عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 17:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقرأ في الأخبار أحيانًا، ويطرق مسامعنا، أن الآثاريين أو حتى الناس العاديين، يعثرون على قبور تعود إلى أزمنة غبرت، تحتوي أواني أغذية وبقايا أكسية وفخاريات وربما قطع ذهبية. فما أصل ذلك، وعلى أية أسس تشكَّل هذا التقليد؟
انتبه الإنسان البدائي، في مرحلة طفولة البشرية وأميتها على صعيد أنماط التفكير بشكل خاص، إلى أن الموتى لا يتنفسون. فتوهم أن النَّفَسَ هو النَّفْس، أي الروح. بناءً على هذا الاعتقاد، خُيِّل إليه أن النائم ينقطع نَفَسُه، وأن روحه تفارقه بعض الوقت، ولا تلبث أن تؤوب إليه. لذا، يجب عدم ايقاظ النائم نومًا عميقًا فجأة، لئلا تستصعب الروح الأوبة إليه. تأسيسًا على ذلك، قال الإنسان البدائي في نفسه: إذا كانت الروح تعود إلى النائم، فإنها حَرِيَّة أن ترتد إلى الميت أيضًا. وهكذا لاحت في ذهنه فكرة البَعث، أي الحياة بعد الموت. من هنا، جعل الإنسان البدائي، يدفن موتاه ويودع في قبورهم ما يحتاجون إليه من أغذية وأكسية وآنية. وأكد علم الآثار، أن بعض البدائيين الأثرياء قد اشتط في ذلك، فجعلوا يقتلون نساء من يمُت من أقربائهم وخيلهم وحتى كلابهم، ويدفنونها معهم، لاعتقادهم بأن الموتى سيفتقدونها بعد قيامتهم من الموت!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟