كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 10:02
المحور:
القضية الفلسطينية
استخدم الحوثيون مجموعة من الغواصات المسيًرة عن بعد، من النوع الذي يُطلق عليه: (UUV)، ويعبر هذا الاسم عن الحروف الأولى من عبارة: (unmanned underwater vessel). .
تشكل الغواصات الحوثية خطرا كبيرا على السفن الحربية والتجارية، وذلك بسبب تعذر رصدها واكتشافها، بمعنى أنها أكثر صعوبة من اكتشاف الطائرات بدون طيار، وأكثر صعوبة من الصواريخ المضادة للسفن. يعمل الحوثيون حاليا على إطلاق هذه الأنواع الثلاثة دفعة واحدة ضد أهدافهم المشمولة بالقصف، بمعنى أنهم يطلقون الصورايخ الموجهة، والطائرات المسيّرة، والغواصات غير المأهولة في توقيت واحد. بقصد إرباك الأساطيل الحربية المكلفة بحماية السفن التجارية، الأمر الذي يجعل مهمة الأسطول الأمريكي والأسطول الأوروبي أكثر تعقيداً وصعوبة. وهذا يعني ان الحوثيين يغيرون اسلوبهم من وقت لآخر، ويجرون التعديلات المواكبة للمتغيرات الطارئة، وبالتالي فان الهجوم المكثف بهذه الحزمة الثلاثية المتنوعة (swarm attack) من شأنه ان يلحق الخسائر الكبيرة وغير المتوقعة في السفن الحربية الكبيرة، فما بالك بالسفن التجارية التي لا تمتلك القدرة للدفاع عن نفسها. الأمر اضطرّ الأسطول الأميركي إلى تنفيذ بعض الهجمات الوقائية الأمريكية، تمثلت بشن هجوماً إلكترونياً ضد سفينة تجسس إيرانية، MV Behshad كانت تبحر في البحر الأحمر وقامت بتمرير معلومات إلى الحوثيين عن السفن المستهدفة. فكان هذا الهجوم السيبراني جزءاً من الرد متعدد المستويات الذي وعدت به الولايات المتحدة هذه الأيام. لكن ذلك لم يثن القواعد الحربية الحوثية التي نفذت خمس ضربات مباشرة في غضون 24 ساعة ضد بعض السفن الأمريكية التي كانت متواجدة في خليج عدن، ونجحت في اغراق سفينة تجارية بريطانية. .
لقد أصبحت الغواصات والزوارق غير المأهولة سلاحاً قوياً وفعالاً بشكل متزايد. استخدمه الأوكرانيون أول مرة ضد أسطول البحر الأسود الروسي. لكن استخدام الحوثيين لهذه الأسلحة المغمورة بالماء يعد أمرا مثيراً لا يتوقعه احد. والسؤال الذي يتداوله خبراء البنتاغون الآن: كيف انتقلت هذه التقنيات الاوكرانية إلى الحوثيين ؟، ومن الذي نقلها ؟. ومتى ؟. .
وهناك الكثير من الأحجيات الغامضة في مسرح المواجهات بين الحوثيين والقوى الغربية، لا احد يعرف سرها ولكن سوف تجيب عليها الأيام القادمة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟