رسالة الى اقباط فرنسا

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فرنسي من أصل عربي يرشح نفسه
لرئاسة الجمهورية الفرنسية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئيسية في فرنسا تتوالى وتتعدد المفاجآت والأحداث منها: ـ
1 ان مرشح اليمين الفرنسي جان مارى لوبان الذي حقق مفاجأة في الانتخابات السابقة بوصله إلى المرحلة الثانية وتفوقه على مرشح الحزب الاشتراكي رئيس الوزراء آنذاك ليونيل جوسبان وحصوله على 20% في الجولة الثانية في مواجهة الرئيس شيراك, هذا الرجل يشكو في هذه الانتخابات من وضع العراقيل إمامه فى سبيل حصوله على 500 توقيع من رؤساء البلديات والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ في كافة جهات فرنسا ويطلب من السلطات بأن تسمح بعدم نشر قائمة الموقعين ولكن الإدارة تقول إن القانون ينص على ضرورة نشر هذه الأسماء, وهذا الأمر بالإضافة إلى عامل السن قد يكون عائق أمام جون مارى لوبن للترشح وهو الذي تعطيه استطلاعات الرأي ما يقارب من 17% .
2 إن استطلاعات الرأي تعطى سيجولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي التفوق على نيكولاى ساركوزى مرشح الحزب الحاكم بأفضلية 51% مقابل 49% وهذا قد يعود إلى استقرار الاشتراكيين على مرشح واحد فقط بينما الحزب الحاكم لازال هناك أكثر من تنافس ولم يستقر الأمر تماما لساركوزى حتى الآن .
3 إن هناك عربي أعلن انه سيرشح نفسه للانتخابات القادمة وكون فريق عمل مناسب لذلك وسواء نجح في الحصول على 500 توقيع من أعضاء المجالس النيابية الفرنسية اللازمة للترشح أم لا, وسواء كانت خطوته استعراضية للشهرة ( وأنا لا أظن ذلك ) أم كانت حقيقية, وهدفها إلقاء الضوء كما يقول على وضع المهاجرين العرب البائس في الضواحي فإنني كمهتم بالشأن والهم القبطي العام أقول:
أين نحن كأقباط مقيمين في فرنسا من كل هذه التطورات خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الفرنسية ؟
بداية أقول أننا كأقباط إذا كان اغلبنا كأقباط يفضل الاشتراكيين على اليمين نظراً لتخوفنا من أجندة اليمين نحو الأجانب إلا أن قلوب الكثيرين أيضا منا ربما تهفو إلى اليمين لأنه في ظن البعض منا سيحاول أن يبذل ما في وسعه لإيقاف الهجمة الإسلامية التي تحاول أن تصبغ فرنسا بصبغة أسلامية وكما يبشرنا أئمتهم بان فرنسا ستكون أول جمهورية إسلامية في أوروبا.
المهم في الأمر كله أننا كأقباط مقيمين بفرنسا علينا واجب هام وضروري ولابد لنا من القيام به إلا وهو ضرورة مشاركتنا في الانتخابات القادمة ولن نقول بخروج احد الأقباط للترشح للرئاسة كما فعل هذا الشاب العربي ولكننا نطالب بالحد الأدنى من المشاركة وهو خروجنا من عزلتنا والتحاقنا باى من الأحزاب القائمة سواء يمين أو يسار كل حسب توجهاته وخروجنا يوم الانتخابات للتعبير عن أرادتنا كي يشعر الراى العام الفرنسي بنا .
فهل سنظل نتهم الراى العام الفرنسي بأنه يركز على ما يحدث للعرب والمسلمين في كل مكان ويتجاهل مشاكل الأقباط في مصر ونحن لا نريد التحرك كي نكون فاعلين ومؤثرين في المجتمع الذي نعيش فيه ؟
وهل ظللنا نشكو من الاستبعاد في بلادنا وعندما أتينا لبلاد الحرية نعزل أنفسنا بأنفسنا ونتقوقع في جيتو خاص بنا ؟
ألا نتعلم في هذا الموقف من :
_ أقباط أمريكا الذين وقفوا خلف كل من فرانك ولف وجوزيف كراولى ومارك كيرك وجودي بيجيرت كما قال الأستاذ كمال حليم في مقالته "يوم انتخابات عظيم للأقباط المصريين" على موقع الأقباط متحدون حيث يضيف ان كل هؤلاء نواب مؤيدين للأقباط ومثيرين لقضيتهم في كل محفل, ووقوف الأقباط خلفهم ساعد على نجاحهم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
_ مسلمي هولندا الذين ترشح منهم أكثر من 11 مرشح في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 21/11 ( ونحن هنا لا نطلب إلا المشاركة ) والتصويت فقط .
_ مسلمي أمريكا الذين استطاعوا أن ينجحوا مرشح مسلم ويصلوا به إلى عضوية الكونجرس الأمريكي في سابقة هي الأولى من نوعها .
_ المهاجرين اللبنانيين الذين وصل منهم العديد لرئاسة أكثر من دولة فى أمريكا الجنوبية.
أظن أننا لو لم نتعلم من كل هؤلاء فالأفضل لنا الصمت وعدم الشكوى مهما وقع علينا من اضطهاد وتهجير من بلادنا مصر وعدم التذمر من فرنسا والراى العام الفرنسي لأنه لايهتم بمشاكلنا ولا يناقشها .
أظن أننا لو لم نتعلم من هؤلاء فيجب علينا البحث عن بلاد مهجر أخرى غير فرنسا لأنه إذا كنا نستبعد أنفسنا من المشاركة واختيار من يمثلنا فعلينا ألا نستبعد أن يأتي يوم يصل فيه فرنسي من اصل عربي لحكم فرنسا وقد يفعل بنا ما فعله بنا العرب عندما دخلوا مصر ويهجرنا من وطننا الثاني فرنسا كما هجرنا الإرهاب والتطرف من وطننا الأول مصر وساعتها لا تلومن ألا نفسك أيها القبطي .
مجدي جورج

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات