التصحر الأكاديمي والجفاف الثقافي

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 14:15
المحور: المجتمع المدني
    

متلازمة أصابت بها مجتمعنا الكوردي على وجه الخصوص والمجتمعات العراقية على العموم، ظاهرة بيِّنة لم تكن خفية على من يتعالى على هذا الواقع ويبغي حماية ذاته من هذا الداء، الذي ينخر بواطن الوجود المجتمعيّ وجَعلَه هشيشاً لا تماسك بين أجزائه. مرضٌ تسبَّبَ في ظهورهِ وإنتشارهِ بهذه السرعة الإحتباس الثقافي المزمن، المبتلى به القوم منذ فطرته الأولى نتيجة سوء إستجابة أفراده لمثيرات الطبيعة والتكوين الوراثي للبنية البيوسيكولوجية لهم المساعِدة على سهولة تفتيق إستعداداتهم الجينية من خلال لعب أدوارهم الإجتماعية المؤطرة في الثقافة وعمليات التنشئة، الناقلة لهذه الثقافة عبر أفراد المجتمع والحفاظ عليها.
مؤسسات أكاديمية تَهطِل عليها الأيديولوجيات وأطر الخرافة والتخلف خزعبلاتها، التي لا تنبت منها غير الماضي والقوالب الفكرية، لمن يجاهد بإستمرار استثمار أحلامٍ لم تعد تصلح حتى للسرد الحكائي الفولكلوري. تَصحُّر خطير لا تنتج سوى نتاجات جافّة لا روح لها ولا طاقة تعزف أنغام الخمول وتثمل من في مخيلته شيئ من النبوغ.
فقر ثقافي مُدقِع في القطب المقابل وعطش مميت الى التفكير الجاد الذي به فقط يمكن انبات بذور العقل وحصد ثمار الوعي، كائنات مقاومة للعقل تصارع وعيها كي يستمر هذا الوعي في خموله وثموله ولا يدع صاحبه أن يستفيق. ثقافة مؤدلجة تشيِّد مؤسساتها الأكاديمية وكهنتها المقاومة للجفاف والتصحر لا مُعالِجة لها، هذه هي حقيقة مؤسساتنا وواقعها المرير.

#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات