أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - متى تلدغ طهران نفسها؟














المزيد.....

متى تلدغ طهران نفسها؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما فاجأت حركة حماس العالم بهجومها المباغت على إسرائيل بعملية سمتها الحركة آنئذٍ "طوفان الأقصى"، رحب الايرانيون على اختلاف المستويات القيادية بالخطوة الجبارة لحماس، وسمى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، وقتئذٍ عملية حركة حماس بـ "الزلزال المدمر" لإسرائيل، ومن فيض الفرح بالذي أقدمت عليه حركة حماس، قال خامنئي "نحن نقبِّل أيادي أولئك الذين خططوا للهجوم"، حيث أن النشوة بالعملية المباغتة للحركة دفعت قادة طهران للتصور بأن العملية قد قصمت ظهر إسرائيل ولن تقوم لها قائمة بعد تلك العملية التاريخية، ولكن عندما رأت طهران أن العملية لم تؤثر على العمود الفقري لإسرائيل، ولا تسببت ببتر الأجزاء المهمة من هيكل تلك الدولة، خمد الإندفاع والحماس الإيراني وسارعت طهران عندها إلى نفي تورط إيران في الهجوم الحماسي على إسرائيل.
ويوم استفاقت إسرائيل من هول الصدمة، واستعادت المبادرة، وشنت غاراتٍ جوية كثيفة على القطاع، وتوغلت برياً في غزة التي كانت تدّعي إيران مساندتها وتدعو لها بالنصر المبين ليل نهار، لم تحرك طهران أي ساكن تجاه إسرائيل، إنما اكتفت بالفرجة على ما يجري للفلسطينيين في غزة وأمعنت طهران في كظم غيظها فحسب، بالرغم من أنها كانت وراء العملية حسب الشخصيات البارزة في أمريكا، حيث أن الدبلوماسي الأمريكي جون بولتون صرح قائلاً: "حماس لم تفكر فجأة وبين عشية وضحاها في مهاجمة إسرائيل، لكن هذا الهجوم تم إدارته منذ فترة طويلة وكان جزءاً من خطة النظام الإيراني"، وطالب بولتون استهداف الدفاعات الجوية لـ: النظام الإيراني بشكل مباشر، وتحديداً مقرات فيلق القدس، رأس حربتها، واعتبر بولتون أن هجمات التحالف الذي تقوده واشنطن في البحر الأحمر ضد ميليشيات الحوثي لا يعتبر تهديداً كبيراً للنظام الإيراني؛ في إشارةٍ إلى ضرورة أن تتجه الضربات للرأس في طهران وليس للأطراف في اليمن أو العراق أو سورية.
وبما أن طهران عاجزة عن الوقوف بشكل مباشر وحقيقي إلى جانب حماس وقت اللزوم بوجه إسرائيل، ولا استطاعت إيران حتى خدش بثرة من جسد إسرائيل طوال حربها على غزة للتخفيف عن الحركة أو أهل غزة بوجه عام، وحتى قبلها لم تجرؤ على الاقتراب من نعل إسرائيل التي قال وزير اقتصادها يوماً في حوارٍ لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية نير بركات إن إسرائيل ستقطع "رأس الأفعى" في إشارة إلى نظام الملالي، لهذا وذاك فمن قهرها وغضبها فإن طهران بدلاً من محاربة إسرائيل وعبر أذرعها المنتشرة في الدول الإقليمية راحت تستهدف الحلقات الضعيفة في دول الجوار ممن لا قدرة عسكرية لهم على تهديد طهران أو الهجوم عليها باستثناء باكستان التي ردت الصاع صاعين.
وعلى ذكر الأفعى التي تحدث عنها الوزير الإسرائيلي، ثمة تكهنات تقول إن استمرار التخبط الإيراني الذي يشبه وضع الغائص في الوحل فيزداد تزحلقاً نحو الأسفل كلما حرك أطرافه بشكلٍ عشوائي، وحيث أن عدم قدرتها على مواجهة الدول القوية ومن ثم ردات فعلها القميئة متمثلة بالاعتداءات المتكررة وغير المبررة على الجيران الذين هم عبارة عن منفذ ومتنفس لها، فليس من المستغرب أن يأتي يوم على طهران وتلدغ فيه من التخطبط ذاتها معتقدةً بأنها تستهدف أعداءها، وذلك لأن الذي يتصرف في ساعات الغضب بكامل الحقد والعماء السياسي والعسكري من السهولة بمكان أن ينزلق في ساعات فقدان التوازن إلى الحفرة التي حفرها طويلاً لأعدائه المفترضين، وطهران التي تصب جام حقدها من حين لآخر فيمن هم أضعف منها، ولا جرأة لها البتة على مهاجمة من هم أقوى منها ومن يستهدفون ذيولها المنتشرة في أكثر من مكان في دول الشرق الأوسط، ليس بعيد عنها في أن يصل حالها يوماً في لحظات الطيش والهيجان إلى حالة الأفعى التي استهدفت ذاتها نتيجة جنونها وغضبها الأخرق، فالتضاد القولي والسلوكي والتناقض المستمر بين رغبات طهران العدوانية المكبوتة وممارساتها الجنونية على أرض الواقع تذكرنا بقصة الأفعى ومنشار النجار، "إذ يحكى عن ثعبانٍ أنه دخل ورشة نجار بعد أن غادرها النجار، وكان من عادة النجار أن يترك بعض أدواته كما هي فوق الطاولة ومن ضمنها المنشار، وبينما كان الأفعى يتجول هنا وهناك في الورشة؛ مر جسمه من فوق المنشار مما أدى إلى جرحه جرحاً بسيطاً، ارتبك الثعبان وكردة فعل قام بعض المنشار محاولاً لدغه مما أدى إلى سيلان الدم حول فمه، لم يكن يدرك الثعبان ما يحصل، واعتقد أن المنشار يهاجمه، وحين رأى نفسه ميتاً لا محالة؛ قرر أن يقوم بردة فعل أخيرة قوية ورادعة، فالتف حينها بكامل جسمه حول المنشار محاولاً عصره وخنقه، وعندما استيقظ النجار في الصباح ودخل الورشة رأى المنشار وبجانبه ثعبان ميت بسبب طيشه وغضبه الأهوج".



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غطرسة الوضيع
- حرية قمع الآخرين
- شناعة المُندَلق
- أسطوانة البديل المفترض
- عندما يُخنقك مدّعي إنقاذك
- لماذا لم تفر مثلنا؟
- أيقطع القطبُ صلته بالأقطاب؟
- الاستعراض الخالي من النباهة
- إنزال الآخر من أجل الاِرتفاع
- التشييد وسط الركام
- تبعات المؤاخذة
- بين من تحبون ومن تكرهونهم
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن
- اسطنبول وتناقض الهواجس
- بين إرجاع الحقوق لأصحابها وحرمانهم منها
- نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد
- عواقب كشف الأوراق
- براءة السلطات من ممارسات مواطنيها
- الرقص على جراح الآخرين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - متى تلدغ طهران نفسها؟