أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - سجناء الرأي بين خلود السجين وزوال الطاغية، من وحي ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع)














المزيد.....

سجناء الرأي بين خلود السجين وزوال الطاغية، من وحي ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع)


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7878 - 2024 / 2 / 5 - 16:18
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


سجناء الرأي بين خلود السجين وزوال الطاغية
من وحي ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع)
بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) ، لابد لنا من الوقوف على غاية استذكارها، حيث تتجدد الذكرى كل عام منذ ان نال الامام (ع) شرف الشهادة على يد طاغية عصره، وتزداد ألقاً وعنفواناً كلما مر عام، بل تزداد ثباتاً على ديمومتها كلما واجهتها تحديات الطغاة والظالمين على مر السنين، ولربما يقول البعض لماذا هذا الإصرار على احياء ذكرى وفاة رجلٍ مضت عليها عشرات القرون، وأقول لمن لا يعرف من هو الأمام موسى الكاظم وسائر أئمة اهل البيت (ع) ان هذه الشعائر التي يواظب على إقامتها اتباع أهل البيت عليهم السلام وأنصارهم، السبب الرئيسي فيها لإنها تتوعد الظالم بان ظلمه لا يدوم وتبشر المظلوم إن من يتمسك بالله ينتصر،
وسيرة امامنا موسى الكاظم (ع) ، تخبرنا على انه عاش مظلوماً من طغاة عصره وقتل مسموماً من زبانية حكامه، لانه لم يهادن الظالم في ظلمه، ولم يسكت عن قول الحقيقة بوجه الطغاة، مع ان هؤلاء الطغاة قد قدموا له كل مغريات الدنيا ومنافعها، الا انه ابى الا ان يكون اماماً ناطقاً بالحق هادياً ومرشداً لسبيل الله، معرضاً عن اغواء الدنيا مترفعاً عن شهواتها، ومارس الطغاة كل أنواعها لثنيه عن منهج الحق، الا انهم عجزوا وفقدوا بوصلة خطاهم في تلمس الحق، وما كان من سبيل لهم الا بقتله، ظناً منهم انهم يطفئون نور امامته ويمنعون صوت كلماته في نصرة الحق، لكن ما جرى ان ظنهم قد خاب ، وان المظلوم حبيس الطوامير والسجون، بقى متربعاً على مراتب الشرف والرفعة، وامتد الى يومنا وسيبقى طالما في الأرض موالين ومناصرين ومعاهدين لله ولرسوله ولأهل بيته الاطهار،
ومن العبر التي نخرج بها من هذه المناسبة ان من كان سجيناً ومظلوما خلده التاريخ وجعل مرقده الشريف مزاراً ومناراً للعالمين، بينما من كان يملك السلطان في حينه ويملك قوة الحبس والسجن ويتحكم بمصائر الناس قد زال سلطانه وانقطع ذكره ولعنه الله واللاعنون، وهذا الظلم لا لسبب سوى مزاج الطاغية وذائقته السمجة انها لا توافق قول الحقيقة،
ويقول الفيلسوف نيتشة بان هؤلاء الطغاة على الاغلب سيضعون قواعد أخلاقية تعبر عن ميلهم لتحصين سورهم الضعيف، من خلال هجومهم على الانسان الحر ومحاولة كسر شوكته الإنسانية، لانهم عبيدٌ لشهواتهم وسطوتهم التي حصلوا عليها بالتزوير والتحايل على إرادة الشعوب والمجتمعات وهم كانوا من اسافلها، فيعكسون نظرتهم من خلال سلوكهم الدوني لإيهام انفسهم والأخرين بانهم على قدر عالٍ من القوة، وهذه من اعظم العبر التي تقوم وتصحح منهج التفكير الإنساني، ان كان هؤلاء ممن يعتبرون ويتوبون، الا ان تعنتهم سيجعلهم من الاخسرين ويقول الله تعالى في سورة الأنبياء (وَأَرَادُوا۟ بِهِ كَيْدًۭا فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلْأَخْسَرِينَ)، فضلاً عن ذلك فان هؤلاء اشتروا الضلالة بالهدى على وفق قوله تعالى في سورة البقرة (أولئك ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُا۟ ٱلضَّلاٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا۟ مُهْتَدِينَ) ،
وحتى لو شاء الله تعالى ان يرحمهم اما برسم طريق الحق لهم او يهدي اليهم من ينصحهم ويرشدهم، الا انهم يبقون على طغيانهم معاندين ومتمسكين بظلمهم وعلى وفق قوله تعالى في سورة المؤمنون (وَلَوْ رَحِمْنَـٰهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّۢ لَّلَجُّوا۟ فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ)،
ومن مواعظ هذه الذكرى ان الظالم داره مآلها الخراب، ويبين لنا الخالق عز وجل عاقبة هؤلاء بان ديارهم مآلها الخراب بقوله تعالى في سورة النمل ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وهذا ما سار عليه المثل العربي (إن دار الظالمين خرابُ)، وان مدة طغيانهم قصيرة جداً ويقول الامام علي بن ابي طالب (ع) في هؤلاء (زمان الجائر من السلاطين والولاة أقصر من زمان العادل، لان الجائر مفسد، والعادل مصلح) كما يصف الامام علي (ع) بعض مناصب هؤلاء برياسة السفلة، ويرى ان موت الرؤساء وان كانوا صالحين وان بقى المنصب شاغراً، هو افضل من رياسة هؤلاء بقوله (موت الرؤساء أسهل من رياسة السفلة)
وأتمنى على الطغاة في الوقت الراهن ان يتعظوا من عبق هذه الذكرى ويعودوا الى صوابهم، وان يدركوا ان تكميم الافواه وخنق الأصوات التي تنادي بالحق وتطالب بالحقوق، لا يمكن لها الا ان تخلد وتبقى صوتاً مدوياً يقلق مضاجعهم، وان قوتهم في السلطة وتوظيف قدراتها العسكرية والأمنية، لحمايتهم لن تدوم، وان حبس أصحاب الرأي والفكر ووضع الاصفاد بأيديهم والاغلال بأعناقهم، لن تمنع مصيرهم الحتمي بالزوال، وسيبقى كل ما اكتنزوه من أموال من منافع السلطة خلفهم لا تنفعهم ولا تقيهم عذاب الله، بل ستكون لعنة عليهم ودليلاً للزائرين في صب اللعن عليهم، بينما المظلوم والسجين قد نصره الله وابقاه خالداً على مر السنين والعصور، وفي الختام السلام على موسى بن جعفر يوم ولد ويوم توفى ويوم يبعث حيا وصل اللهم وسلم على محمد وآل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تؤثر قيم القضاة الشخصية على الاحكام القضائية؟ المحكمة الع ...
- فوضى التشريع والتصدي القضائي قراءة في قرار محكمة التمييز الا ...
- هل يؤخذ الناخب بجريرة المرشح؟
- هل أسهمت هيئة النزاهة بتعزيز ثقة الشعب بالحكومة؟
- مركز التسوية والتحكيم الرياضي العراقي
- ما هو نطاق الدعوى الدستورية في قضاء المحكمة الاتحادية العليا ...
- الاجتهاد المتطور تجاه مسؤولية المتبوع عن اعمال تابعيه، تعليق ...
- الرق الوظيفي وشهوة السلطة
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- هل يجوز اصدار قرار التحكيم باسم الشعب
- ما مصير الاحكام التي تصدر من محكمة غير مختصة نوعياً؟ محكمة ا ...
- لا تصح خصومة الواقف في متعلقات الوقف، قراءة في اتجاهات القضا ...
- التحكيم الالكتروني ام التحكيم بالوسائل الالكترونية؟
- (لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠£ ...
- لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة ٤٠٥ عق ...
- ميراث أبناء المقر له بالنسب، تعليق على قرار محكمة التمييز ال ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العيا حول تفسير المادة (110) ...
- هل يجوز للمحكوم بعقوبة السجن ان يقيم دعوى الطعن بعدم الدستور ...
- هل اتباع الإجراءات القانونية السليمة تكفي لحماية الحقوق؟ (بي ...


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - سجناء الرأي بين خلود السجين وزوال الطاغية، من وحي ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع)