ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1747 - 2006 / 11 / 27 - 10:30
المحور:
حقوق الانسان
نوف الصغيرة ...تكتب عن الفقد ...ذاك الأحساس الذي يسرع لديها السنوات فتصبح كمن شابت قهرا و حسرة و خوفا من ان يختفي الجميع على غفلة من الوقت ....نوف التي تعودت على منظر الجثث الملقاة في كومة الأزبال التي عند باب مدرستها ...نوف التي فجعت بأصابة صديقتها برصاصة في جبينها ..نوف ترى و تسمع و تخاف ..
كلنا مررنا و ما زلنا نمر بأزمات مثل هذه خصوصا بعد ان فقدنا الأرض التي كانت تحتوينا .....كنا نحلم ان نعيش ويعيش اولادنا عليها و ان ندفن فيها ..فقدنا الوطن ولم يبق شبر في هذا الكون يمكن ان نسميه وطن ..فقدنا ونفقد كل يوم قريب او صديق ..يأخذه السفر او تأخذه الرصاصات ..او ربما يحظى بأنفجار مفخخة ..تنثر الأشلاء ..كل هذا يحدث تحت ظل حكومات العصابات و المافيات ..حكومات اللصوصية..و ربما كان هذا التشبيه سبة للصوص.
حكومات تحتمي بمليشيات القتل و الخطف و التخريب وووو...و كل ما يقال بحقها هو اقل من القليل ...حكومات ..وجودها مصدر احساسنا بالفقد ..بل هي سبب الفقد الفعلي ..و سبب اختفاء الأشياء... من بشر و اموال و امان و احلام ....و اوطان ....ها هو شتات العراق يملأ العالم و صار العراقي الذي كان يوما مدللا مرفها ..مكرما محترما في اي بقعة يذهب اليها سائحا ..ها هو اليوم ذليل مفلس يستجدي العمل و يستجدي عطف البلدان لتأويه ..يبحث بالمجهر عن هجرات تأخذه بعيدا عن تلك الأرض و تعده باللاعودة ..لأن الأرض قد سرقت ..و بيعت ..و السعر قد دخل في ارصدة تجار الوطن ..
صار العراق في ظل تلك العصابات من القتلة الذين يأتمرون بتوجيهات العمائم القذرة التي تجيشهم و تدفعهم لخراب أوسع و قتل أبشع و سرقة أكبر..عمائم الله التي توقع كل يوم قرارات القتل و التشريد و غلق البيوت و تجويع البشر ...عمائم فوق رأس القانون و الدولة ..عمائم تدوس العلم و المنطق و الرحمة و المحبة و لا تبقي لنا غير التهديد و الوعيد ..غير الخطف و التعذيب و القتل ..غير النيل من كل ذكرى جميلة او هيئة لأنسان طبيعي ..او عقل يمكن ان يفكر و يقرر ...
الا ترون ما حصل لأسطورة صدام ..الم تصدقوا بعد ان يوما ما سيأتي مهما تأخر ..و ستتكرر الصورة و ستعاد القصة نراكم.. او يراكم اولادنا في الأقفاص تدفعون الثمن ...و عندها سيكون الثمن أغلى و الدفع اقسى ..لكن ستدفعون و سيأتي ذلك اليوم الذي تسقط فيه كل العمائم و تدان فيه كل يد قتل او خطف ..كل حاكم ظلم و سرق و احتمى بعصابات الموت..
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟