أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سمير عادل - كردستان العراق والإسلام السياسي














المزيد.....

كردستان العراق والإسلام السياسي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 47 - 2002 / 1 / 27 - 08:44
المحور: القضية الكردية
    




بعد مذبحة ارتكبتها جماعة "جند الإسلام" بحق 47 شخص من أسرى الاتحاد الوطني الكردستاني في منطقة حلبجة الكردية في كردستان العراق،وقع جلال الطلباني سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني على اتفاقية مع الحركة الإسلامية التي يرأسها ملا عبد العزيز في مدينة قصر شرين الإيرانية التي تحاذي الحدود العراقية والتي بموجبها تعوض الاتحاد الوطني الكردستاني عن الخسائر المادية للحركة الإسلامية وأعادت مقراتهم التي احتلتها قوات الاتحاد الوطني . وطبعا كانت هذه الاتفاقية بأشراف ملالي الجمهورية الإسلامية في إيران التي هي امتداد لاتفاقية طهران حيث تلزم بموجبها الاتحاد الوطني الكردستاني بأن تدفع 150 ألف دولار شهريا إلى الحركة الإسلامية في كردستان العراق. فبالرغم من إن جماعة "جند الإسلام" أعلنت عن تشكيل الإمارة الإسلامية في مناطق حلبجة وبيارة وتاويلة وتصفية جميع قادة الأحزاب القومية الكردية والشخصيات العلمانية في كردستان العراق إلا انه تزامن الهجوم العسكري الذي شنته قوات الاتحاد الوطني على "جند الإسلام" مع وصول الغضب العالمي إلى اوجه ضد الجريمة التي ارتكبتها الجماعات الإسلامية في نيويورك وواشنطن . واستفاد جلال الطلباني من حملة الإعلام العالمية ضد الإرهاب في دعم حربه ضد العصابات الإسلامية رغم الخسائر الكبيرة التي منيت به قواته.
لقد كشفت الاتفاقية الأخيرة بين جلال الطلباني وملا عبد العزيز وبأشراف الجمهورية الإسلامية في إيران على إن صراع بين الأحزاب القومية الكردية والحركات الإسلامية الإرهابية في كردستان العراق من اجل السلطة السياسية وليس من اجل إنقاذ المجتمع المدني في كردستان العراق من براثن الإسلام السياسي. وبلا شك تبين التناقض الواضح بين النزعة المدنية وضد اسلمة المجتمع في كردستان العراق وبين أهداف الأحزاب القومية الكردية والمجموعات الإسلامية المدعومة من الجمهورية الإسلامية . وكشف هذا التناقض المسيرة أو الحركة الاحتجاجية التي شارك فيها اكثر من (100000) مائة ألف شخص ويقال أيضا ثلاثة مائة ألف شخص في مدينة السليمانية التي نظمت ضد المذبحة الأنفة الذكر في مدينة حلبجة .
وفي تعليق لجلال الطلباني على تلك التظاهرة في مدينة السليمانية للتلويح للإسلاميين في كردستان العراق بأنه سوف يعمل دون أن يقعوا أي الإسلاميين في قبضة يد الجماهير في كردستان العراق ، أي يعني على الإسلاميين أن يفكروا ألف مرة قبل الإقدام على منافستهم للسلطة مع الاتحاد الوطني الكردستاني. وفي عين الوقت كي يحافظ جلال الطلباني بعلاقة جيدة مع الجماعات الإسلامية الأخرى التي يصفهم بالمعتدلين فهو يبغي من خلال هذه السياسة تأمين دعم ملالي إيران له رغم إن المسيرة الاحتجاجية ضد جرائم الإسلاميين تسجل ضربة كبيرة لنفوذ الجمهورية الإسلامية في مناطق كردستان ولسياسات الاتحاد الوطني الكردستاني المذلة. ومن جهة أخرى يستخدم الطلباني تلك الجماعات كرأس حربة ضد قوة اليسار عندما تهدد مواقع الاتحاد الوطني الكردستاني في يوما ما.
أن الشيء المؤكد والواضح للجميع أن الاتحاد الوطني الكردستاني لا يريد استئصال جذور الإسلام السياسي في كردستان العراق وجاء منعه لندوة الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مركز"روشنبيري" في مدينة السليمانية حول "الإرهاب الإسلامي في كردستان العراق" وتطويق المركز بعشرات المسلحين من دائرة الأمن"الاسايش" لإرعاب الجماهير التي حضرت دون علمها عن حظر انعقاد الندوة إثبات على صحة ذلك .
أن خوف الاتحاد الوطني اليوم يكمن بأنه يقف في وسط الطريق. فلا يمكنه أن يعلن حربه ضد الإسلاميين إلى ما لا نهاية حيث ما زال يعول على الجمهورية الإسلامية في إيران سياسيا وماديا وكما أشار الكاتب والصحفي سعد البزاز في كتابه "الأكراد في المسالة العراقية" (ومن المؤلم حقا أن يشعر معظم القياديين الأكراد في حاجة لغطاء خارجي..) . وكان جلال الطلباني ينتظر من أمريكا أن تقدم له دعما مستغلا حملتها ضد الإرهاب إلا انه فوجئ بزيارة جاك سترو وزير خارجية بريطانية لطهران في خطوة لدعم التحالف الأمريكي ضد الإرهاب. أي ما زالت الجمهورية الإسلامية في إيران لم تمس الخطوط الحمراء مثل جماعات طالبان واسامة بن لادن، فهي خارج ملف الإرهاب ودعمها له من المنظور الأمريكي . ومن جانب آخر لا يمكن له أيضا الوقوف مع الإسلاميين وضد التيار التقدمي في المجتمع لأنه شاهد جماهير كردستان بعيدة كل البعد عن الإسلاميين وبرنامجهم.

تورنتو
فاكس:416-264-0636
تلفون:416-998-7918
Emil:[email protected]



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سمير عادل - كردستان العراق والإسلام السياسي