أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - امال قرامي - المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-














المزيد.....


المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 23:35
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


قد يبدو احتجاج المتقاعدين/ات في شارع الحبيب بورقيبة، في عيد الحب، مشهدا غير مألوف بالنسبة إلى أغلب التونسيين إذ جرت العادة أن نربط فعل الاحتجاج بسنّ الشباب والاكتهال وأن نجد المسوّغات والمبرّرات التي جعلت هذه الفئات تعبّر عن غضبها ومطالبها المشروعة. أمّا خروج المسنّين/ المسنّات للتنديد ببعض السياسات فهو أمر غير متوقّع ذلك أنّ التمثلات الاجتماعية تقرن المسنّ بالوقار والتعفف عن الدنيا، ومعنى هذا أنّه مطالب بالقرار في البيت والانشغال بطقوس العبادة والتقليص من ساعات حضوره في الفضاء العامّ "فالدنيا مزرعة للآخرة".
غير أنّ الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الجميع قد دفعت المسنّين إلى التحرّك . فهم يشعرون بالضيم و الحقرة وانتهاك الكرامة بل إنّهم يعيشون الخصاصة."الأسعار في تضخم والجرايات في تفحم . وعلى هذا الأساس كان لابدّ من تنظيم الوقفات الاحتجاجية أكثر من مرّة، للمطالبة بمراجعة القوانين وإعادة النظر في علاقة الدولة بالمتقاعدين الذين أفنوا العمر في العمل ولكنّهم صاروا مهمّشين وكأنّه لا وجود لهم خارج إطار العمل والإنتاجية.
والمتقاعدون إذ يحتجّون اليوم، لا يتموقعون باعتبارهم فئة هشّة تستجدي العطف والرعاية بل هم جماعة واعية تطالب بحقوقها وتدرك النتائج المترتبة عن السياسات النيوليبرالية، كما أنّهم فئة فاعلة تُطالب بتغيير القانون وطريقة تعامل المسؤولين مع المتقاعدين وتنبّه هؤلاء إلى ما آل إليه الوضع "فيقوا فيقوا أحنا شكون... أحنا الي تجاوزنا المليون".
ولا يعدّ احتجاج المتقاعدين خبرا ‘عاديا’ في بلاد صار فيها الاحتجاج بلا معنى ولكن علينا أن ندرك أنّ للأمر صلة بمنزلة المتقاعدين في المجتمع والدولة وبالتحولات الطارئة على هذه الشريحة من المجتمع الذي بدأ ينحو منحى تضاعف نسبة المسنّين إذ تقدّر أعداد هؤلاء بمليونين في سنة 2030. كما أنّه يتعيّن علينا أن ننتبه إلى أنّ مرئية المتقاعدين المنخرطين في نظام التغطية الاجتماعية لا يمكن أن تحجب الفئات المنسية والمغيّبة في قطاع الفلاحة وغيرها من القطاعات الهشّة حيث لا يفكّر المرء في الانخراط في أي نظام يؤمّن له جراية تقاعد بل يُترك لشأنه ليواجه مصيره بمفرده معوّلا على صلة القرابة والتضامن العائلي أو على مهنة أخرى تكفل له قوته...
ثمّ إنّ حضورالمتقاعدين في شارع الحبيب بورقيبة مثير للانتباه باعتبار ذكورية المشهد التي توضّح مكانة النساء العاملات /المتقاعدات في حركة الاحتجاج إذ تبقى نسبة النساء ضعيفة إذا ما قارناها بحضورهنّ في الحركات الاجتماعية الأخرى. ويعتبر هذا الحضور مؤشرا على قدرة النساء على التكيّف مع الأوضاع، وانشغالهن بالأدوار الموكولة إليهن في مرحلة الشيخوخة، ونعني بذلك رعاية الأسرة والأحفاد...وهي أدوار مثمّنة اجتماعيا تُشعر النساء بمنزلتهن في العائلة وبالحاجة إليهنّ.
وفي المقابل يجد المتقاعدون صعوبة في التأقلم مع الوضع لارتباط مفهوم الرجولة بالقدرة على العمل والحركة والإنفاق والحماية وللعلاقة المخصوصة بين المال والسلطة. فإذا ما قلّت الموارد وأضحى المتقاعد غير قادر على تحمل عبء الإنفاق على الأسرة وتبعات المرض و...استبدّ به القلق والخوف من المجهول وشعر بانعدام القيمة. وتومئ هذه الوضعية إلى اختلاف مسارات التقاعد باختلاف الجنس ذلك أنّ تعلّق الرجال بقيمة العمل حتى بعد التقاعد، يضفي معنى على حياتهم فيجعلهم أكثر اندماجا في المجتمع وتماهيا مع المنظومة القيمية.
إنّ انخراط المتقاعدين في الجامعة العامة للمتقاعدين هو شكل من أشكال النضال من أجل تغيير الوصم الاجتماعي والنظرة السلبية والصور النمطية التي تذكرهم باستمرار بأنّ مهمّتهم قد انتهت بانتهاء العمل، وهو طريقة من طرائق التكيّف مع الحداثة باعتبارهم يجتمعون ويتناقشون في أوضاعهم والقوانين التي ماعادت تتلاءم مع واقعهم اليومي ومتطلبات العيش الكريم، ويخططون للتحركات فيكتبون الشعارات والبيانات و...ويرفعون الصوت عسى أن تسمع شكواهم ويعاملون بإنصاف واحترام.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين
- موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟
- أزمة الرعاية المجتمعية
- قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية
- «تسيّس الاتحاد الأوروبي»
- الانتخابات بين المركز والهامش
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم


المزيد.....




- النسخة الألكترونية من العدد 1829 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- طلبات إعانات البطالة في أميركا تسجل أعلى مستوى في 3 سنوات
- محافظ دمشق يزف بشرى للسوريين الموظفين في مختلف القطاعات
- -سانا-: وزير النقل السوري اجتمع مع نقابة مالكي الشاحنات المب ...
- “المالية العراقية” تعلن موعد صرف رواتب المتقاعدين وحقيقة الز ...
- وزير الإعلام السوري: سيتم التعامل بحزم مع إثارة الفتن بالبلا ...
- إضراب عمال ستاربكس يتوسع إلى أكثر من 300 فرع أميركي
- صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر يناير 2025 بزيــادة جديد ...
- تظاهرات بمدن سورية احتجاجا على حرق مقام ديني ووقوع ضحايا
- وزير الإعلام السوري: سيتم التعامل بحزم مع إثارة الفتن بالبلا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - امال قرامي - المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-