سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد 44 عاما من الحکم الاستبدادي القمعي القرووسطائي لنظام ولاية الفقيه في إيران، لايمکن النظر الى الإعترافات المخزية لقادة الدجل والکذب في طهران بالاعتراف بالفشل والاخطاء على إنها مجرد إعترافات عادية يمکن المرور عليها مرور الکرام بل إنها أکبر وأخطر من ذلك بکثير ذلك إنها تأتي بعد تجربة حکم مريرة إمتدت ل44 عاما ذاق وتجرع خلالها الشعب المآسي والويلات ووصل به الحال الى أسوأ مايکون.
الحقيقة المرة التي صحى عليها الشعب الايراني بعد أربعة عقود من إستمرار حکم هذا النظام، هو إنه ليس هناك من بنى تحتية يمکن الاعتماد عليها حيث أثبتت کوارث الزلازل والسيول التي حدثت خلال الاعوام الاخيرة ذلك بکل وضوح، وعوضا عن البنى التحتية هناك نهج سياسي ـ فکري قرروسطائي يتمسك به النظام ليس في إيران لوحدها وإنما من أجل فرضه على بلدان المنطقة أيضا وهو الامر الذي ورط النظام في مشاکل وأزمات لاحصر لها وجعل بالضرورة الشعب يدفع ثمن کل ذلك مع إن الشعب قد أعلن مرارا وتکرارا عن رفضه القاطع للتدخلات في بلدان المنطقة کما أعلن قبل ذلك عن رفضه للنظام نفسه وعن عدم إستعداده لکي يعود لأجواء قرووسطائية کما يريد هذا النظام.
نظام ولاية الفقيه الذي وصل اليوم الى طريق مسدود ليس في داخل إيران فقط وإنما في المنطقة أيضا، بعد أن توضحت حقيقته التي فضحتها المقاومة الايرانية من إنه نظام معادي ليس للشعب الايراني فقط وإنما للإنسانية وإنه يشکل خطرا وتهديدا لسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم وإن عدم التصدي له ومواجهته من خلال دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام سوف يکلف المنطقة والعالم أيضا لأن هذا النظام لن يکف عن مخططاته الاجرامية وسيبقى بٶرة للتطرف والارهاب.
بعد أربعة عقود من الحکم، أين صار يقف النظام الايراني وأين إستقر به الامر؟ إنه يقف أمام رفض داخلي وإقليمي غير مسبوق وعقوبات دولية غير مسبوقة تلقي بآثار وتداعيات بالغة السلبية على أوضاعه المختلفة إضافة الى عزلة دولية لم يواجهها النظام طوال القود الاربعة المنصرمة من حکمه البغيض، إنه يقف أمام وضع داخلي متأزم جدا قابلا للإنفجار في أية لحظة خصوصا بعد أن صار المطلب الشعبي الاساسي المطروح والملح يترکز على إسقاط النظام، وهنا لابد أن نتوقف عند موضوع مهم وحساس جدا، وهو إن هذا النظام قد واجه لحد الان 3 إنتفاضات شعبية عارمة وقد رأى العالم کله کيف إنهما ولاسيما الاخيرة التي لازالت آثارها مستمرة، کيف أثرت عليه وکانت أشبه بضربة نوعية تم تسديدها الى رأسه بعد ثلاثة ضربات موجعة أخرى، ومن دون أدنى شك فإن الانتفاضة القادمة التي هي آتية لاريب، ستکون بمثابة الضربة القاضية التي ستنهي أمر النظام خصوصا وإننا نعلم کل ماقد قام ويقوم به هذا النظام من أجل إستغلال حرب غزة المدمرة لم يسير بالاتجاه الذي يخدم أوضاعه الداخلية بل وحتى إنه قد ساهم في تفاقمها أکثر.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟