أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - هل تؤثر قيم القضاة الشخصية على الاحكام القضائية؟ المحكمة العليا في اميركا انموذجاً














المزيد.....

هل تؤثر قيم القضاة الشخصية على الاحكام القضائية؟ المحكمة العليا في اميركا انموذجاً


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 14:21
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هل تؤثر قيم القضاة الشخصية على الاحكام القضائية؟
المحكمة العليا في اميركا انموذجاً
في احدى الدراسات التخصصية في القضاء الدستوري (رقابة دستورية القوانين دراسة مقارنة بين امريكا ومصر) للكاتب الدكتور هشام محمد فوزي وتم طبعها ونشرها عام 1999، يشير الباحث الى ان احكام القضاء الدستوري في امريكا تتأثر بعدة عوامل ومنها القيم الشخصية للقضاة، وينقل عن احد قضاة المحكمة العليا في اميركا "بنيامين كاردوز" حيث يقول (داخل كل قاضي نهر من الميول، سواء سميتها فلسفة ام لا، وهي تعطيه التماسك والاتجاه في التفكير والفعل، والقضاة لا يهربون من هذا التيار اكثر من أي شخص)، ويقول الباحث ان قيم القضاة الشخصية هي الأساس في تحديد الحكم الذي تصدره المحكمة، ومعنى القيم الشخصية هو إمكانيات القضاة الشخصية سواء العلمية او المهنية ومقدار الالتزام بالحياد والاستقامة والقدرة على الاستنباط، وهذا يعني ان القاضي يعتمد على اجتهاده وما يراه دون الالتفات الى أي جهة سواء كانت طرف في الخصومة وخارجها وانه يعبر عن قيمه وقناعاته ولا يلتفت الى السياسة واتجاهاتها ويبتعد عنها قدر الإمكان حتى لا يتلوث بها، لان عالم السياسة بمثابة السيرك بينما القضاء هو محراب القداسة، على وفق قول احد قضاة المحكمة العليا في أمريكا (هارولد بيرتون) عندما تم تعيينه في المحكمة العليا بعدما كان عضوا في الكونغرس الأمريكي، حيث قال عند جوابه لسؤال وجه اليه ما هو شعورك عندما انتقلت من العمل في الكونغرس الى العمل في المحكمة العليا فأجاب (انه نفس الإحساس الذي يشعر به المرء لما ينتقل من السيرك الى الدير) " نقلا عن الدكتور هشام محمد فوزي في كتابه أعلاه (ص263)"،
لكن يوضح الباحث أعلاه بان هذه القيم وان كانت شخصية يعبر عنها القضاة عند اصدار الاحكام القضائية، الا انها في بعض الأحيان لا تبتعد عن البيئة المحيطة بالقضاء، فيقول ان هذا العامل هو محدود جداً لان قضاة المحكمة العليا في أمريكا يتمتعون بالعضوية الدائمة، ولا يخشون العزل من أي جهة كانت، وهذا منحهم قوة الثبات على أفكارهم وقيمهم، على عكس السياسي الذي يخضع للمساءلة او العقوبة عند الترشح للانتخابات، فضلاً عن كون هذه المحكمة لا معقب على احكامها، لإنها باتة وملزمة للجميع،
وهذا الثبات النسبي لا يمنع من ظهور بعض القضاة على خلاف الفرض أعلاه، ويذكر الكاتب بان احد قضاة المحكمة العليا في أمريكا (هولمز) يقول بان (وظيفته ليس تحقيق العدالة وانما وظيفته ان يلعب اللعبة حسب قواعدها) " نقلا عن الدكتور هشام محمد فوزي في كتابه أعلاه (ص262)"،
وهذا الفرض بعدم التأثر له ما يثلمه، حيث تشير كثير من الدراسات الى ان المحكمة تخضع أحيانا لسلطة الرأي العام، ويذكر الباحث "هشام محمد فوزي" الى وقائع كثيرة منها قضية ((Gobitis عندما جعلت من مفهوم المواطنة اسمى من قيم الديانة، لان النعرة القومية وتهديد غزو هتلر لأمريكا والخوف السائد آنذاك دفعها الى مناصرة مفهوم المواطنة على حساب العقيدة، لكن بعد تبدد تلك المخاوف عاد القضاة ذاتهم الى تغليب قيم الدين على المواطنة، ويقول الباحث ان هذه العودة الى ما كان الحال عليه ناجم عن ميلهم نحو عقيدتهم الكاثوليكية، وتأثرهم بمذهبهم الديني، وهذا يدل على تأثر القضاة بالبيئة المحيطة عندما تعزف على وتر من أوتار المعتقد لدى القاضي، فيميل اليها عمدأ او دون عمد، تاثرأ بها باعتبارها من قيمه الشخصية التي تنعكس في قراءته للنص التشريعي او فهمه للوقائع.
ويختم الباحث بوجهة نظر محترمة فيقول ان قضاة المحكمة العليا في أمريكا الى درجة كبيرة هم احرار في اتباع الخطوط السياسية العامة التي يفضلونها، مما يؤدي الى ضرورة الاهتمام بعناية فائقة لاختيارهم، ومن مؤشرات تلك الاهمية قيام بعض الرؤساء الامريكان بتعيين القضاة ممن يتوافقون وافكارهم او أفكار احزابهم، ومن الأمثلة تغير اتجاه المحكمة العليا في امريكا من الاتجاه المتحرر الى الاتجاه المتحفظ بعد التعيينات التي اجراها نيكسون بعد فوزه بالانتخابات بنسبة ضئيلة عام 1968، فضلاً عن دور رئيس المحكمة الفعال في توجيه المحكمة نحو الاتجاهات التي يعتنقها " نقلا عن الدكتور هشام محمد فوزي في كتابه أعلاه (ص273)".
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى التشريع والتصدي القضائي قراءة في قرار محكمة التمييز الا ...
- هل يؤخذ الناخب بجريرة المرشح؟
- هل أسهمت هيئة النزاهة بتعزيز ثقة الشعب بالحكومة؟
- مركز التسوية والتحكيم الرياضي العراقي
- ما هو نطاق الدعوى الدستورية في قضاء المحكمة الاتحادية العليا ...
- الاجتهاد المتطور تجاه مسؤولية المتبوع عن اعمال تابعيه، تعليق ...
- الرق الوظيفي وشهوة السلطة
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- هل يجوز اصدار قرار التحكيم باسم الشعب
- ما مصير الاحكام التي تصدر من محكمة غير مختصة نوعياً؟ محكمة ا ...
- لا تصح خصومة الواقف في متعلقات الوقف، قراءة في اتجاهات القضا ...
- التحكيم الالكتروني ام التحكيم بالوسائل الالكترونية؟
- (لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠£ ...
- لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة ٤٠٥ عق ...
- ميراث أبناء المقر له بالنسب، تعليق على قرار محكمة التمييز ال ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العيا حول تفسير المادة (110) ...
- هل يجوز للمحكوم بعقوبة السجن ان يقيم دعوى الطعن بعدم الدستور ...
- هل اتباع الإجراءات القانونية السليمة تكفي لحماية الحقوق؟ (بي ...
- كيف يرفع التناقض الذي يحصل في قرار المحكمة الاتحادية العليا؟ ...


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - هل تؤثر قيم القضاة الشخصية على الاحكام القضائية؟ المحكمة العليا في اميركا انموذجاً