عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 23:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لن نستشهد في سطورنا التالية بغير التوراة مرجعاً، لتأكيد ما ذهبنا إليه في العنوان. في الإصحاح 11 في سفر صموئيل الثاني نقرأ بالحرف:"وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على بيت الملك(لا يعترفون بداود نبياً بل ملكاً) فرأى من السطح إمرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جداً. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحدٌ: أليست هذه بَشْبَبَع بنت أليعام إمرأة أوريا الحثي. فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها". المرأة التي اضطجع معها داود واغتصبها، هي زوجة أحد جنوده واسمه أوريا. لاحقاً، أرسلت المرأة الى داود من يخبره بأنها حامل، فيبدأ "الملك داود" التفكير باقتراف جريمة ثانية لا تقل بشاعة عن جريمة الاغتصاب. بداية، حاول طمس الجريمة الاولى، والتستر على الجنين الذي في أحشاء المغتصبة. فما كان منه إلا أن أرسل إلى رئيس الجيش يؤاب بأن يرسل إليه أوريا الحثي، الجندي المحارب في جيشه، وزوج المرأة المغتصبة. فقال له على عهدة التوراة:"انزل الى بيتك واغسل رجليك...". المقصود أن يذهب الجندي إلى بيته وينام مع زوجته، لينسب الجنين الذي في أحشائها الى زوجها الفعلي. لكن أوريا المخدوع لم يذهب إلى بيته، بل نام على باب بيت الملك مع عبيده، كما تقول التوراة. قوبل تفاني الجندي بقرار "مليكه" بالتخلص منه، فأمره أن يحمل كتاباً بيده إلى قائد الجيش يؤاب، ولم يكن يدري أنه يحمل قرار موته. تقول التوراة في الاصحاح ذاته أن داود كتب لقائد جيشه:"اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيُضرب ويموت". وهكذا تخلص داود من أوريا، وبعد ذلك ضم زوجته التي كان قد اغتصبها إلى بيته وصارت إمرأته. أما مولود الزنى، الذي وضعته المرأة فكان سليمان بن داود، الذي لا يعترف اليهود به هو الآخر نبياً، بل ملكاً أيضاً. سليمان هذا، ارتبط به الهيكل المزعوم "هيكل سليمان". ومع أن مراجع ودراسات تاريخية رصينة، بعضها اسرائيلي بالمناسبة، تنفي وجود الهيكل في فلسطين، إلا أن توراتهم تتكفل بمسخه (الهيكل) إلى درجة تؤكد انحراف عقل من يؤمن بهذه الخرافة وشذوذ نفسيته. بحسب الاصحاح السادس في سفر الملوك الأول، بدأ بناء الهيكل في السنة الرابعة لِمُلْك سليمان، وأن طوله كان ستين ذراعاً وعرضه عشرين وسُمكه ثلاثين. أما الإصحاح السابع في السفر التوراتي ذاته، فيؤكد ما هو أهم من المقاييس. فالهيكل، وفق ما نقرأ في هذا الإصحاح، بناه الفينيقيون، ونقلوا الأخشاب المستخدمة في بنائه من جبال لبنان إلى يافا ومنها إلى "أورشليم" !!!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟