حواس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 04:18
المحور:
الصحافة والاعلام
أثرت الثورة التقانية والمعرفية الكبرى كثيرا على وسائل وأدوات الانتاج والتوصيل الثقافي فلم تعد الأساليب التقليدية تتماشى مع تطورات العصر والتقانة المتطورة باضطراد ، ولذلك فإن المتلقي اليوم بحاجة إلى وسيط ثقافي ديناميكي قادر على ايصال الفكر النير إلى مخيلته ، وإلى أحاسيسه ومشاعره ، والمثقف العربي الآن لم يعد يستطيع التأثير في المتلقي بالأساليب القديمة رغم عدم انتفاء أهميتها وقدرتها على التأثير ، ولكن السرعة الهائلة في وسائل الاتصال تتطلب من المثقف العربي الا يبقى في حدود الأساليب التقليدية للعملية الاتصالية إذ مطلوب منه التفاعل والتواصل والمثابرة في استخدام التقنيات الحديثة بشكل نوعي ومتميز والتي يجود بها العصر بين الفينة والأخرى ( مثل الاعلام الفضائي ... والانترنيت والحاسوب والهاتف النقال ... الخ ) ويستخدمها في تعاطيه اليومي المستمر مع حركة المعرفة حول " الذات " و" العصر والحضارة المعاصرة " حيث تصبح سمة من أهم سماته وجزءا أساسيا من صلب حياته ، ولعل هذا الاتقان وهذا النوع من الاستخدام هو بالتحديد ما يمكن المثقف العربي " الاعلامي " من وعي " الذات " و" المحيط " و" العصر " و " الآخر " وعيا موضوعيا سليما ، كما يمكنه من ادراك " البنية العميقة التي تحكم سلوك الآخر " وتفكيره وابداعه وطريقة حياته من حيث نقاط الضعف ونقاط القوة وجوانب التأثر والتأثير وآليات التعاطي والتواصل المناسب وحسب الأستاذ فيصل سليمان حسنفإن هذا النمط من المثقفين هو الأكثر قدرة عل تخليص الثقافة العربية من مشكبلاتها الراهنة ، والنهوض بأعباء المشروع الثقافي والحضاري العربي نهوضا حقيقيا عمليا بعيدا عن الكلام الفارغ والمهاترات الخلبية التي تسيئ للثقافة العربية ومشروعها النهضوي المنشود
وكل هذا لا يعني أن أدوات الكتابة التقليدية باتت غير مرغوب فيها إذ ما زال هناك من يستخدمون القلم والورق ( الكتاب – المجلة المطبوعة – الصحيفة المطبوعة ) حتى في الظروف التي تتوافر لهم فيها كل الوسائط الجديدة ، الا أن العصر الذي ما يزال قادرا على استيعاب ما مضى يمكنه أيضا استيعاب ما أتى ، الأمر الذي يدعو اليه المساهمون في النتاج الثقافي العربي للوقوف مليا أمام الوسائط الجديدة وقدرتها على التفاعل في حياتنا الثقافية والعامة
أهم المراجع
1- فيصل سليمان حسن – حاجتنا الراهنة للمثقف الحضاري المقارن – صحيفة تشرين عدد 5 فبراير 2006
2-غازي الذيبة – الرقمية والكتابة – مجلة عمان عدد يناير 2006
#حواس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟