|
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 2
علي الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 08:10
المحور:
سيرة ذاتية
صدقنا وسلمنا امرنا الى الله وبعد مضي ساعة لاح لنا بالافق زورقان فلوحنا بايدينا نحوهما وعندما اقتربا منا لاحظنا ان الذين يركبون الزورقين يرتدون اللباس العربي ويعتمرون الكوفية العراقية وعند اقترابهم ونحن في شك سألونا من هم الذين اتوا بكم الى هنا ؟ فأجبناهم ان مجموعة من المهربين اوصلتنا الى هنا ! انهال احد الذين كان بالزورق بالسب والشتم على من اسميناهم بالمهربين .. بعدها تكلموا قائلين : اننا من جماعة فيلق بدر وان وجودكم هنا خطر كما ان ايران بعيدة من هنا ولا يمكن الدخول اليها لانها اغلقت الحدود منذ ايام ولن تسمح بدخول أي عراقي ولا ندري ماذا نعمل لكم ، اقصى ما يمكن ان نعمله هو ان ناخذكم الى مقرنا واذا حدث أي شي فلن نكون مسؤولين لان المقر مستهدف من قبل نظام صدام ولا نؤكد لكم متى ستدخلون الى ايران لان ذلك خارج عن ارادتنا..!! شكرناهم على طيبتهم وغيرتهم ونخوتهم العراقية ، ركبنا أحد الزورقين وانطلق بنا لنصف ساعة عبر متاهات لا يعرفها الاّ هم وصلنا الى مقرهم لنتفاجأ بعدد من العوائل العراقية تفترش القصب بقربهم سألنا احدهم ماذا تفعل هذه العوائل مع اطفالها هنا .. تنفس الصعداء واجابنا انها مرت بذات الظرف الذي مررتم به مع المهربين ونحن من أتى بهم الى هنا كما اتينا بكم ! حبست ردة فعلي ولذت بالصمت . وجلسنا على ( جباشة ) بعد ان قمنا بنصب اعمدة من القصب ووضعنا فوقها البردي ليقينا لهيب الشمس وحرارتها . حينها قدموا لنا ما يملكون من طعام بسيط مرحبين بنا . بقينا في ذلك المكان سبعة ايام كاملة حاول فيها المضيفون (المجاهدون) قبلها ان يجدوا لنا فرصة للدخول الى الى المياه الايرانية لكنهم لم يفلحوا وبعد اسبوع قرروا ان يغامروا بنا لان بقاءنا هنا في هذا المقر المستهدف من النظام العراقي انذاك خطر علينا ( كما اخبرونا) وليس باستطاعتنا ان نعود الى العراق . حينها عزمنا على اكمال طريقنا تجاه جمهورية الامان والاسلام ! ركبنا الزوارق نحن والعوائل التي سبقتنا هنا وانطلقنا بثلاث زوارق وسط مياه (آبسو) العظيمة وبعد ان سارت بنا الزوارق ساعتين وصلنا الى ساتر ترابي ايراني وسط الاهوار وبعدما تاكد ( المجاهدون ) ان لا وجود لقوات ايرانية عابرة الآن على هذا الساتر ولكن مع احتمال عبورها في أي وقت ، التفتوا الينا (المجاهدون) وطلبوا نزولنا وتعاوننا جميعنا في نقل الزورقين من الضفة التي نحن فيها الى الضفة الايرانية دفعا حتى عبور الساتر ومع ان ذلك صعب جدا .. الا اننا قبلنا به لعدم وجود حل آخر وفعلا نجحنا بأعجوبة واكملنا نقل الزورقين للضفة الإيرانية وواصلنا مسيرنا وسط الظلام الدامس إلاّ ان المجاهدين طمأنونا انهم يعرفون هذه الطرق وما علينا إلاّ ان نصمت حتى نصل الى هور (همت) الايراني الذي يتجمع فيه العراقيون- الكلام لأحدهم- منذ اكثر من ثلاث سنيين , بعد ان قال اخر كلمة سالناه : ماذا، هور اخر ويضم عراقيين منذ اكثر من ثلاث سنين؟!، ردّ علينا نعم لان الطريق الى إيران من هنا لايكون إلاّ عن هذا الهور وان الإيرانيين لا يسمحون بدخول العراقيين إلى أرضهم فعزلوهم هنا ، لكنّا سمعنا انّهم بالتعاون مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بدأوا بالسماح لدخول العراقيين على نحو مراحل ( وجبات ) . طمأننا هذا الكلام وهدّأ من مخاوفنا من المجهول الذي ينتظرنا في دولة الاسلام كما كنا نعتقد آنذاك . بعد اربع ساعات عشنا فيها قلقا وخوفا من ان تقبض علينا السلطات الايرانية وبالتالي تجبرنا على العودة الى بلدنا او في اقل تقدير الى من حيث اتينا ومعاقبة الذين يسمون انفسهم بالمجاهدين الذين لديهم ترخيص بالتنقل في المياه الايرانية وانزال اشد العقوبة فيهم اذا ما قبضت عليهم متلبسين . لم يقتصر الخوف والقلق علينا بل ان احدهم افصح عن انه تساوره ذات المخاوف التي تساورنا متمنيا ان تنتهي رحلتنا الشاقة المتعبة المرعبة بسلام . وقد انتهت بسلام ووصلنا الى هور ( همت ) الايراني وإذا بنا نشاهد اكواخاً متراصة على طرفي الطريق العسكري وسط هذا الهور وعندما سألنا ( المجاهدين ) ونحن نقترب منها اجابونا هذه الاكواخ هي للعراقيين الذين لم يحصلوا على اذن بالدخول الى ايران وهم في الغالبية من سكنة اهوار العراق لذا فضلوا البقاء على الرجوع او الدخول تهريبا , بسبب انهم وجدوا في هذا المكان رزقا وامانا ، واما سكنة المدن امثالكم اما عادوا الى العراق او دخلوا الى ايران بطرق غير قانونية من قبيل دفع مبلغ لا يقل عن مائة دولار –في عام 1996- للذين احترفوا مهنة تهريب الاشخاص الى ايران . أستضافنا احد سكنة تلك الاكواخ وقام بتقديم ما يملك من طعام وخبز وتمر كما وفر لنا كوخا لاحد الساكنين سابقا من الذين سمحت لهم ايران بالدخول كما ستسمح للجميع في غضون عشرة ايام (كما فهمنا من البعض) وعليه سوف لا تجدون عراقيا هنا وستحرق السلطات الايرانية كل الاكواخ كيما لا يعاود العراقيون المجيء الى هنا .
#علي_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم
-
الزنديق بوصفه اكثر الالفاظ إثارة في العقل الاسلامي
-
المرأة العراقية والدعوة الى تحررها وسفورها
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|