أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - البطة العرجاء والتانغو الاخير














المزيد.....

البطة العرجاء والتانغو الاخير


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 7884 - 2024 / 2 / 11 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتباين الثقافات في فهم متغيرات الشرق الأوسط بسخته ما قبل أحداث غزة وما بعدها.. معضلة هذا التباين في التشبث بالاجندات الحزبية وتطبيقاتها من قليلي الخبرة القائمين على صناعة السياسات العامة ومتخذي القرار من دون إدارة مصالح في عراق واحد وطن الجميع.. واستبدالها بنظام المحاصصة والمكونات.
نتيجة ذلك أن الطرف الثالث إقليميا او دوليا بات يتعاطى نموذج (البطة العرجاء) في التعامل مع الملف العراقي.. ما دام كل حزب بما لديهم فرحون... ظهر مصطلح (البطة العرجاء) لوصف الشركات الخاسرة لاسهمها في البورصة.
هكذا ظهرت أفعال اختراق سيادة الدولة العراقية.. الابشع والافظع في نظام دولرة الاقتصاد الكلي الشامل للعراق.. فقط لتوظيف مزاد العملة لصالح الهيئات الاقتصادية لذات الأحزاب التي يعلو صوتها اليوم دفاعا عن سيادة قاموا بتمزيقها في منصة الدولار بدلا من الدينار!!
ولم يتحقق من شعار (صنع في العراق) الا النزر القليل.. مقابل تصاعد تجارة العملة العراقية الخاسرة مقابل الدولار الأمريكي.
الخرق الثاني الابشع للاحزاب التي شاركت الاحتلال الصهيوني في مجلس الحكم العتيد .. من اعتقد منهم.. ان واشنطن منظمة انسانية لتغيير أنظمة الحكم.. لذلك لا يقرأون اتفاقيات الإطار الاستراتيجي وان قرأوا لا يعلنون غير ما يتناسب مع ذات اجنداتهم الحزبية.. لذلك القوم تحت الطاولة مع السفيرة الأمريكية.. ليس بشعاراتهم فوق الطاولة.. على الاقل امام جمهورهم الحزبي .
من أبرز معالم ذلك مطلب خروج القوات الاجنبية من العراق. مرحب به عند طرف يعتقدون انهم الاغلبية مقابل أطراف أخرى ترفض (حكم الاغلبية) في نظام محاصصة توافقي ويعتبرون ان بقاء هذه القوات (ضمانات سياسية) لعدم انفراد نفوذ دولة إقليمية تمثله إيران واذرعها العراقية مقابل مساعي دول الإقليم الأخرى مثل تركيا والاردن ودول الخليج تعمل للحد من نفوذ إيران في محور الشرق الأوسط الجديد على حافة هاوية مشروعها النووي.. ولان العراق بات منطقة تخلخل أمني نتيجة تراكم الأخطاء ..اصبخ ملعبا الجميع يلعب فيه ولكل منهم وكلاء في أحزاب سلطة المحاصصة!! فما بال تدخل القوات التركية وعدم تنفيذ اتفاق سنجار على سبيل المثال.. وايضا مسار جلسات القمة المتكررة للشام الجديد.. كلها تحت عنوان واحد.. لا نفوذ نووي إيراني ينطلق من العراق!!
هكذا بات العراق مجرد بطة عرجاء في سياسات دول المنطقة إقليميا ودوليا تفرض علي الوكلاء الحزبيين اجندات مطلوبة.. فيما لم تظهر اية اتجاهات حية متجددة لاستعادة دوره كفاعل إقليمي وليس العكس.. وكل الشعارات الرنانة وتلك الجحوش الإلكترونية لهذا الكم المتصاعد من عدد الأحزاب.. بادر او سيبادر للانتهاء من الأصول الدستورية للدولة.. مقابل ظهور نموذج الدولة الكليبوقراطية في مفاسد المحاصصة.. معتمدة على أجنحة مسلحة تفرض نفوذهم على الأرض بلا سيادة وطنية.
في هذا السياق.. من يريد أن يرقص التانغو الاخير مع الولايات المتحدة الأمريكية.. ان يفهم قواعد الرقصات الدولية والإقليمية.. لان ضبط حركات الرقص ليست مجرد إيقاع بل اي حركة نشاز ستقابل بحركات مقابلة.
نعم هناك أطراف عراقية تجد العراق مجرد حديقة خلفية للملف النووي الإيراني.. ومستعدة ان يحترق العراق كله لصالح الولي الفقيه وقنبلته النووية.
مقابل اخرين يقدمون كل التبريرات فقط لحماية مصالحهم الحزبية في كعكة مفاسد المحاصصة.. بوجود القوات الأمريكية كضمان دولي.!!
هذا الكلام لا يقصد به سيادة الدولة الحقيقية بل ان تكون كل الأطراف امام استحقاق مباشر للإجابة على تساؤلات وقحة.. متى تكون هناك قيادات دولة قولا وفعلا.. تتعامل مع استراتيجيات عراق واحد وطن الجميع.
لذلك يظهر في نشاز البطة العرجاء لرقصة التانغو ان اغلب من تصدى للسلطة يتعامل مع مجموعة عوائل دكتاتورية اوليغشارية (حكم القلة) بعناوين حزبية بلا عقد اجتماعي دستوري يساوي بين المنفعة العامة والمنفعة الشخصية للمواطن الناخب.. من دون مشروعية برلمانية لتمثيل أغلبية عراقية بعد أن غادرت الاغلبية الصامتة صناديق الاقتراع.
لذلك يتطلب المنطق والعقل الجمعي ان تبدأ بيوت التفكير العراقية البحث عن (سمفونية وطنية) تنهي رقصة البطة العرجاء.. وإنجاز حكم المواطنة الفاعلة الرشيد..
قبل حصول ذلك .. لا أعتقد أن اي طرف من معادلة سلطة مفاسد المحاصصة باستطاعته الرقصة الأخيرة للتانغو العراقي.. فهل يدرك من يجلس على كراسي السلطة ان عراق اليوم والغد بلا سيادة من دون عقد دستوري لعراق واحد وطن الجميع.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون شؤون!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حافة الهاوية.. من يدير الازمات؟؟
- تساؤلات نووية عن مصالح عراقية!!
- مدركات الشفافية الدولية ٢٠٢٣.. موقع ...
- فن التفاوض.. وصخب الضجيج!!
- سيادة غائبة!!
- قواعد الاشتباك.. حلبة مفتوحة ام مغلقة!!
- عين العراق.. هل كسرت؟؟
- ثوابت نحن.. ومتغيرات الانا!!
- صوت المعركة.. صخب الحقيقة!!
- معهد واشنطن :افتراءات ام تساؤلات وقحة
- نتائج انتخابات مجالس المحافظات.. وجغرافية الاقاليم!!
- تساؤلات وقحة.. إجابات واضحة
- الدولار.. الحمار!!
- الدولار الأسود.. وإدارة المعركة!؟
- مفاوضات غزة..منتصر ومهزومون!!
- الناطق الرسمي..مهنة وليس !!
- اليوم التالي ..تساؤلات عراقية صعبة !!


المزيد.....




- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال ...
- ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
- وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر ...
- بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا ...
- مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
- روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
- لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
- رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود ...
- مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - البطة العرجاء والتانغو الاخير