أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - ثقافة الكراهية واللاشعور الكوني














المزيد.....


ثقافة الكراهية واللاشعور الكوني


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 7874 - 2024 / 2 / 1 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثقافة الكراهية واللاشعور الكوني!

منذ بداية التأريخ كان الميدان الأكبر المحتدم بالصراعات والحروب والغزوات على مستوى العالم بأسره، هو الشرق الأوسط، أظن، وظني هنا ليس عرضياً، بقدر ماهو ناتج من شكوكي الشِّبه علمية المنطلقة من تصور مؤسّس على توجُّه تحليلنفساني، وهو اننا لا يجب علينا أن نكتفي بلاشعورنا الفردي وحتى الجمعي لتفسير الظواهر المعمّرة التي تلاحقنا كالظل في يقظتنا والكوابيس في منامنا، بل ربما تتوسع دائرة الخافية في كثير من الأحيان لتضم الإنسانية كتأريخ بشري، على إختلاف انتماءاتها وهوياتها العرقية والدينية والمذهبية، بمعنى الذهاب الى ماوراء اليونغية(كارل يونغ) والدخول الى غياهب الذاكرة الكونية إن صح التعبير. شرقُ أوسطٍ تأسست عليه الأديان الإبراهيمية(اليهودية والمسيحية والاسلام)، ولا أعرف سرّ هذه الحكمة؟ هل هو مصادفة؟ أم للمناخ والتضاريس والجغرافية دور مثلما يفسره التطوريون الداريونيون وفق نظريتهم(الانتخاب الطبيعي) في انبات هذا الواقع الجيوديني المتحوَّل في النهاية الى ماورائيات، وتسببت في الاخلال بالتوازن النفسي للأفراد وجَعَلَهُم كائنات أكثر قلقة من على سطح المعمورة؟.
دخلت هذه الأديان في دوامة مستمرة من الحروب والإقتتال فيما بينها مقتنعين في أعماق إيمانهم بحيازة كل منهم دون الأخرى الحقيقة المطلقة والنهائية سواء لوجوده كدين، أو لإعتقاده بالمنظومة القيمية المتفردة بها.
دخلت هذه العداوات المطعمة بهذه الأطر المعتقدية، تقاليد الحياةِ لمعتنقيها، وتنمذجت في أيقونات مقدسة يُقتدى بها ويُقلّد، وكذلك في أساليب الحياة العامة التي تحولت بعدئذ الى ثقافات واسعة ممثلة عن كل اطار معتقدي، حيث تدعم بقاء وتقوية الاسلوب على حساب الأساليب الأخرى المنبعثة من الديانتين الأخريين. انغرست مفاهيم وأفهومات كل ثقافة في البنيان التأريخي لكل إطار مرجعي، الى أن جعل من كل فرد مؤمنٍ أو أي فرد منتمٍ كياناً ممثلاً للإمتداد التأريخي الى الجذور ومن الجذور الى الراهن المعاش.
عُقَد تأريخية عويصة هي الصراعات الدامية اللامتناهية بين المقدسات الثلاثة، لم يجرؤ أحدٌ، أو تمكن جهةٌ، الى الآن الاقتراب من تقديم طروحات لحياة جديدة مشتركة تبدأ بغرس بذور الوئام بدل ثقافة الكراهية والاقصائية. أصبح اللاتوازن الديني والمذهبي في الشرق الأوسط حالة مستمدة من الخبرات اللاشعورية التي ارتواها أساساً قداسة الصراعات والحروب الدائمة المبنية على نداءات الآلهات الثلاثة لأحقية رسائلهم كل واحد منهم دون الآخر. وتقولبت عقائد الإلغاء والإقصاء منذ ظهور الايديولوجيات الحديثة كالقومية والإشتراكية والمسميات الأخرى في الأحزاب ذات الهيكلية المتمدنة والأوطان الوليدة في أرحام التنوير والحداثة.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد الرقمي وإستحالة الفردية!
- عقود مع الشياطين
- ثلاثية(الهوية،الانتماء،المسؤولية)
- آراء ساذجة تسآل!
- الاسهال الفكري!
- مدين لك
- من المماثلة الى الإختيار
- اوديب ملكاً الى الابد!
- متلازمة الانحطاط!
- موجود لا رأس له!
- الأمن الفكري والإيجابية الدائمة
- قصر النظر الميتامعرفي!
- نهاية الشخصية السياسية!
- رواية حاكم….حفريات ادبية في اغوار التأريخ
- ثقافة للبيع!
- عنصرية النص، تعليق للخيال الضيق….اليف شافاك نموذجا
- الجرٲة النفسية كشرط وجودي لحفظ الذات
- الانتماء الفطري والانتماء الحداثوي
- التلوث الذهني والذاكرة الموَسوِسة
- الصدمات والثقافةالنفسية


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - ثقافة الكراهية واللاشعور الكوني