كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 10:15
المحور:
القضية الفلسطينية
تحدثت صحيفة يديعوت احرونوت قبل يومين عن احتمال تعرض نتنياهو للخطف على يد عصابة تابعة لجناح سموتريتش المعروف بنزعاته المتطرفة، وطرحت الصحيفة هذه الفضيحة بصيغة تساؤلات تتردد أصداؤها هذه الايام بين مكاتب القيادات الإسرائيلية، فهل خطفوه فعلاً وأرغموه على تغيير أفكاره وسلوكه السياسي في العقود السابقة ؟. فقد طرأت تغيرات مفاجئة في مشواره لم تتضح أسبابها حتى الآن، ربما يقول قائل انها تعزى إلى تقدمه بالعمر، وربما تعزى إلى نفوذ زوجته (سارة) وتأثيرها عليه، وربما بسبب تراكم ملفات الفساد نتيجة الإخفاقات التي ارتكبها. فالثابت لدينا حتى الآن انه تبنى المعتقدات الصهيونية المتطرفة المستمدة من القوة اليهودية الدولية وذلك قبل انضمامه إلى الحكومة. ثم ظهرت نواياه بشكل واضح حينما حاول فرض سيادته على غور الأردن ومقترباته منذ عام 2020 كخطوة موتورة لتحقيق الأحلام التوسعية المشبعة بالتعاليم التلمودية، وربما كانت فكرة الديانة الإبراهيمية احدى جسور التمدد نحو البلاد العربية بما يسمى مرحلة السلام الدافئ. فقد كانت هذه الأفكار تراوده بين الفينة والأخرى حتى قبل انطلاق عمليات طوفان الأقصى. والدليل على ذلك سعيه الحثيث لبسط نفوذه المطلق على جميع الأراضي الممتدة من الأردن إلى البحر، في حين لم تكن هذه الأحلام مدرجة على اجندات حكومات الليكود السابقة، ابتداء من حكومات مناحيم بيغن وحتى تاريخ استلام نتنياهو نفسه. لكنه اصبح يؤمن الآن بأن: (الشعب اليهودي له الحق المطلق في الهيمنة الشاملة على دولة ذات سيادة في أرض إسرائيل، الوطن القومي والتاريخي لليهود من النيل إلى الفرات)، واصبح يؤمن بان حق الفلسطينيين في الضفة الغربية يقتصر فقط على التمتع بحكم ذاتي تكون حدوده وصلاحياته محدودة. أما بالنسبة لمستقبل قطاع غزة، فإنه يرفض السيادة الفلسطينية على القطاع، ويرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة. ويرى ان غزة يمكن ان تكون منطقة محظورة تحت إشراف عسكري إسرائيلي وإدارة مدنية دولية. وبسبب هذه الأفكار المتطرفة جدا تحول نتنياهو من الانتهازية والواقعية إلى الخيال القومي التوراتي. فتقلصت المسافة الإيديولوجية والسياسية بينه وبين المتطرفين في حكومته إلى حد كبير. وصار يتحرك بدعمهم ورعايتهم على الرغم من تقاطعه الصريح مع رغبات بن غفير، وعلى الرغم من امتعاضه من سخرية سموتريتش. واتهاماته له بالخيانة. .
ختاما: يرى المحللون ان الانقلاب الفكري في سلوك نتنياهو يعود إلى مؤثرات خارجية أرغمته على تنفيذ رغبات القوى المتهمة باختطافه والمتهمة بالتلاعب بإعدادات دماغه. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟