقائه على أرضه، وبالتالي توفير بيئة ملائمة لسياسات نتنياهو وخسارة غزة والمشروع الفلسطيني.
ضرورة إدراك فريق إدارة المعركة بأن السياسة لا تقف على ضِفتيّ القبول والرفض، لكنها تقف على ضفة المصالح، ولا شك بأن المصلحة الوجودية للشعب الفلسطيني باتت على المحك مما يفرض عليها استقراء التجارب السابقة للمقاومة من معركة جنين 2002، وجدار الفصل العنصري، ومعارك غزة المتتالية وأن نتائج جميع هذه الجولات لم تغير من التوازن الاستراتيجي بينها وبين اسرائيل، ولم تصل لتحقيق أهدافها مما يعني بأنّ هناك خللًا في إدراك طبيعة الصراع مع اسرائيل وخلطًا مريبًا بين الأهداف التكتيكية والاستراتيجية لهذا الصراع.
لا يزغ عن نظر المتابعين بأن خطة نتنياهو بكل ما جاء فيها لا تخلو من خبط عشواء، والآمال الشخصية التلموذية، ولا يجد معظم عناصرها حيزًا من التطبيق على الأرض، لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالفلسطينيين، وأخرى أكثر أهمية ترتبط بالاستراتيجية الأميركية في المنطقة كأحد افرازات تشكل النظام العالمي الجديد متعدد القطبية، لذلك يسعى البيت الأبيض إلى تأمين تحالف شرق أوسطي كبير يرتكز على خطتها السياسية لحل القضية الفلسطينية، حيث يقف خلفها مركز الثقل العربي القوي المتمثل في المملكة السعودية ومصر ومن خلفهما الإمارات العربية وقطر؛ ولا يوجد أدنى شك بألّا تعطي أميركا أي فرصة لنتنياهو بإفسادها، بل سيحتضن البيت الأبيض قيام الدولة الفلسطينية، وسيحرر نتنياهو بوسيلة أو بأخرى من تحمل مسؤولية قيامها.
تنويه ؛؛
نهاية نتنياهو السياسية حتميّة، فحياته السياسية عمرها من عُمر الحرب في غزة، وأن الانقسام الاسرائيلي حول قيادته ومستقبله السياسي حقيقة ثابتة، وعلى أصحاب الرأي الكلامي تفويت الفرصة عليه، وإدراك أن الأوطان جغرافيا وليست أفكار.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا الموت فالوقت من دم
- حرب غزة لعبة النهاية
- حرب التّحريك-- فلسطين الدولة المفقودة
- الفلسطيني .. الأمل المفقود
- مائة يوم في بطن الحوت
- المرحلة الثالثة من الحرب جزء من الرؤيا الأميركية للمنطقة
- حرب الاستنزاف على الشعب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب في غزة
- دائرة الدم أليس لها من نهاية
- مؤتمر القاهرة للسلام وهولوكست غزة
- الراقصون حول النار
- أكتوبر المجيد المنعطف الخطير
- جنين لا تفهم الرطن والترانيم
- قبل أنْ يُقَرع الجرس
- ثيوقراطية الاحتلال والخطوط الحمراء
- فتح في مهمة اقتحام العقبة
- الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي
- زلزال الاسكندرون وتداعياته السياسية
- فوضى خلاقة من سلوان إلى أصفهان
- الشّعب الفلسطيني يرفض الاحتلال بكلّ أشكالِه


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - خطة التمرير وإنهاء المصير