أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..














المزيد.....

مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يا ايتها المدينة اليتيمــة المفجوعــة النازفة العزيزة .. يا شعاع على جبين تموز ’ وهدية الزعيم الى فقراء العراق .. يا ابنة وحسن ضن الشهيدين الخالدين تموز والزعيم .
المدن الفقيرة المهملة غالباً ما تنضح رموزاً للرذيلة " لو كان الفقر رجلاً لقتلته ... ( ع ) " ’ اما انتي ايتها الغاليــة فتنضحين رموزاً للمعرفة والأبداع حتى اكتضت مسارح بغداد بفنانيك واذاعاتها بمطربيك ومجالس الشعر والأدب بمبدعيك والجامعات بموهوبيك والملاعب برياضييك وساحات النضال الوطني والطبقي بشهدائك ’ فكان العقابي والدراجي والأسدي وعريان والكاطع والمنكوب وعبادي وبشار وحسن السريع .
في احضان صبرك احتمى الثوار والمناضلين ’ سامي ورافع وروضة وزكية وابو الوليد وحميد وربما سلام عادل والنواب والحيدري وكثير غيرهم .
ايتها المدينة الصابرة الرافضة ’ والتي كانت يوماً عصية على اختراقات الأراذل والأنجاس ... من سلم مفاتيح كبريائك وهيبتك ونقائك للسيد القائد الأول ليغتصبك بفدائيه وكتبة تقاريره وزمره الحزبية ’ وللسيد القائد الثاني ليستمتعك بزمر الحواسم وسفلة ابو درع .. من سمح لهم ان يمزقوا هويتك ويزوروا ميلادك ويسرقوا ثم يستبدلوا اسمك ويتركوا قذاراتهم على وجه تاريخك ويحرقوا على صدرك و بنيران ظلام عنصريتهم وطائفيتهم وجهلهم وحقدهم وتبعيتهم ما انجزه ابنائك من عادات وسجايا وتراكم ابداعات وتقاليد مجيدة .
يا ماسة الجنوب : كنتي بسمة على ثغر بغداد ودم في شرايين حياتها ’ من جعلك دمعتها وخنجراً في خاصرتها’ كنتي الفرح على وجهها من استبدلك بالحزن والكآبة .
عندما ارتكبت جريمة موتك’ وارتفع دخان القذائف الصاروخية وحريق المفخخات المتفجرة’ وتناثرت اشلاء الأبرياء من الفقراء ’ صرخ واستغاث ابوك حتى اغمي عليه ’ فايقضه القمر ثم عاد يصرخ بأحفاده غير الأوفياء ليتيمته’ بكت الجدة تموز وحزنت لكنها لم تلعنهم .. سقطت دموع بغداد وارتجف امير المؤمنين حرقة واهتزت الضمائر الحية’ اسرع الدجالون والمنتفعون والمحتالون لتغطية الجريمة والتمويه عليها وامنصاص ردود افعال الحق فصدرت الأستنكارات المفتعله ودعوات التهدية المنافقة وانشغل اصحابها دناءة بحصاد الفاجعة مناوراتاً و مكاسباً ومنافعاً حزبية وعشائرية واسروية ومشاريع تقسيمية .
يا ابناء مدينة الثورة ... يتيمة الشهيدين .. كيف ارتضيتم ان يدنس صدر مدينتكم فدائيي صدام واراذل الحزب ثم تافهي زمر الحواسم وعصابات التوابي ابو درع .. وسمحتم ان يتجراء البعض من ملثمي البعث المصابين بأعراض سفلس الثقافة البعثية وشذود العقائد العفلقية شامتين ليهينوا تاريخكم " سوق مريدي وكل اسواق الأحتيال واللصوصية والقذارة والعهر والنفاق ... " وكذلك يتطاولون على اخوانكم في اطراف بغداد وينعتوهم " بالحثالات من صغار اللصوص والجهلة والأميين والمعتوهيين والهاربين من الخدمة العسكرية ومدمني الحشيشة ... " وغيرها من اسهالات التربية البعثية المشينة وسموم الطائفية المقيتة والأسقاطات الضارية’ الكارثة الأخلاقية لمفهوم الراي ( غسيل ) الآخر اللحظات التي ترتفع فيها ذيول العقارب البعثية .
مدينة الثورة : الباسلة الشجاعة المسالمة ’ ولدت وكبرت وتشكلت ونضجت ثقافة وفناً ومعرفة وانسانية وابناء بررة وشهداء وطن .. من رفع عن صدرها وواجهات جبينها ومساحات ذكرياتها صور كريم ورموزتموز الذين رسما تقاسيم حاضرها ومستقبلها ورباها على المحبة والود والتسامح والسلام ’ وجمعا في احضانها ما امكن من اطياف وشرائح المجتمع العراقي ’ ففيها حي للأكرد وقطاعات لآبناء عشائر الزيرج والبودراج والسواعد والربيع والبومحمد وبيوتات ومقاهي مشتركة تجمع ابناء المدينة وتزيد من الفتهم ولحمتهم ’ وشوارع فيها الشيعي مجاوراً للسني يقابلهم بيوتاً للمسيحي والصابئي المندائي وملاعب رياضية ومدارس تجمع علي وعمر وميخا وخميس ومحيسن وحمه .
من اعتصب وجهك واجتاح صدرك واحتل ساحاتك ورفع عليها صور ومخطوطات ولافتات لمن لا ينتمون اليها ولا يستحقونها ولا يرتبطون بتاريخها وكينونتها على الأطلاق .
يا ابناء مدينة الثورة .. والثورة فقط : المدينة اليتيمــة المفجوعة بكم يا اسباب اضافية لموتكم ودمار مدينتكم ’ كنتم تزرعون الحب والتسامح والعدالة والمساوات والتقدم والتحضر في قلوب اهلكم والآخرين .. حتى الشيخ عبد الزهره كان يبشر ويشرح للمصلين في حسينية الزهراء عدالة واشتراكية امير المؤمنين ( ع ) ... كيف سمحتم ان تكون مدينتكم ملتقى لغربان وعتاوي المتطرفين والظلاميين والجهلة والتوابين والمنتفعين وعلاسي التكفيريين والبعثيين والضاريين ان يلعبوا دور فدائيي صدام ومخابراته مضاعفاً .. يرهبون اهلكم ويصادروا حقوق وحريات بناتكم وابنائكم ويقتلون الفرح ويجففوا منابع البهجة ويشوهوا اصالة تقاليد عاشورا ويعمموا رعونة وهمجية قامات التطبير وزناجيل جلد الذات واللطم وخدش الخدود حتى جعلوا من حياة الناس مأتماً متواصلاً .. يغتالون ويهجرون رموز التقدم والتحضر والأبداع والأخلاص الوطني .
يا احفاد تموز والزعيم .. يا ابناء المدينة الباسلة المعذبة .. اعيدوا لمدينتكم هويتها واسمها وانتمائها وتقاليدها وخيوط المودة والتسامح بين اهلها .. توحدوا فكراً ووعياً وتحضراً وارادة واعية .. اوقفوا حرائق موتكم وخراب مدينتكم وقتل وتهجير اشقائكم وطهروا صفوفكم من المنتفعين والمعتوهين والظلاميين ومليشيات الموت الحزبية والطائفية وسدوا منافذها بوجه اختراقات التكفيرين والمفخخين والأنتحاريين .. شيدوا المدارس وروضات الأطفال ومراكز الثقافة ومحو الأمية ومؤسسات الثقافة الصحية والملاعب الرياضية ’ واحيوا فيها مناسبات وامسيات فرح الأعياد والأعراس وكما كانت تقاليد عاشوراء .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وايران : خرجتا من دائرة الشك الى الفضيحة .
- لا تخطفوها ... انها منتخبة
- لكم عروبتكم ... ولنا عراقنا
- يا اهل العراق : لا تحرقوا بيتكم
- شنقاً للبعث حتى الموت
- وداعاً ابو ماجد
- الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية
- انه العراق .. يا ايها الأنتم
- يا عيد مر بينه ...
- اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...
- محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...
- اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق
- مزروع انا بديرتي ...
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..
- دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..