الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الى صحيفة المانيفستو الإيطالية: نعمل من أجل تحقيق مشروعنا الوطني.... وأمامنا عمل الكثير لتحقيق ذلك

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 524 - 2003 / 6 / 25 - 17:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

 
 
نص المقابلة الصحفية التي أجرتها الصحفية الإيطالية جيوليانا زكرينا مع الرفيق سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى ونشرتها صحيفة المانيفستو الواسعة الإنتشار في إيطاليا وذلك في السادس من شهر حزيران الجاري.
 
العراق يعيش وضعا هو أي شي ولكن ليس هو السلام. الذي حصل ليلةالبارحة (اليوم الخامس من حزيران) في الفلوجة كان حربا حقيقية. الأمريكان يعمدون الى التقليل من شأن ذلك، يتحدثون عن وفاة جندي أميركي ولكن حسب المواطنين الساكنين فالقتلى من الجنود الأميركيون هم خمسة. الفلوجة هي حقيقة تمثل مخزنا للبارود على أبواب بغداد التي كانت البارحة على العكس تعيش وضعا هادئا بالظاهر. في ساحة الأندلس وجدت رفيقا قديما يوزع جريدة طريق الشعب صحيفة الحزب الشيوعي العراقي الأولى التي ظهرت الى العلن مباشرة بعد سقوط صدام. وقريبا من هناك يوجد المقر الرئيسي للحزب الشيوعي العراقي. بيانات, نداءات, رفاق يغادرون وأخرون يدخلون. فبعد سنوات من العمل السري الشيوعيون يشهرون وجوههم بدون خوف من القتل.
 الصحيفة( طريق الشعب) نشرت قائمة بأسماء أعضاء للحزب وكوادر منه جرى تصفيتها من قبل نظام صدام, أنهم 167 اسما," ولكننا لدينا قوائم أخرى ونحن بصدد نشرها". يقول السكرتير العام للحزب حميد مجيد موسى, عندما استقبلنا في مكتبه, له من العمر ستون عاما من مواليد مدينة بابل, وعاش لسنوات طويلة في كردستان,حيث يعمل الحزب بشكل شرعي.
 
* " ألآن تستطيعون العمل تحت ضوء الشمس ولكن البلاد تحت الإحتلال, كيف تشعرون مع ذلك؟", نسأل حميد مجيد موسى.
-" القسم الأعظم من العراقيين سعداء لنهاية نظام صدام, ولكنهم ليسوا مسرورين للوضع_ يجيبنا_لأن هذا التغيير جاء مع الإحتلال, وليس بشكل سلمي. كحزب كنا نأمل بأن يتحقق هذا التغيير بجهود العراقيين بدون حرب وبدون احتلال ولكن علينا الآن مواجهة الحال متحملين مرة أخرى مسؤولية حريتنا. الآن نستطيع العمل بشكل علني لنمكن شعبنا من التغلب على الخوف وينغمر في العمل السياسي ويأخذ تماما بيده تقرير مستقبل البلاد. هذه المرحلة استثنائية, حالة كارثة وطنية: فلم يسقط فقط النظام ولكن أيضا الدولة بكل مؤسساتها. فقدان الحكم يؤدي الى اعطاء سلطات كبيرة الى المحتلين. قوة في مجال المؤسسات ولكن ليس على مستوى المناطق الشعبية وفي الأرياف, في المناطق الفقيرةمن البلاد, السلطة في هذه المناطق هي بيد سلطات محلية دينية أو تدار من قبل رؤساء العشائر. الشى المفقود حاليا سلطة واقعية وطنية. كعراقيين علينا أن نجد حلا لهذه الفوضى منطلقين من بناء حكومتنا تأكيد حقوقنا. حكومة واقعية وليس تلك التي أشير اليها في قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة مؤخرا الذي يعطي سلطات كاملة للمحتلين وللعراقيين دورا استشاريا. يجب أن تكون حكومة مدعومة من الشعب ومعترف بها من قبل الأميركان, الذي يتوجب عليهم تقديم المساعدة: لقد دمروا البلاد والآن عليهم المساعدة في اعادة بناءه وفقا لمعاهدة جنيف وتحت اشراف ورقابة الأمم المتحدة".
 
* يبدو أن الأمريكان لايفكرون بالمغادرة. هل أنتم متأكدون من أنكم تستطيعون اطلاق هذا التحول تحت احتلال الولايات المتحدةالأميركية؟
-أنا لاأتحدث عن مايفكرون هم به أنا أفكر بأنهم لم يأتوا لأجل العراقيين ولكن على أساس خيار ستراتيجي يتلاءم مع هدفهم ورغبتهم في السيطرة على العالم. أنا أتحدث عن ما يريده العراقيون: حكومة واسعة تنبثق عن مؤتمر وطني الذي يجب أن يتمثل فيه كل أطياف المجتمع العراقي والأحزاب السياسية العراقية التي ناضلت ضد الدكتاتورية والطغيان. الآن نحن بصدد تشكيل جبهة لقوى سياسية تمتلك مواقف مشتركة بشأن تشكيل الحكومة. الإتفاق يتعلق ب: أزالة كل ماتبقى من النظام الدكتاتوري, العمل من أجل اعادة بناء المؤسسات العراقية  وكل البلاد بعد الدمار الذي حل بسبب الحرب, العمل على صياغة قوانين جديدة والتهيئة لانتخابات حرة برعاية الأمم المتحدة لتأكيد شكل الحكومة التي يتوجب أن تكون مؤقتة لمدة عام. والتحضير لدستور جديد واجراء استفتاء شعبي عليه, وثم اجراء مفاوضات بشأن وجود القوى الأجنبية ومغادرتهم من البلاد.بهذا السبيل يمكن للبلاد أن تعود الى الحياة الحقيقية.
 
* ماهي الأحزاب التي تتفق مع هذا البرنامج؟
-الحزب الديمقراطي الكردستاني( البارزاني), الاتحاد الوطني الكردستاني( الطالباني), المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق(الحكيم), الباججي ( تجمع الديمقراطيين المستقلين), حزب الدعوة، الحركة الإشتراكية العربية, الحزب الإسلامي العراقي( محسن عبد الحميد), الحركة الديمقراطية الآشورية( مسيحيون), الحزب الشيوعي العراقي وغيرهم من التنظيمات والشخصيات الوطنية. كلنا متفقون على هذا البرنامج ولكن ليس على شكل الحكومة.
 
* ولكن الأميركان لديهم خطة أخرى, وهي تشكيل حكومة من الأجانب الحاضرين ضمن قوات الإحتلال.
- نعرف جيدا أن الأميركان يريدون حكومة تنسجم مع مصالحهم. القرار 1483 للأمم المتحدة بالنهاية هو مشروع أميركي_بريطاني الذي يقيم سلطة الإحتلال بينما يشير القرار الى دور استشاري للعراقيين. المشروعيين العراقي والأميركي يشكلان مشروعين بديلين. وإن أرادت الولايات المتحدة استقرار البلاد فعليها أن تقبل بحلنــا.
 
* وإذا لم يوافقوا, لطرد الأميركيين ستكونون مستعدين للقتال؟
-الآن نتصرف في وضع شرعي وسلمي. برنامجنا مدعوم من قبل الشعب, وهذا هو الطريق للإستقرار والحرية لبلادنا. الأميركان يمتلكون السلطة ولكنهم لايمتلكون الحل. جميع الأحزاب العراقية رفضت قرار مجلس الأمن, علينا العمل لتغيير الوضع أيضا على صعيد الأمم المتحدة. في الولايات المتحدة كثيرون هم ضد الإحتلال, البلدان العربية تفضل حكومة عراقية.
بعض البلدان الأوربية الذين كانوا ضد الحرب وقبلوا قرار الأمم المتحدة هم مستعدون لدعم حكومة وطنية.
 
*  في كل يوم تحدث هجومات ضد المحتلين الأميركان, مع ضحايا. هل هنالك مقاومة منظمة؟
- لاتوجد مقاومة مسلحة منظمة, انها أعمال فردية والصدامات تحدث دائما لنفس الأسباب. وهذا لايعني أن العراقيين يقبلون الإحتلال: البعض يرد على العنجهية التي يظهرها الأميركان الذين لايحترمون التقاليد. في بعض المرات يقال بأن هذه الصدامات تثار من قبل أنصار النظام السابق, ولكن في منطقة هيت حدث أن بعض عناصر النظام دعموا القوات الأميركية. إننا نحذر الأميركان من أنه إذا استمر الإحتلال, فحينها ستكون المقاومة.
 
* من الذين استفادوا أكثر من الوضع, الدينيون, وقبل كل شئ الشيعة. هل هنالك خطر تشكيل دولة اسلامية؟
-الشيعة في العراق يشكلون 60% ولكنهم ليسوا كلهم ضمن الاحزاب الاسلامية. وأيضا في داخل الأحزاب الدينية هنالك المتطرفون والمعتدلون. بعض الأحزاب الشيعية وأيضا تلك السنية يريدون حكومة اسلامية, ولكنهم مختلفون في كيفية تحقيق ذلك ومتى: هنالك من يفكر بأن الطريق الى تحقيق ذلك هي النتخابات وهنالك من يرى أنه يجب فرض ذلك بالقوة.
 
* ماهو مدى التأثير الإيراني؟
- بعض الأحزاب الدينية لديها علاقات روحية, أيديولوجية وسياسية مع ايران ولكن جميعهم يجب عليهم ألأخذ بنظر الإعتبار ارادة الشعب العراقي.
 
* بعد أن عملتم بشكل سري, كيف تعملون الآن على اعادة بناء الحزب؟
في كردستان استطعنا أن نعمل علنا, ولكن في باقي أجزاء الوطن كانت هنالك مخاطر كثيرة, كانت الحياة موضوعة على حافات الخطر. في كل الأحوال لقد بقينا دائما حزبا في الداخل. منذ اللحظة التي افتتحنا فيها هذا المقر يأتي الينا من كل أنحاء العراق الشباب والكبار في السن العمال, الفلاحون, المفكرون والمثقفون, الأكراد, من الشيعة والسنة, الآثوريون. اننا حزبا ديمقراطيا وعلمانيا. وينتظرنا عمل كبير وكثير.
                                         
                                                                                    ترجمها عن الإيطالية
                                                                                    عبد اللطيف السعدي

 

#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات