أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد عبدالحسين جبر - اهانة المواطن في بعض الدوائر الحكومية














المزيد.....


اهانة المواطن في بعض الدوائر الحكومية


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 14:39
المحور: المجتمع المدني
    


بعض الافلام السينمائية تتضمن رسائل واقعية تناسب في كثير من الاحيان كل زمان ومكان، ربما جميعنا شاهد فيلم زعيم السينما العربية عادل امام ( الارهاب ) الذي يحكي قصة موظف مصري بسيط راجع مديرية التربية عدة مرات كي يقوم بنقل ابنائه من مدرسة لأخرى ولما انهار نفسيا ؛ واضطر الى الشباك والعراك مع الموظف الذي منشغل عن عمله الوظيفي في عمل اخر ، ليفقد اعصابه ويأخذ بندقية حرس الوزارة ويرمي الاطلاقات النارية بشكل عشوائي مما يؤدي الى هروب اغلب موظفي المديرية واحتجازه مجموعة منهم ودخول الدولة والقوات الامنية في حالة انذار قصوى بسبب سيطرته على مبنى الدائرة الى اخر احداث الفيلم الذي متأكد ان اغلبكم شاهده مرارا ، غير ان الرسالة التي يمكن قراءتها من خلال سيناريو الفيلم هو اثار استخفاف اغلب موظفي الدوائر الحكومية بالمواطن عند مراجعة الدائرة والتمسك في شكلية الاجراءات الادارية بل واصطناع اجراءات لا اساس لها من القانون لأسباب واغراض اخرى !
مما يخلق حاجز نفسي وعدائي بين المواطن والموظف بل ويسمح بتسرب مافيات الفساد والسمسرة والمعقبين الى العمل الاداري الذي يفترض انه وُجد لخدمة المواطن لا لعذاباته !
فتعقيدات مديرية التربية المصرية خلقت من بطل فيلم الارهاب انسان ارهابي رغم انه بعيد كل البعد عن هكذا انحرافات ، ولا ادري ماذا خلقت تعقيدات دوائرنا في العراق لأُناس فاقدين ادنى مراتب الوطنية وحب البلد نتيجة عذابهم الاداري اليومي!
وينبغي الالتفات الى ما كتبه المهندس العراقي الراحل " رفعت الجادرجي " في مذكراته جدار بين ظلمتين عن مأساة المواطن العراقي في دوائره الحكومية حينما ذكر صراحة بأن " لا شك في أن الإنسان العراقي، مستلب الإرادة، و معرض للإهانة في مختلف مجالات معيشه بما في ذلك المدرسة والجامعة و مختلف دوائر الدولة، وكذلك في المصارف و الأسواق في الممارسات الحزبية، و في المستشفيات ودوائر الرعاية. و حتى إن أراد السفر أو الهجرة، فهو مهان في مختلف المراحل لتحصيل موافقة السفر وتحويل المبالغ المالية وتسهيل أمره في دوائر شرطة الحدود، و لا نبالغ كثيراً إن قلنا إن معظم أفراد المجتمع، كل من موقعه، يهين إرادة الفرد الآخر و يستلبها . لا ندري كم من أفراد المجتمع العراقي - من مثقف و عالم و فنان و جامعي و عسكري و رجل قضاء و لاهوت، تعرض لإهانات السلطة و ممارساتها اللا أخلاقية و اللاإنسانية. وكم منهم تعرض لمحن مشابهة لتلك التي تعرضنا لها، أو ما هو أشد منها. و لكن سؤالنا هو : كم من هؤلاء يمتلك الشجاعة المعنوية الكافية، و يكون صادقاً مع نفسه و يسجل ما تعرضت له عاطفته و وجدانه و إنسانيته من اهانة وعنف وارهاب او كم من هؤلاء آثر اخفاء ذلك وكتمانه "
لذا لا نستغرب ان يعاني المواطنين بل وحتى المحامين الذي كفل لهم الدستور والقوانين حقهم في تسهيل مراجعاتهم الادارية والاهتمام بطلباتهم ، ويوميا نستمع الى مشاكل المحامين ومعاناتهم بل وتعرضهم الى الاهانة والاعتداء كي يكونوا مصداقا للمقولة العراقية الدارجة " يصيحولك حمة وتريدلك حماي !!"
وسط تأكيدات من المراجع العليا لهذه الدوائر على احترام المواطنين والمحامين وعدم تعطيل طلباتهم ، ولكن اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!
المشكلة متجذرة ولن تُحل بإعمام او تأكيد او مقال او نداء ، المسألة اكبر مما نتصور ، تحتاج تشخيص حقيقي وعلاج حقيقي ، يشترك فيه رجال السياسة والقانون وعلماء النفس والاجتماع ، تيقنوا انه مرض مزمن اصاب بلادنا منذ نصف قرن وتراكمت اوجاعه دون علاج!



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتظار بين عبدالرحمن منيف وزوربا
- تاريخنا القابل للنسيان
- جهاد الفيس بوك
- توفى ولم يخلص من نكد زوجته
- معذبة بين يدي القانون
- على جسر ديالى سيبوني
- زمن شعيط
- تجنيس الايرانيين بين الاعلام والقانون
- مراقد مزيفة في العراق
- مشكلة القضاء في اسرائيل وحرب غزة
- مظفر النواب في رحلة شعبان
- كم كتابا قرأت ؟
- نريد مجلة القضاء
- تجهيل ام تعليم ؟
- القبول الضمني بالحكم او التنازل الضمني عن الطعن
- رسالة الى المرشحين الفائزين: نحن مع القوي
- درس الوطنية الذي يجب ان نقرأه جميعا
- ما الحل يا عبدالحسين شعبان؟
- هل قرأت لائحة دفاعية كهذه نقضاً للرواية الاسرائيلية ؟؟
- كتابات عبدالحسين شعبان بين قصور المتنبي وخرائب الحويش!


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد عبدالحسين جبر - اهانة المواطن في بعض الدوائر الحكومية