اننا نمر بأيام صعبة ومريرة تحت نير الاحتلال الانجلو- أمريكي الجديد. فبعد أن تجاهلت القوى الامبريالية مجلس الامن ومعارضة أعضاءه بما في ذلك الدول دائمة العضوية, أقدمت هذه القوى على اقتراف جريمتها البشعة بقتل أبناء الشعب العراقي واحتلال العراق بمساندة عملائها من المرتزقة ومن حكام المنطقة. لقد بدأت هذه الجريمة بتخبط شديد أثناء محاولاتهم الفاشلة لاقناع العالم بحجج تافهة لم تنطل حتى على البسطاء. لقد تركز الادعاء على أسلحة الدمار الشامل, والآن وبعد احتلال العراق لم يعثر على أي دليل يدعم إدعاءاتهم. لقد أدركت شعوب العالم, الذين خرجوا الى الشوارع في الفين مدينة في العالم ضد الحرب, زيف وبطلان هذه الحجج والادعاءات منذ البداية, ذلك أنهم إقتنعوا بالأسباب الحقيقية للإحتلال الانجلو- امريكي ألا وهي العمل على السيطرة على الموارد النفطية والبشرية وغيرها من الثروات الهائلة التي تمثل صيداً ثميناً للشركات الأمريكية العملاقة التي تدير دفة الحكم في أمريكا. كما أن موقع العراق المتميز يثير رغبة المؤسسة العسكرية الامبريالية في تملك القواعد العسكرية على شاكلة تلك المنتشرة في الخليج وتركيا وفي مئة بلد في العالم, حيث تمكنهم تلك القواعد من استخدام العراق لأغراضهم الإجرامية ضد كل من يرفض الهيمنة الإمبريالية. بالإضافة إلى كل ذلك فإن عقود "إعمار" العراق والتي تقدر بمليارات الدولارات ستشكل دفعة ممتازة للإقتصاد الامريكي الذي تأثر بفضل الفضائح المالية المتوالية لعدد من الشركات العملاقة. إن الشرفاء في أنحاء العالم يدركون ذلك تماماً مما يجعلهم يدينون هذا الإحتلال الإمبريالي البغيض.
لقد عمت الفوضى والخراب أرجاء العراق المحطم أساساً نتيجة الهجمات الإمبريالية السابقة التي إستمرت منذ حرب الكويت, كما تحول العراق إلى ضحية لأعمال السلب والنهب التي طالت كل شئ بما في ذلك الدوائر الحكومية المدنية والمدارس والمستشفيات والمتاحف. لقد وصلت هذه الفوضى حتى إلى "الإدارة" الأمريكية في العراق وتمثلت في إستبدال الفريق الفاشل للجنرال البائس غارنر بالمسؤول السابق لمكافحة الإرهاب بريمر والذي لن ينجح في تركيع الشعب العراقي الذي خرج أبناؤه معبرين عن رفضهم للإحتلال. كما وصلت أزمة العراق إلى عملاء الإمبريالية من المعارضة العراقية المشرذمة وها هي كركوك تتحول الى نقطة ساخنة بين الحزبين الكرديين اللذين راح مرتزقتهما ينهبون البنوك والبيوت ويعتدون على الآمنين من كل القوميات دون رادع اخلاقي.
إننا في لجنة محاربة الإمبريالية ندرك بأن الشعب العراقي سوف لا يحكم نفسه في السنوات العديدة القادمة. ذلك لأن الجيش الأمريكي الذي تمكن من احتلال العراق بالقوة العسكرية الغاشمة جاء لا لنشر الديمقراطية في ربوعه بل للسيطرة على الشعب وإخضاعه ولاستغلال نفطه وخيراته وسوف لن يتحرر هذا الشعب الا بتوحيد جهوده والدخول في نضال طويل الأمد, مستخدماً كافة الطرق التي يختارها. لذا نناشد المخلصين أخذ الحقائق الموضوعية التالية بنظر الإعتبار بصورة جدية:-
1 – قبل كل شئ يتكون الشعب العراقي من العرب والأكراد والتركمان والآثوريين والاقليات القومية الاخرى. فمن الضروري إذن التركيز على وحدة الشعب بكافة طوائفه وأديانه وقومياته. يعمل المستعمرون واعوانهم على شق وحدة هذا الشعب عن طريق تأجيج الخلافات الطائفية والدينية والقومية, مستخدماً سياسة "فرق تسد". فمن الضروري محاربة هذه التفرقة والتركيز على كون كافة العراقيين متساوين في الحقوق والواجبات النضالية دون تمييز. إن تحرير شعبنا بحاجة الى توحيد كافة الجهود الخيرة من كل الأقوام والاديان والطوائف. إننا لسنا من الذين يعملون للحصول على المصالح السريعة من المستعمرين المحتلين كما تفعل الاحزاب التي تجتمع بهم, بل نعمل, منذ الآن, على طردهم والقضاء على سلطتهم وقواعدهم العسكرية جملة وتفصيلاً.
إن الذين يركزون على إحدى القوميات, عربية كانت أو كردية, أو على إحدى الطوائف الدينية او الاثنية لا يدركون الظروف الذاتية الخاصة بالعراق وسيخدمون, دون قصد او إدراك, سياسة التفرقة الاستعمارية التي نحن في غنىً عنها.
ان انتشار الخلافات الجانبية, بما في ذلك الحروب الأهلية يساعد المستعمرين على فرض انفسهم بسهولة على شعبنا وذلك عن طريق التواطؤ مع أحد الأطراف ضد الطرف الآخر. ولهذا حرض المستعمرون الحزب الكردي, مثلاً, على العصيان سنة 1961 ضد حكومة عبد الكريم قاسم, بل تحالف هذا الحزب سنة 1962 مع حزب البعث لانجاح انقلاب 8 شباط/فبراير سنة 1963. فتم قتل قاسم والوف الشيوعيين.
2 – إن الحرب الاخيرة لاحتلال العراق سوف تستمر وتتوسع لاحتلال بقية شعوب العالم بدأً بايران او سوريا او السعودية او كوريا الشمالية او كوبا او اليمن او أي بلد آخر. فهناك شعوب تزيد نفوسها عن خمس بلايين نسمة وكلها ترزح تحت النير الاستعماري او تتوقع الاحتلال والاستغلال. من الضروري توحيد كافة هذه الشعوب المنكوبة للتخلص من الاضطهاد الرأسمالي الغربي. علينا أن ندرك أن امكانياتنا المادية والنضالية شحيحة بالنسبة للامكانيات الاقتصادية والعسكرية للمستعمرين. فمن الضروري ان نربط نضالنا مع نضال الشعوب المحاربة الاخرى في كولومبيا وفنزويلا ونيكاراغوا وكونغو وانغولا وسيراليون ونيجريا والصومال وافغانستان وفلسطين والفلبين ويوغسلافيا والشيشان وغيرها. فبدون وحدة شعوب العالم ونضالها المشترك يصعب لشعبنا الصغير ان يقاوم المستعمرين المدججين بمختلف الاسلحة الفتاكة.
3 – إن الأغلبية الساحقة من الحكومات العربية والاسلامية القائمة معروفة بعمالتها للمستعمرين وتقف معها في كل الحروب الاستعمارية. فمن الضروري التمييز بين شعوب هذه البلدان وحكوماتها. فعلى الشعوب في هذه البلدان توحيد جهودها مع بقية شعوب العالم, بما في ذلك الشعب الكردي, بغية محاربة كافة الحكومات التي تعمل الدفاع عن المصالح الاستعمارية.
4 – إن الانتكاسات العديدة التي فرضها المستعمرون على الشعوب, وخاصة في الشرق الأوسط , تعلّمنا عدم إمكانية المصالحة معهم أو مع أعوانهم, ذلك لأنهم سيشنون هجوماً جديداً علينا كلما إقتضت مصالحهم الاقتصادية أوالستراتيجية. ثم ان المستعمرين يمنعون تطورنا السلمي لتحقيق الديمقراطية او اللحاق بالبلدان الغربية إقتصادياً, ذلك لأن تقدمنا يأتي على حساب أرباح الشركات الاستعمارية التي تعمل على إستغلالنا ليس إلا. فالطريق الثوري هو الحل الوحيد لإنقاذنا وتطورنا.
5 -- من الضروري الاستفادة من نقاط ضعف المستعمرين. فبالهجوم على العراق, مثلاً, حطم العدو الامريكي مجلس الأمن وزعزع وحدة حلف الأطلسي واولد الفتور السياسي بينه وبين المستعمرين الفرنسيين والالمان. كما أن العدوان على العراق شجع الاعمال الاستشهادية في السعودية والمغرب وكينيا وفلسطين والشيشان. فمن الضروري ان يستفيد الشعوب من الخلافات الاستعمارية من جهة ويتعلم من الجهة الاخرى من نضال الحركات الاخرى التى تضرب المستعمرين في الصميم في كل أصقاع العالم.
اننا في لجنة محاربة الامبريالية ندعو جميع العراقيين الشرفاء الى توحيد صفوفهم وتأسيس منظماتهم النضالية الجديدة بغية محاربة المحتلين وعملائهم في الاحزاب الاخرى. علينا أن ندرك بأن الاحزاب والمنظمات التي كانت قائمة في الخارج والداخل قد اضمحل دورها, فمن الضروري العمل في منظمات جديدة تشكل بصورة خاصة لمعالجة الوضع الجديد القائم اليوم والذي يختلف جذرياً عما كان عليه قبل الاحتلال. علينا تحجيم خلافاتنا والتركيز على محاربة العدو الرئيسي للبشرية وهو الامبريالية الانجلو- امريكية, كما يتوجب علينا تحليل الاحداث بروح علمية ومن منظار متحرر وتقدمي كي نتوصل الى سبل محاربة المحتلين وتحرير الشعب منهم.
اننا نمد ايدينا الى كافة المنظمات الاخرى التي تعمل في هذا السبيل ونقترح عليها ان تتوحد معنا ومع المنظمات المناضلة الاخرى في سائر انحاء العالم.
تسقط الامبريالية وعملائها!
يسقط الاحتلال الانجلو- امريكي!
عاش نضال شعبنا الموحد ضد الاستعمار والاحتلال!
19/6/2003
لجنة محاربة الامبريالية
[email protected]
BM BOX LEO, LONDON, WC1 N 3XX