أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - منطق المقاومة الفلسطينية














المزيد.....


منطق المقاومة الفلسطينية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعلن صباح أمس الأحد، وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، وكان من المفترض ان يدخل الاتفاق إلى حيز التنفيذ في السادسة صباحا، وفي الساحة الفلسطينية، وكما ظهر، فإن الاتفاق شمل الفصائل الفلسطينية، التي لديها أذرع مسلحة، ومنها فتح وحماس.
ولكن رغم الإعلان استمر إطلاق القذائف الفلسطينية باتجاه مواقع إسرائيلية، خارج قطاع غزة، وعدة ساعات بعد الساعة المقررة، والأمل هو ان تتجلى هيبة القرار الفلسطيني الموحد لاحقا، ووضع حد لظاهرة فوضى السلاح، وان لا تظهر مجموعات صغيرة، منفلتة، تفرض أجندتها على ملايين الشعب الفلسطيني.
وعلى ما يبدو، من أجل عدم التأويل لما سيتبع، هناك ضرورة لتكرار تلك اللازمة القائلة، "إن لكل شعب يقع تحت الاحتلال الحق في مقاومته بالطرق التي يراها مناسبة"، وهذا صحيح للشعب الفلسطيني، ولكن المقاومة متعددة الأشكال، بدءا من الانتفاضة الشعبية مرورا بالكفاح المسلح وحتى طاولة المفاوضات، وعلى كل شعب ان يلائم شكل مقاومته مع طبيعة المرحلة، بشرط ان تكون وسيلة المقاومة هي تلك التي تقرب الهدف ولا تبعده.
ولكن للأسف فإنه في الساحة الفلسطينية، وخاصة في السنوات الأخيرة، تحولت ظاهرة فوضى السلاح إلى حربة مرتدة ضد جماهير الشعب الفلسطيني، أكثر مما حققته ضد المحتل الوحشي، وهي لم تحقق شيئا ضد الاحتلال.
وهذه قضية يجب عدم التستر عليها، وهناك ضرورة للمجاهرة بها، لأنها تؤذي الشعب وتحيّده عن دائرة النضال الشعبي، هذا النضال الضروري لمواجهة المحتل، وليس سرا ان المجموعات المسلحة المفلتة في الشارع الفلسطيني، وتطلق النار في الهواء وغيره وكيفما تشاء، تدب الرعب في نفوس أبناء الشعب، الذين كثيرون منهم يخافون على تجول أبناءهم في الشارع.
وفي المقابل فإن الاحتلال الإسرائيلي بعقليته الإجرامية يشعر بانفراج حين تستفحل هذه الظاهرة، لأنها دعوة مباشرة له ليقتل أكثر، رغم انه لا يحتاج لمثل هذه الدعوات، ولكن على ألأقل أمام الرأي العام العالمي، فإنه يجعل هذه الظاهرة ذريعة له.
في وضع متفجر، كما هو الحال على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، فإنه لا يمكن معرفة تطورات الأمور من ساعة إلى أخرى، ولكن الوضع كان خطيرا حتى أمس، حينما قررت مجموعات صغيرة، ولربما الحديث عن بضعة أفراد ان تخرق قرار وقف إطلاق النار، بقرار ذاتي، متجاهلة قرار القوى المركزية، والأكثر خطورة هو أن البيانات الصادرة موقعة بأسماء أذرع عسكرية تابعة لفصائل مركزية.
وما هو اشد خطورة من كل هذا هو أن إسرائيل معنية جدا بتسجيل نقاط لصالحها، حينما قبلت بوقف إطلاق النار دون شرط، ثم أطلق رئيس حكومتها إيهود أولمرت تصريحات، بعد استمرار سقوط القذائف، دعا فيها إلى إعطاء وقف إطلاق النار فرصة حتى يثبت، فهذه أيضا محاولة لتسجيل نقاط إضافية لصالح إسرائيل، وعلى ما يبدو فهي تعتقد أو تتمنى ان يستمر بعض الأفراد الفلسطينيين في إطلاق القذائف، لتكون الذريعة كبيرة لشن هجوم عسكري كبير على قطاع غزة.
هناك فرصة، لا أعتقد ان إسرائيل ستكون سعيدة بها، للانتقال إلى فترة هدوء، تفسح المجال أمام العودة إلى طاولة المفاوضات، أو لنقل فسح المجال للضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.
معروف ان إسرائيل بحكومتها الحالية، ليست معنية باستئناف المفاوضات، لأن ليس في جعبتها ما تطرحه على طاولة المفاوضات، وهي ترى نفسها ضعيفة في مفاوضات كهذه لأنها ستكشف عن حقيقة مخططاتها الإحتلالية، وتكون عرضة لضغوط دولية تدفعها باتجاه آخر.
إن الرد السهل على هذا هو نشر أجواء الإحباط واليأس في الشارع الفلسطيني، والقول أن لا أمل من مفاوضات كهذه، ولكن من يعتقد ان القذائف التي تنطلق من قطاع غزة هي التي ستجعل إسرائيل تركع وتقرر الانسحاب فمن الأفضل ان يعيد حساباته.
إن إسرائيل معنية بتضخيم قضية إطلاق القذائف الفلسطينية، لتكون ذريعة لها في تنفيذ جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والابتعاد عن طاولة المفاوضات، ويظهر في إسرائيل من يدعي ان القذائف "هي خطر استراتيجي" على إسرائيل، إلا أن كبير مستشاري رئيس الحكومة حتى قبل فترة قصيرة، المحامي دوف فايسغلاس، قال بوضوح، "إن بعض الخردوات المعدنية لن تهدد كيان إسرائيل".
أكانت خردوات أم لم تكن تلك القذائف، فإن مصلحة الشعب الفلسطيني، ومصلحة المقاومة الحقيقية ضد المحتل، ليس ضد أنفسنا في شارعنا الفلسطيني، تتطلب فحصا معمقا في جدوى تلك الأنابيب المعدنية، المحشوة ببضع المواد المفتجرة ومدى قدرتها على خدمة الهدف، وأيضا إجراء حسابات الربح والخسارة.
إن كنت تواقا لشيء، فإنني تواق لانتفاضة الحجارة من أيدي الأطفال، التي هزت العالم، وأركعت إسرائيل ولو لسنوات.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب
- أزمة إسرائيل ونظام الحكم
- عناق الدببة والمجازر الإسرائيلية
- الضعف الإسرائيلي في الحلبة السياسية
- ليبرمان الدموي داعية الترانسفير
- أولمرت وليبرمان: حسابات الربح والخسارة
- حكومة أولمرت ليبرمان
- الحرب والأعياد كشفت الفجوات الاجتماعية في إسرائيل
- ليفني وبينيس وجهان جديدان في القيادة الإسرائيلية المقبلة
- فتح وحماس والشعب الضحية
- قراء في التقرير السنوي -لمعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي-
- إسرائيل غارقة في فساد السلطة
- سيناريوهات توسيع ائتلاف الحكومة الإسرائيلية
- -خطة التجميع- تنفذ ميدانيا
- ارحمونا من -عرب إسرائيل-
- ليست -الهزيمة الإسرائيلية- الأولى
- صراع البقاء لعمير بيرتس أم لحزب -العمل- برمّته؟
- إستطلاعات الرأي الإسرائيلية والواقع
- حاييم رامون من القفز بين القمم إلى السقوط
- تناقضات الخطاب الإسرائيلي تجاه سورية


المزيد.....




- نتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة خلال زيارته إلى أم ...
- السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق ...
- هيغسيث: -داعش- تكبدت خسائر جراء الضربة الأمريكية في الصومال ...
- قلق في إسرائيل بسبب منصب رئيس وفد المفاوضات مع حماس 
- وزير الخارجية المصري: لن تنعم المنطقة بالسلام ما لم تقم دولة ...
- تقدم روسي.. وترمب يصر على الحل بأوكرانيا
- لقطات جوية من مكان تحطم طائرة طبية في مدينة فيلادلفيا الأمري ...
- بولندا.. مرشح المعارضة للرئاسة يتعهد بإعادة 20 مليون بولندي ...
- ويتكوف ونتنياهو يتفقان على بدء مفاوضات المرحلة الثانية لوقف ...
- الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية ارتكبت جريمة حرب جديدة بقص ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - منطق المقاومة الفلسطينية