أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبداللطيف هسوف - ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة... 8 من 8‏















المزيد.....


ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة... 8 من 8‏


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لنبدأ بإعطاء بعض الأمثلة التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية على شكل تنبؤات في ديسمبر 1998 ‏على صفحات نيويورك تايمز والفينانشل تايمز، وهي تتعلق بتسريحات العمال بالجملة نتيجة شراء شركات من ‏قبل شركة ضخمة أو اندماج بعضها الآخر. ‏
‏‍‍‍‍‍‍‍1 - تسعى" الدوتش تليكوم" إلى حذف 20000 منصب عمل .‏
‏2 - إلحاق موبيل بإيكسون سيتسبب في حذف 9000 منصب عمل.‏
‏3- مشروع شراء بانكرز تروست من قبل الدوتش بانك سيتسبب في حذف 5500 منصب عمل.‏
‏4 - تعلن شركة ستي كروب عن حذف 10400 منصب ، أي 6 بالمائة من إجمالي عدد عمالها.‏
‏5 - تكساكو، كونوكو، شيل و شفرون ، برتيش بترولم و أموكو تتنبأ بتسريح 6000 عامل مباشرة بعد ‏اندماجها.‏
كل هذه التسريحات تمت أو ستتم بطريقة عادية باسم (إعادة البناء) أو (عقلنة التسيير).‏
هذه العمليات تظهر لنا أن الإنتاج نفسه أصبح ثانويا ومتجاوزا وأن الأمر أصبح يتعلق بإدماج شركات أو ‏مجموعات في مجموعة أضخم. كل هذه التضحيات التي تتم باسم التنافسية تصب في اتجاه شراء مقاولات لدمجها ‏في مجموعات أقوى. عن هذا الاندماج تنتج أرباح شخصية ستمول بدورها شراء مقاولات جديدة لدمجها من ‏جديد في مجموعات أكبر، وهكذا دواليك. وللعلم، فإن هذه الظاهرة الجديدة آخذة في الاتساع. إنها لا تمثل فقط ‏تهديدا بالإقصاء، بل هي تمثل مرحلة جديدة في عقد الليبرالية المتوحشة. إنه عهد آخر يشخص الطفرات التي ‏تعرفها الحضارة المعاصرة، إنها تعمل على تعزيز وتقوية هذا النظام رغما عن أنف المنتخبين الذين لا يتوفرون ‏سوى على دور ثانوي.‏
هذه الاهتزازات في توزيع الثروات لا تخضع لبعض الدول التي تتوفر على حق فيتو ضعيف، بحيث لا تستطيع ‏فعل شيء يذكر سوى تسهيل خلق أقطاب رأسمالية قوية أو لنقل قطب رأسمالي وحيد (يتمثل في الولايات المتحدة ‏الأمريكية). ويمكن هذا التجمع من السيطرة على العالم عبر نادي ليبرالي قوي يتشكل ذاتيا يوما بعد يوم. إن هذا ‏النظام الجديد يتأسس على صرح منظمات كبيرة خلقتها هذه القوة الاقتصادية ذاتها، منظمات لا تختلف مع ‏الليبرالية المتوحشة وتعمل على تطبيق إرادتها. نذكر من بين هذه المنظمات صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، ‏المنظمة الدولية للتطوير، والمنظمة العالمية للتجارة. هذه المنظمات لا تعتمد البتة الأسس الديمقراطية ، شأنها في ‏ذلك شان المجلس الأوربي في بروكسيل. أعضاؤها لا ينتخبون كلهم. لماذا ينتخبون؟ فهم لا يسيرون شؤون ‏العالم، بل يسيرون شؤون عالم الأعمال الذي يعينهم بطريقة أو بأخرى. كما تعمل هذه المنظمات على ترويج ‏وتطبيق ديكتات نظام الليبرالية الفائقة الذي يمسك بزمام الحكم الحقيقية. أما المسؤولون السياسيون في الدول فهم ‏تحت سيطرة إيديولوجيا مهيمنة: إنه انتقال فعلي من الديمقراطية المزعومة إلى الديكتاتورية. ‏
وبالإضافة إلى أغلبية السياسيين، كل هذه المنظمات، الحكومية والغير الحكومية، تعمل على الحفاظ، بوعي أو ‏بغير وعي، على عدم التوازن هذا، في حين أن مسؤوليتهم الرسمية هي السهر على توازن العالم عبر توزيع ‏عادل للثروات. إنه استغلال للشعوب ولبعض الدول الفقيرة تحت غطاء اسمه الإنسانية. و ليس غريبا أن نرى ‏صندوق النقد الدولي يفرض فلسفته السياسية ويملي توجيهاته، بل و يتدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول ‏التي تعجز عن تسديد مديونياتها. إنه استعمار جديد وفرض للحماية من قبل أغنياء العالم على الدول الفقيرة. ‏
ماذا ينتج عن كل هذا؟ إنها هيمنة نموذج وحيد على جميع الشعوب: تقليص كل محددات المجتمع لتعويضها ‏بالمردودية لصالح المقرضين، اتباع سياسة التقشف، التخلي عن كل طموح شعبي، اقتصاد في الأجور، تقليص ‏البنيات التحتية الاجتماعية ...إلخ. حان الوقت كي يثور المنتخبون ضد هذه الديكتاتورية الغريبة، فرغم لعبة ‏الديمقراطية، نجد الحكومات تسلك نفس الطريق و نفس المنطق الذي يدافع عن مصالح نفس الأشخاص. لا يرتبط ‏ذلك بما يسمونه العولمة، بل إنه يرتبط بإيديولوجية الاقتصاد الحر .‏
لا يمكننا اليوم أن نحلل السياسة والاقتصاد إلا بإبعادهما عن هذه المصالح [...]، فعلى الرأي العام أن يلعب ‏دورا هاما في إطار ديمقراطي، على الحكومات والبرلمانيين أن يرفضوا الخضوع لهذا النظام [...]. هذا الدور ‏الذي يجب أن يلعبه الرأي العام يعد مهما جدا، فهو يمثل مقاومة كونية لهذا الرعب الاقتصادي. لنذ كر مثلا أيام ‏سيتل في نهاية سنة 1999 بالولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت حجز عثرة أمام انعقاد اجتماع وزاري لمنظمة ‏التجارة العالمية [...]‎‎‎‎‎.‏


‏------------------------‏
ملحق:‏
‏-------‏
فيفيان فورستير‎( VIVIANE FORRESTER )‎‏ روائية في الأصل، كاتبة وناقدة في صحيفة لوموند ‏الفرنسية وعضوة في لجنة تحكيم جائزة فيمينا ‏‎( Prix Fémina )‎‏. أصدرت عدة كتب أدبية منذ سنة 1970: (فان ‏غوغ أو الدفن في حقول القمح)، (عنف الصمت) ، (هذا المساء، بعد الحرب)، (عين الليل)، (أيادي)...إلخ. لكنها ‏قررت سنة 1996 مساءلة الأفكار الاقتصادية والتوجهات السياسية بكتابها الذي حاز شهرة واسعة : (الرعب ‏الاقتصادي). كتاب حصل في نفس السنة على جائزة ميديسيس ‏‎( Prix Médicis )‎‏ وترجم بعد ذلك إلى 24 لغة.‏‎ ‎في شهر فبراير سنة 2000، يصدر لفوريستر كتاب آخر ينتقد الليبرالية في شكلها المعاصر تحت عنوان: ‏‏(ديكتاتورية غريبة). ‏
تقول فوريستير: إننا نعيش اليوم تحت سيطرة ما يسمى بالعولمة ونرزح تحت ثقل نظام سياسي كوني وأحادي ‏التوجه. هذا النظام يتخفى تحت غطاء الليبرالية المتوحشة التي تتحكم في العولمة وتستغلها لصالح عدد محدود ‏وضد مصالح الفئات الشعبية الواسعة. تنتقد فوريستر في هذا الكتاب الفكرة القائلة بأن الاقتصاد يهيمن على ‏السياسة، و تبين أن هذه السياسة المهيمنة والأحادية التوجه تخرب اليوم الاقتصاد لصالح المضاربة، لصالح الربح ‏الذي أصبح متعارضا مع توفير الشغل، مع كل ما يتعلق بالمجال الاجتماعي (الصحة، التربية والتعليم... الخ)، بل ‏ضد كل ما يرتبط بالحضارة الإنسانية. ترد فيفيان فورستير على الدعاية الغربية التي تروج خطأ بأن البطالة تكاد ‏تنعدم في الولايات المتحدة الأمريكية فتقول : (نعم لقد تقلصت البطالة مقابل ارتفاع عدد الفقراء، حتى وإن كانوا ‏يتوفرون على شغل. إنهم في الحقيقة يمولون بطالتهم وفقرهم). إنها دعوة لمقاومة هذه الديكتاتورية الغريبة التي ‏تقصي عددا كبيرا من الاستفادة من التقدم الذي حققته الإنسانية. نعم يمكن مقاومتها لأنها تحافظ رغم ذلك على ‏تمظهراتها الديمقراطية: إنه في آن واحد الفخ والأمل المنشود.‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة. ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة ...
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبيرالية المتوحشة ...
- هل سيحكم النساء العالم بعد أن فشل الرجال؟ سيكولين رويال تفوز ...
- المغرب: أحزاب سياسية مريضة يسيرها زعماء لا ديمقراطيون
- المغرب الكبير: بين تغييب البعد الأمازيغي واللعب على وتر العد ...
- الأحزاب المغربية لا ترشح للانتخابات سوى مرتزقين وانتهازيين ج ...
- الأمريكيون يحاسبون رئيسهم بوش عن سياساته الرعناء - إقالة وزي ...
- اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏
- المغرب (العربي) الكبير مؤجل إلى حين: السعي وراء زعامات فارغة ...
- المغرب خلال عشر سنوات الأخيرة: تعددية حزبية مفبركة وحكومة تن ...
- حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي: انفتاح على فعاليات وطنية بديل ...
- المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المس ...
- في الكتابة وعشق الكلام المرصع
- الثماني المباركون في القاهرة يتآمرون على الرباعي المنبوذ بحض ...
- عروبة مفقودة


المزيد.....




- ليس الإكثار فقط.. مخاطر صحية قد تنتج عن خفض استهلاك الملح بش ...
- التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك
- دراسة تكشف العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وأمراض القلب
- مفاوضون أمريكيون في موسكو وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف ...
- مصادر دبلوماسية للجزيرة: مجلس الأمن يقر مشروع بيان يندد بالع ...
- شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
- جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع ...
- زاخاروفا: تصريحات بودولياك حول موقف روسيا في الاتفاق مع الول ...
- حريق بطائرة تابعة لأميركان إيرلاينز بمطار دنفر
- انقسام في مجموعة السبع حول البيان الختامي


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبداللطيف هسوف - ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة... 8 من 8‏