|
الموقف الوسطي خدعة في المحيط المتوسطي
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 22:50
المحور:
القضية الفلسطينية
الموقف الوسطي مستحيل في المحيط المتوسطي !
لا نبالغ في القول أن الولايات المتحدة الأميركية أطلقت في 7 تشرين أول , أكتوبر 2023سيرورة تمهيدية لإخضاع آخر مواقع التصدي لنفوذها ، المحتملة أو بالقوة ، في البلدان العربية ، شرقي المتوسط ،في فلسطين و لبنان و سورية و العراق واليمن على بوابة البحر الأحمر ، رأس حربتها الدولة الصهيونية ، بالتعاون و التعاضد مع الدول الأوروبية الرئيسية ، محاكاة لم يجري تحت أعيننا على ساحة أوكرانيا في مواجهة روسيا و الصين كوريا الشمالية ، و بعض بلدان العالم الثالث عموما و في أفريقيا على و جه الخصوص . من البديهي بهذا الصدد أننا لا نستطيع استبعاد فرضية اضطلاع الولايات المتحدة بدور المبادر الرئيسي في الحرب على قطاع غزة ، في سياق سياستها تجاه البلدان العربية منذ سنوات 1990 و إلى الآن ، الهادفة إلى إعادة رسمها . نقتضب هنا فنقول ، لا شك في أن لمصادر الطاقة و أنابيب تصديرها و الموانئ الملائمة لذلك أهمية كبرى في حسابات الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين و المحليين ،بالإضافة لضرب طوق حول في محيط المتوسط حتى لا يخترقه أعداؤها التقليديون و الجدد . تحسن الإشارة هنا إلى مشروعين : ـ طريق الحرير الصيني الذي تبدأ في الصين و تنتهي عند موانئ المتوسط ـ الطريق الهندي التي توصل إلى ميناء حيفا ،مرورا بالإمارات و السعودية و الأردن ، دليلا على أن حكام شبة الدولة النفطية الخليجية ميالون إلى سلوك هذه الأخيرة نذكر في هذا السياق أيضا الأخبار ، عن استجرار الغاز من شبه الدولة في قطر إلى المتوسط عبر سورية و ما تزامن مع هذه الأمور كلها ، من حروب و حصارات اقتصادية مالية وتجارية ، ترافقت مع حركات نزوح كبيرة ، داخلية في إطار الفرز الطائفي في العراق ، و سورية و لبنان ، و التي جرت غالبا بتشجيع وضغوط من الدول الأوروبية و الولايات المتحدة ، ابتغاء في أغلب الظن لافتعال متغيرات سكانية (ديموغرافية) في هذه البلدان . هذا من جهة أما جهة ثانية فلا شك في ان عوامل كثيرة توافرت فأدت إلى هجرة شرعية باتجاه الدول الأوربية و تحت رعايتها .اللافت للنظر هنا هو مشاركة دول الأطلسي في تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء مقارنة بمشاركتها في ممارسة الضغوط من أجل توطين النازحين السوريين في لبنان . لن نتوقف هنا ، عند الأحداث التي كانت بلاد الشام و العراق ميدانا لها غداة حرب أكتوبر 1973 ، نكتفي بالقول بهذا الصدد أن الغاية المتوخاة منها تحققت بتفكيك و من ثم أخذ منظمة التحرير الفلسطينية إلى حديقة البيت الأبيض الأميركي للتوقيع على صك قبول تصفيتها ، لتبدأ من بعد كما ألمحنا أعلاه سيرورة تفكيك شبه الدولة البلاد المذكورة. من المعلوم بهذا الصدد أن تدخل روسيا في نهاية 2015 ، إلى جانب سورية مثل في أغلب الظن ، حدثا بارزا في نظرنا بناء على اعتباره أساسا ، استجابة لمصالح روسيا الإستراتيجية و تأكيدا على حقها في تقرير ما يجري في بلاد الشام ، حيث كانت تعتبرها دولة مثل مصر جزءا من مجال أمنها القومي ، في الفترة الممتدة من العهد الفرعوني إلى حكم جمال عبد الناصر . تقودنا هذه المقاربة ،على ضوء الحرب على قطاع غزة في سياق تصفية القضية الفلسطينية ، بواسطة دول الحلف الأطلسي و بتواطؤ من شبة الدولة العربية ، او ما تبقى منها ، إلى خلاصات و فرضيات ، منها أنه يوجد على الأرجح رابط بين الحرب في أوكرانيا و الحرب في فلسطين ، و بالتالي ليس مستبعدا ألا تبقى روسيا على الحياد وأن تسعى إلى لعب دور فيها ، حفاظا على طريقها بين البحر الأس ود و البحر المتوسط ، ناهيك عما تمليه علاقتها بإيران ، جغرافيا و استراتيجيا ، إضافة إلى كونها دولة كبرى منتجة للنفط و الغاز و مصدرة للسلاح . و لا بد في الختام من القول بأننا حيال مشروع صهيوني يتكامل على الأرجح بمشروع أطلسي إمبريالي و ان ساعة التحام المشروعين ، او طابقي المركبة ، تقترب فهل يتم ذلك بحسب الخطة المرسومة أم لا ؟
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
3 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
-
2 حرب حزيران 1967 لم تنتهه بعد !
-
1 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
-
إعلام السرب !
-
6 الحرب على قطاع غزة, ما تظهره و ما تسمعه !!
-
5ـ الحرب على قطاع غزة ، ماتطهره و ما نسمعه |!
-
4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
-
2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !
-
الحلول الهمجية ـ 2ـ
-
الحلول الهمجية
-
حرب واحدة أم حربان
-
لا جديد تحت الشمس سيدي الجنرال
-
ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية
-
عنصريتان
-
كيان استيطاني في أزمة
-
كيان أستيطاني في أزمة
-
كشف الكواشف
-
بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
المزيد.....
-
محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا
...
-
عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح
...
-
مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
-
السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي
...
-
القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
-
القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ
...
-
رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
-
في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
-
مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
-
نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
المزيد.....
|