|
فكرنا اله متفرد وشيطان متمرد
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الكتاب المقدس هنالك اية تقول:خلق الله ادم على صورته. ولقد فسرها رجال الكهنوت بان ضمير الغائب في صورته يعود لله اي ان ادم على صورة الله حيث ان السيد المسيح عليه السلام هو الله المتجسد،وفسرها علماء الدين بان ضمير الغائب يعود لأبينا ادم عليه السلام ،بمعنى ان الانسان خلق منذ البدء انسانا وليس قردا كما تزعم نظرية التطور لدارون. ولكن لنفكر بالموضوع قليلا بعيدا عن تأثير رجال الدين من كلا الجانبين ولنبحث قليلا في ذات الأنسان لنجد ان فكره اله متوحد لا يمكن لكائن من كان مهما قرب او مهما كانت قوته او سطوته او شكيمته ان يلج ولو لجزء من الثانيه داخله او ان يعرف كنهه ،ولذا نسمع السؤال الأزلي يتردد من الزوجة او الحبيب او الطفل وموجها الى الزوج والحبيبة والأم اتحبني حقا؟ او تسأل الأم طفلها كم تحبني يا صغيري الحبيب ؟فيجيبها بكل صدق الدنيا بقدر البحر او السماء او الدنيا ، على الرغم من انه ربما كان قد نال منها عقابا قاسيا قبل دقائق قليله، ولكننا نحن الكبار هل نحن صادقون فيما نقول او نقسم ؟ اني لفي الف شك من ذلك، ترى من منّا يستطيع ان يحمل قلبا نقيا كنقاوة قلب الأطفال فيغفر لمن اساء اليه او ان يعطي خده الأيمن لمن صفعه على خده الأيسر ؟ اترك الاجابة للقارئ العزيز.في الغالب تكون اجابة الزوج او الحبيبة اجابة تثلج قلب المحب ولكن هل تراها تطفأ سورة الشك التي تعتمل في احشائه ؟ كلا لأنه سيعاود بالحاح ويريد براهين وأدلّة قد يعجز الطرف المقابل عن الأدلاء بها ،فتتعكر صفاء العلاقة التي ربما تكون نقية ولا تحتاج الى براهين لآن القلب دليل الأنسان ، او القلوب سواقي كما يقول الحكماء في بلادي. قد يسرح احدنا فيسأله من يجلس بقربه بم تفكر ؟ او قد يسرح ابعد من ذلك فلا يجيب على سؤال وجّه اليه فيحاصره الآخر بالسؤال بآستنكار :اللي ماخذ عقلك يتهنه به،فيفيق صاحبنا ليختلق كذبة يفر بها من الحصار الفكري الظالم ،ثم يبتسم في سره ولسان حاله يقول حمدا لله فلا احد مطلع علي سواه.قد تلقي الزوجه رأسها على صدر زوجها وتغني له في صوت يكاد ان يفوق صوت الموسيقار فريد الاطرش رقة وحنان : أدنو مني فان خوفي من الهجران لا ينتهي بغير العناق،ولكنها في حقيقتها تناجي حبيبا وهميا وفارسا يسكن خيالها منذ الأزل ولكنها لم تلتقيه بعد.،ولكن الزوج المسكين ينطلي عليه الدور فيحلق في اعلى نقطة في الكون. قد يقسم الزوج لزوجته المريضه بأنه سيكون وفيا لذكراها،بل سيكون مضربا للأمثال في الوفاء بعد موتها،فلا يقترن بامرأة اخرى اذا قدر الله البعيد وانتقلت الى جواره ،ولكن قبل ان تنتهي ايام الحداد ينسى العهود وحتى ينسى الترحم على المرحومه بل يقسم للعروسة بانها الوحيدة في الفؤاد واما القديمة فلا يعرف كيف رزقه الله منها الأولاد ، ويعدد لها مساوئ المرحومه التي لا تعد فلا يدري ايها يتذكر وايها ينسى ،تحضرني حكاية طريفة كانت النساء ترددها على مسامع الرجال قديما،مفادها انه كانت هنالك امرأة تعشق زوجها لدرجة الجنون تكنّى بام حسن ،كانت تسأل زوجها بالحاح شديد عن مدى حبه لها ،فكان يجيبها بانها ستبقى الوحيدة في حياته وانه سوف لن يتزوج بامرأة سواها حتّى بعد موتها ،.ارادت المرأة اختبارة فتراهنت معه على ذلك، طلت وجهها بالزعفران وادعت المرض ،حزن الرجل حزنا شديد ولبى رغبتها في الذهاب الى بيت اهلها،اتفقت مع ىشقيقته على تنفيذ خطة الأختبار ،فادعت اخته بان ام حسن في ذمة الله ،جن جنون الرجل ،وكاد ان يلتحق بها ولكن ما هي الاّ اياما معدودات حتى انتابه الحنين الى اعادة الكرّة فطلب من شقيقته ان تخطب له امرأة تنسيه حزنه على فراق ام حسن ،بالطبع ذهبت المرأة الى ام حسن وخطبتها لأبي حسن ،في الليل وعندما اصبح الظلام دامسا زفت العروس ،اقبل عليها الرجل لثما وتقبيلا ،تمنّعت العروس وطلبت منه على استحياء ان يحضر لها اللكن ،وعندما سألها عن سبب حاجتها اليه ادّعت وصوتها يقطر خفرا ودلالا بانها تريد التبول فيه لأنها تخجل ان تتبول واهل الدار يحتفلون في باحة الدار،هب الرجل بكل نخوة الأعراب لأحضار اللكن ،وعندما انتهت من مهمتها ،نظر الرجل الى بولها وهي يهزج ويقول:وشزين شختج باللكن ، راحت لا ردّت ام حسن ، الى هنا لم تحتمل ام حسن وكشفت عن شخصيتها الحقيقيه بعد ان كسبت الرهان. نعود الى فكر الانسان ، ذلك اللغز المحيّروأتسائل مم يتكون؟ وكيف يعمل ؟هل هو سر متمم لسر تكوين الانسان،او متمم لسر الله الذي لم يتفق عليه اصحاب الأديان كافه.لا يمكن للفكر ان يكون حرا وبجانبه يرقد الخوف ،لاحظت معظم الأمهات الشرقيات في اوربا بأن الطفل يكون صريحا مع معلمته اكثر مما هو عليه مع والدته والسبب لان المعلمة كانت صادقة معه في كل شئ ولم تعده يوما ثم تخلف الميعاد ،ولم تعاقبه ان كان صريحا معها واعترف بجرمه او خطأه ولذا فهو يعطيها ما اخذ منها،ترى كم من القرون يحتاج فكرنا ليخلع عنه رداء الكبت واالخوف ويعود حرا كما اراد له الله ذلك،على اغلب ظني لو ان الفكر ترك على سجيته لما كان هنالك دكتاتورا او ظالما او مستبدا..يعلمنا السيد المسيح في الأنجيل بما معناه ليكن كلامك نعم نعم او لا لا دون ان تقسم لأن القسم من الشيطان .لو طبقنا كلام السيد المسيح كم سيصبح نقيا وسعيدا هذا العالم المزيف التعيس ، حينها سيصبح الناس في مصاف الملائكة او الأنبياءولما كان هنالك مجرما واحدا ،فالفكر الحر يرفع الأنسان الى اعلى عليين والآ فأنه يهبط به الى اسفل سافلين. في الحديث الشريف :كم من صائم وقائم ليس له من صيامه وقيامه الآ الجوع والنصب ،وذلك عندما يفعل ذلك نفاقا وليس ايمانا حقيقيا ،فالصائم من صامت جوارحه عن التعرض لأعراض العالم او الأساءة اليهم،او حينما يقف المصلي بين يدي الله وفكره في واد اخر فلا يدري ان كان في الركعة الاولى ام الرابعه،في الحيث الشريف ما معناه ، ، ساعة تفكر خير من الف ساعة عباده او ركعتان يصليهما الأنسان في جوف الليل في خشوع والناس نيام خير من عبادة الدهر كله ،لأنها لحظة صدق لله ومع الله. يتقاتل المسلمون في بلاد الرافدين ،وكل يرفع راية الأسلام والأسلام منهم براء ونسوا الحديث الشريف الذي يقول : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،والمرء باصغريه قلبه ولسانه،او قول الله تعالى في كتابه الكريم :ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ولا يلقاها الا الذين صبروا ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم ، او الحديث الشريف الذي يقول العالم كلهم عيال الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله أو كلكم لآدم وادم من تراب . تغص ارض العراق بدماء الأبرياء وتقيأت دماء ابناؤها،وعرضت الدماء الطاهرة تحت راية السماء ،نظر الله الى الدماء متألما ،تزلت دموعه على الأرض دما ،لأن الجميع تركوه وحيدا واتبعوا خطوات الشيطان
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انها وصمة عار في ضمير الانسانيه
-
لأنك انت العنفوان
-
نحن من يعشق خلق الالهه
-
الحكام والرؤساء والملوك العرب :نحن لا نرى ،لا نسمع ،لا نتكلم
...
-
جدتنا ذات النطاقين
-
سأل سائل
-
امي تحصل على قبر!
-
عندما تنقلب الموازين عند بعض المفكرين
-
الى الملوك والحكام العرب مع ارق التحيه
-
الى الملوك والحكام العرب مع ارق التحيه ..تتمه
-
الشيطان داخل القفص
-
الحسناء والبعير
-
من خان يونس يتعالى صوت فادي الهادر ليخرس صوت الانفجارات والق
...
-
تعيش العمامه وتحيا السداره وليسقط الوطن
-
قم حمورابي وانشر شريعتك من جديد، فلقد تقدمنا قرونا للوراء
-
قوات الاحتلال قد امعنت في بلادي الدمار
-
غن ام زياد..فلبنان الاباء والصمود ما زال يعزف ويناشدك الغناء
-
سيظل لبنان شامخا الى الابد
-
حرب ونهب وتشريد=امريكا+ الصهيونيه
-
صايه وصرمايه من المفترض ان يتم بلا دعايه
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|