لماذا فشل الاعلام العربى فى أمريكا ؟

محمد صادق ذهنى

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 07:56
المحور: الصحافة والاعلام
    

أخيرا اقيل موفق حرب مدير قناة الحرة وراديو سوا
لست بصدد الدفاع عنه ولا الهجوم عليه خصوصا بعد ان اصبح بلا حول ولا قوة وفقد منصبه ويتردد الان انه سوف يخضع لتحقيقات تتعلق بالنواحى المالية – بعد ان تسبب فى اهدار الملايين من الدولارات - فضلا عن فشله الذريع فى ادارة القناة والرايو معا !!
لقد نشر الصحفى مجدى خليل مقالات طويلة ضد موفق حرب بعد ان طرده موفق من العمل فى القناة ولو لم يطرده لما كتب ضده كلمة واحدة وتلك هى الامانة العربية

اعتقد ان مستقبل هذا المشروع الاعلامى - قناة الحرة وراديو سوا - لن يختلف ان اجلا او عاجلا عن مستقبل مجلة هاى التى اغلقوها بالضبة والمفتاح بل انهم اغلقوا موقعها على الانترنت وسرّحوا العاملين فيها – وعلى رأسهم المدير فضيل الامين وكبيرة المحررين مرح البقاعى - باحسان الى يوم الدين .. تعبيرا عن مدى الفشل الذى آلت اليه المطبوعة والخسائر التى حققتها – وهى بالملايين - دون عائد يذكر بسبب انعدام خبرة المدير وزملاؤه العرب الذى تشردوا الان ، فقد كانت المجلة بمثابة المأوى بالنسبة لهم بدليل أن أى جهة لم تقبلهم للعمل بها حتى اللحظة !!
فما هو سبب فشل كل المشروعات الاعلامية العربية الامريكية فى العاصمة واشنطن ؟
أزعم ان الفشل يعود الى سببين رئيسيين ..
اولهما : العقلية العربية التى تدير العمل بمنطق السبوبة التى يجب السيطرة والاستحواذ عليها ونهبها فى اقصر وقت ممكن
ثانيهما : العقلية الامريكية التى تقوم بتسليم مقاليد الامور بالكامل لشخص عربى ..فهو المسئول عن النواحى الادارية والفنية والمالية والتوظيف فضلا عن العلاقات العامة !!
لا افهم كيف يمكن للادارة الامريكية أن تسند مشروعا بحجم قناة الحرة ورادايو سوا الى شخص مثل موفق حرب مهما كانت قدراته ، رغم انه لم يمارس العمل الاعلامى المسموع أو المرئى طوال حياته ، فهو لم يكن سوى كاتب تقارير بالقطعة - تفتقر الى المهنية - لجريدة الحياة اللندنية لا اكثر ولا اقل .... فجأة يصبح مسئولا عن راديو وتليفزيون دون اى خبرة سابقة !!
لا افهم كيف تسند جهة امريكية مسئولية رئيس تحرير لشاب لم يمارس العمل الصحفى فى حياته ، فرئيس تحرير موقع تقرير واشنطن محمد مشناوى مجرد خريج جامعى كملايين العاطلين عن العمل الجالسين على المقاهى فى مصر ، تقدم للحصول على اللوتارى واصابه الحظ وعبر المحيط وباضت له فى القفص ، فأسند اليه الامريكيين رئاسة تحرير موقع على الانترنت مدعوم بأموالنا نحن دافعوا الضرائب ، واتحداه أن يأتى بأرشيف يحمل كلمة واحدة له فى صحيفة مصرية ، فقد بدأ كسكرتير للرد على التليفونات وصف الاوراق فى مجلة سعودية تصدر من واشنطن يرأس تحريرها ويقرأها أيضا مأمون فندى اسمها قضايا عالمية يمولها أحد الامراء السعوديين ... ومأمون هذا لنا معه قصة طويلة سنفرد لها مقالا خاصا حينما نجد الوقت !!
الاعجب ان رئيس تحرير تقرير واشنطن اسند الى صيدلى مسئولية تغطية اخبار الكونجرس الامريكى وهو – الصيدلى - فى قطر !!
وذلك فى باب عين على الكونجرس ، أى ان الصيدلى الهمام كان يتقاضى ألف دولار عن كل تقرير من جيب دافع الضرائب الامريكى لكى يضع عينه على الكونجرس ويغطى اخباره من قطر !!
يعنى لو غطى أخبار قاعدة العيديد العسكرية الامريكية فى قطر لكان الامر معقولا ... لكن الكونجرس ؟!
ومن لا يصدق عليه الرجوع الى تواريخ التقارير المنشورة باسم الصيدلى ( لدينا اسمه ) وتاريخ وجوده فى قطر وتواريخ الشيكات الصادرة باسمه !!
تلك هى الامانة العربية ..وباعتبارى طبيب عربى أمريكى يدفع الضرائب ، فاننى اعتبر هذا المقال بمثابة بلاغ لمن يهمه الأمر !!
ان الادارة الامريكية لم تتعظ من المقلب الذى شربته على يد العراقى احمد الجلبى الذى ورّطها فى حرب تكاد تقضى على مستقبل الامبراطورية ، وكلفت الخزانة الامريكية 500 مليار دولار والاف الضحايا من القتلى والجرحى والمعوقين !!
يوجد فى واشنطن وحدها عشرات المنظمات والجمعيات العربية ، يرأس كل منظمة شخص واحد .. فهو المدير ، المتحدث الرسمى ، الذى يجمع التبرعات ، ويختص بالسفريات ، وينفق من ميزانيتها كما يشاء ، ولا يمكن تغييره بأى حال من الاحوال ، وجميع هذه المنظمات اسلامية ومسيحية بها مخالفات ضخمة لا تظهر الا بعد وقوع الفاس فى الراس ، والدليل عبد الرحمن العمودى الذى اسس المجلس الاسلامى الامريكى عام 1990 وكان المدير التنفيذى له حتى عام 1998 ثم الامين العام للمجلس ، فرئيس المؤسسة الاسلامية الامريكية فممثل للاتحاد الاسلامى لأمريكا ، ثم مجرما ومسجونا لمدة 23 عاما بتهمة التخطيط لقتل ملك السعودية بدعم ليبى وذلك باعترافه .. !!
يشدنى كثيرا الشأن الصحفى لا اعرف لماذا واتابع وأسأل واحصل على معلومات عن الصحفيين احيانا بالصدفة واحيانا اخرى بالبحث والتحرى واحيانا احصل عليها منهم ضد بعضهم !!
اقيم فى الولايات المتحدة منذ ربع قرن وأعجب كثيرا لفشل جميع المشروعات الاعلامية العربية بلا استثناء بما فيها تلك التى صدرت بعد احداث سبتمبر وتدعمها الادراة الامريكية بأموالنا ؟؟
الاستثناء الوحيد الذى استمر هو موقع عرب تايمز الذى اعتمد فى بدايته على تمويل السعودية وفى نهايته على الفضايح وسوء الادب وسلاطة اللسان !!
ما الذى ينقص قناة الحرة أو راديو سوا أو مجلة هاى لكى تحقق النجاح المطلوب ؟
الميزانية بالملايين ولا ينقص سوى الخبرة والامانة التى يفتقدها كل الصحفيين العرب بلا استثناء ؟
الا اذا كان الخلل فى المواطن العربى نفسه أى المتلقى للسلعة الاعلامية !!
ما هو السبب فى نجاح الجزيرة وفشل الحرة على الرغم ان سقف الحرية المتاح للحرة اكبر من المتاح للجزيرة ؟

#محمد_صادق_ذهنى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات