|
صاحب -الأرملة السوداء- الكاتب التونسي المتمرس محسن بن هنية يخرج عن المألوف..ويفتح بابا روائيا بجرأة غير مسبوقة،واحترافية تفوق جرأءة أعماله السابقة..!
محمد المحسن
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 13:00
المحور:
الادب والفن
-الرواية لا تدّعي العلم رغم أنها حمّالة للمعرفة،ولكنها تقع هي أيضا بين منزلتين،وإن كانت أقرب إلى العلوم الإنسانية،بفضل ما تتسم به من قدرة على الإلمام بالواقع وتفاصيله،ونقد واقعه واستشراف آفاقه..(الكاتب)
-أقدم هذه الرواية الماتعة للقراء كقارئ فحسب،قريبا من المتعة،بعيدا عن النقد الأدبي،لابداعي التحليل ولا سعيا للتأويل،للاستفادة وتعميمها،للتزيد من الخيال،لأن الخيال أهم من المعرفة!
اخترت رواية الكاتب التونسي المتمرس محسن بن هنية "الأرملة السوداء"حبا وطواعية، شرعت في قراءتها،مجدفا ضد رغبة العودة للصفحات الماضية،موقنا في قدرة العقل الأدبي على الفهم..للوهلة الأولى،يتبدى الوضوح كاشفا عن نفسه،من العنوان إلى الشخوص في بعض الأحداث،لكن سرعان ما تقذف بك الرواية إلى متاهة مازجة بين السرد والعلم والتخيل،تبحث عن البطل فلا تجده،تتحسس موقع -بن هنية-نفسه في المتن فلا تجسر على الحسم إن كان هو -الأستاذ الجامعي ميلاد اليوسف-،مع علمنا بولع محسن بن هنية بالمتون التأسيسية للأدب في تراثنا العربي الإسلامي،أم هو -فاطمة الزهراء-زوجة الأستاذ ميلاد اليوسف..أفشل في ذلك! أتقدم في قراءة هذا العمل الفريد،فيتحداني.يمارس بن هنية الغواية في حقي كقارئ،يستثيــرني ويرهقني،وفي الآن ذاته لا يبخل علي بالخروج بفائدة من "روايته"، لا سيما وأن لنا سابقة احتكاك بالنص البارز للتوحيدي (الإمتاع والمؤانسة)،وبـ(مقامات الـحريري)،و(مقامات بديع الزمان الهمذاني)،و(البيان والتبيين) للجاحظ..فتسعفني القراءة في فهم أن الأساتذة الجامعيين والعلماء والطلبة والبسطاء شخصيات محورية،تلتقي في نص روائي ساحر من إبداع كاتب تونسي ماهر. تروي الأشعار القديمة والملاحم والسرديات الأدبية مصائر إنسانية،وتوثق الحياة الاجتماعية في كل عصر،وتقتحم أفضية يعسر الدخول إليها.وإذا صار الشعر في العصر الحاضر تعبيرا عن موقف من الحياة والنفس،وأداة لالتقاط مظاهر الجمال في الكون،فإن الرواية لا تزال منذ نشأتها وثيقة الصلة بالرصد والتوثيق،حتى غدت منافسا جدّيّا للعلوم الإنسانية. الأدب،بشتى أجناسه،أقدم من علوم الإنسان،وقد مارس عدة وظائف لا تختص بابتكار الأشكال وحدها،وإنما أيضا بما يمكن نسبته إلى المعرفة،كنقل ذاكرةِ مجموعة بشرية،والتعبير عن انسجام ثقافة من الثقافات،فضلا عن وصف التحولات التي تطرأ على المجتمع عبر تاريخه. وفي عصرنا الحاضر،صار الأدب،السردي بخاصة،وسيلة للمعرفة والتنمية الذاتية والتفتّح،فهو إذ يغوص بنا في عوالم اجتماعية وذهنية،يوسع دائرة فهمنا للتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس، وينمي فينا طاقتنا على التعاطف والتسامح،على تجاوز أزماتنا بفتح أبواب الحلم على غد أفضل. من هذه الرؤية احببنا الدخول الى موضوع القيم التي تنطوي عليها الرواية الحديثة،فهل يكتفي الكاتب المعاصر بتزويد قارئه بنماذج من تجارب الاخرين الانسانية والحياتية،حتى تضيف اليه تجارب إنسانية جديدة من دون ان يعيشها ؟ وبعبارة اخرى ما الذي تنطوي عليه الرواية الحديثة غير احتفائها بالحياة البشرية ؟ سؤال يحيلنا جوابه الى مجموعة قيم متظافرة،منها الجمالي واللغوي والفني والثقافي والعلمي،ولعل الزمن يخبئ لنا قيما لا نعلم ماهيتها،بعد ان تطور النص الروائي حتى بات مرتعا خصبا للمعارف المتنوعة،ولو ابعدنا الجانب الفني والجمالي من توصيف الرواية المعاصرة،ذلك الجانب الذي ينمي خيال الانسان،لوجدنا انفسنا امام كم هائل من المعارف في شتى المجالات والحقول،كحقول الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتاريخ والجغرافيا،وعلم الاجتماع وعلم النفس،فضلا عن علوم اخرى كثيرة انطوى عليها النص الروائي المعاصر. لقد كان قارئ الرواية الكلاسيكية ومن خلال حياة شخصياتها،يكتفي بالاطلاع على أنماط من السلوكيات الاجتماعية،من دون مخالطتهم،منذ القرن التاسع عشر نافست الرواية الحالة المدنية،ونفذت إلى الواقع الاجتماعي تحلل مظاهره وأدواءه وتحولاته،وتسبر نفسية أفراده وتطلعاتهم،وتصوّر انتصاراتهم وانكساراتهم،بل إنها توقفت أيضا عند ملامح معمارهم بكثير من الدقة والتفصيل. وحسبنا أن نقرأ بلزاك أو زولا كي نعرف المجتمع الفرنسي في ذلك القرن،أو نقرأ نجيب محفوظ لنعرف القاهرة في مرحلة ما قبل ثورة يوليو/جويلية وما بعدها.فالأدب الروائي،بهذا المعنى،يظل شكلا من أشكال التوثيق الاجتماعي لا مثيل له،لأن التخييل لا يلغي قوة الواقع وحضوره،بل ينظمه في شكل حبكة سردية تبرز أهم ما فيه من عناصر قوة أو ضعف.ومن ميزاته أن له القدرة على النفاذ حيث يريد،حتى ما لا يرى بالعين المجردة،أو ما يحظر دخوله أو الخوض فيه،بخلاف العلوم الإنسانية. ومن ثم فان مقياس نجاح الرواية كان بمقدار ما تمنحه من تجارب الاخرين له،كما ان النص الروائي ينطوي على المتعة الفنية التي هي اساس كل الاعمال الفنية،ولعلنا لا نجانب الصواب اذا ما وصفنا النص الروائي الكلاسيكي بانه الفن الذي يقدم لنا نمطا من انماط المعرفة الاجتماعية،بعد اعادة تشكيله تشكيلا فنيا،وفي ضوء هذه الحقيقة فان قارئ تلك الروايات ما كان يظن أنه يحصل على معلومات عن تطور الاجنة في الارحام،او نتائج التفاعلات النووية او حركة الاجرام في السماوات،وغيرها من المعارف،ولاسيما الطبيعية،فاذا كانت غاية الرواية هذه،اذن ما هي غاية كتب الفيزياء والفلك والكيمياء والطب والهندسة ؟ . ولكن العصر الحديث كان له راي اخر في الموضوع،فقد "فأجأنا" الروائي التونسي محسن بن هنية في روايته الصادرة حديثا "الأرملة السوداء" بترك الحكي جانبا،ليشغل نفسه بإخبارنا بمعلومات عن الفيزياء والكيمياء،وغيرها من العلوم،بعد ان أوقف السرد لصفحات عديدة، مستعملا تقنية ايقاف الزمن السردي،ليذهب بعيدا في شرحه،ولكأني به استاذ جامعي يلقي على طلبته محاضرة في تخصص معين،متمنيا علينا قبول تلك المعرفة التي يقدمها إلينا بعيدا عن جمود الدرس العلمي،ونحن هنا لا ننكر على الفنون جميها توظيفها العلوم المختلفة،فهذا من حقها،ولكن أن يصبح ذلك الفن صورة عن ذلك العلم فهذا-في تقديري-ما لا يمكن قبوله،فعلى الرغم من ظهور التحليل النفسي والاجتماعي للأدب،بوصفه النتيجة المترتبة على توظيف الأدب لعلم الاجتماع وعلم النفس،الا ان تلك التحليلات لم تغن عن استقلالية علم النفس وعلم الاجتماع،كما ان الادب ظل وفيا لأدبيته،ولم يصبح صورة عن تلك العلوم . في هذا السياق يتساءل الأستاذ محمد القاضي (مقدم الرواية) :" هل كان مؤلف هذا النص (الأرملة السوداء لمحسن بن هنية) يخلط بين الرواية والبحث العلمي؟ لكن صوت ينبجس من بين ثنايا النص ولكأني به صوت المؤلف يشرح لنا غايته من الجمع بين السرد في العلم يقول :" قررت التدخل لقطع التواصل في الطرح الكتابي هذا..قد ترفَع في وجهي أقلام لتقول هذا شأن علمي لا علاقة له بالأدب أو السرد الروائي،ففيه مباشرتية فذة مع غياب اللغة الشعرية التي يكتَب بها الأدب..لذا خرجت من غشاء المحاضرة أتنفّس في مجالي الإبداعي السردي..مع هذا لست خائفا من الأقلام والألسن التي ستهاجمني لأني كما ذكرت أرى أن طرق السرد متعددة وأجملها المبتدع.." وهنا أقول :إن أمر توظيف العلمي في السردي ينطوي على اشكاليات متنوعة ومتشعبة،أكثر مما نلمسه في أمر توظيف الشعري في السردي،لأن ما يفرقهما أكثر مما يجمعهما،والمتتبع لأمر توظيف العلم في النص الروائي يجد نفسه وهو يدور في فلك مصطلحات كثيرة متداخلة؛فمصطلحات الرواية العلمية،الرواية التعليمية،رواية الخيال العلمي،المعرفي او الثقافي الروائي،السرد الثقافي،والثقافي السردي،وغيرها،مما يكشف مدى الورطة التي وضع كاتب هذا النص الروائي "الأرملة السوداء" فيها نفسه،لان مصدر الاشكالية التي يفضي اليها تداخل العلمي مع السردي،هو صعوبة دمج خطابين مختلفين في الاسلوب والغاية،وهي اشكالية تختلف كثيرا عن اشكالية دمج السردي بالشعري،لا يستطيع النقد الادبي التعامل معها بسهولة ويسر،فعلى الرغم من اختلاف أسلوب السرد عن الشعر،الا أنهما يظلان يتنفسان من بوتقة واحدة،هي بوتقة الفن،وهو أمر لا يمكن توافره في حالة دمج العلمي بالسردي،فالواقع الاجتماعي بكل تشعباته الثقافية والاخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية،الذي هو ساحة النص الروائي ومسرحه،لا علاقة له بالعلوم والمعارف،كما ان تلك العلوم لا علاقة لها بالسرد،فمن السهولة واليسر أن نجد العادي اليومي بكل همومه السياسية والاجتماعية والاقتصادية،يتألق في عالم الرواية،لأنه العمود الفقري لبنيتها السردية،وهو الرقعة الفسيفسائية التي تحتوي هذا الكم الهائل من كل شيء في الحياة،الذي يصلح ان يكون مادة للسرد،ولكن ان يكون العلم مادة سردية فهذا هو بيت القصيد..! واذا اردنا فك الاشتباك بين هذه المصطلحات المتداخلة تواجهنا اشكالية تحديد المفاهيم التي تنطوي عليها،ولاسيما ان الخط الفاصل بينها في الغرب،أصبح رفيعا يكاد لا يرى،فبعض الكتاب هناك راحوا يكتبون نصف رواياتهم بأسلوب الفنتازيا والنصف الاخر بأسلوب الخيال العلمي،الأمر الذي صعب على النقاد تصنيف تلك الكتابات،ولكن على نحو يمكننا القول أن النقاد والكتاب الغربيين حاولوا جاهدين فك الاشتباك بين بعض تلك المصطلحات،كمصطلحي الخيال العلمي والفنتازيا،فهذا الروائي الامريكي أورسن سكوت يفرق بينهما بقوله:"اذا كانت شخصيات الرواية تقوم بأفعال مستحيلة عبر قيامها بأمور غير منطقية مثل المسح على الجماد او التمتمة امام الاشجار،فان ذلك يسمى رواية فنتازيا،واما اذا كانت تلك الشخصيات تقوم بالفعل المستحيل ذاته،عبر الضغط على زر او الركوب في جهاز فهذه قصة خيال علمي"،كما أن الامر لم يخل من محاولة لتحديد ماهية الرواية العلمية،فهذه احدى الموسوعات الالكترونية تعرفها بانها ضرب من الرواية قوامه التصورات أو التخيلات العلمية.تُعنى بتصوير حياة الإنسان في المستقبل القريب أو البعيد،وتدور حوادثها في معظم الأحيان على سطح القمر أو على سطح المريخ وغيره من الكواكب السيارة،وقد نشأت بعد حقب من التقدم العلمي الحديث.بقيت علينا الاشارة الى ان الرواية التعليمية نمط من الكتابة قديم يختلف جذريا عما سبق ذكره من مصطلحات،فقد أدخل المتخصصون تحت رايتها كل عمل روائي يفيد التعليم،كروايات جرجي زيدان التاريخية،ومحاولة رافعة الطهطاوي في كتابه ( تلخيص الابريز )،ونحن هنا لا نريد تتبع هذه الجهود حتى لا يطول بنا المقام،لأن غاية هذه الورقة هي الاشارة الى نمط من التأليف "فأجأنا" به-كما أشرت-الروائي التونسي المتمرس محسن بن هنية في روايته الشيقة "الأرملة السوداء" التي سنعود إليها -قريبا-عبر مقاربة مستفيضة.. لكنني،في ذات السياق لا أجد ما يبرر ابتعاد محسن بن هنية عن اجوائه السردية،عندما أخذنا بعيدا إلى-الحقل العلمي-مثيرا موضوعات عديدة -كالتطور والإرتقاء،والفيزياء الكمية،والبكتيريولوجيا،وتغيير اتجاه دوران الأرض..إلخ وراح يسرد لنا معلومات علمية جافة لا حياة فيها،يمكنني أخذها من أي كتاب متخصص،وانا عندما أقول هذا القول انما انطلق من رؤية شاعرية للأدب والرواية على وجه الخصوص،لأني أرى أن الانسان مهما وصل به التطور العلمي يبقى ذلك الكائن الذي هو بحاجة إلى فسحة بدائية في حياته تجعله يرجع الى عصر طفولته الاولى..فهناك الملايين من الكتب التي تتحدث عن الفيزياء والكيمياء وعلوم الارض وعلوم الحياة والطب والهندسة وغيرها من المعارف،لكن الانسان طفل حتى ولو وصل العمر به التسعين.. ومن هنا،فإن هذه المؤلفات (الأرملة السوداء-أنموذجا) تثير عدة نقاط تفكير في العلاقات الممكنة بين الأدب والعلم.فالأدب حقل مختلف،والعلم حقل آخر لا يمكن العبور إليه بسهولة من حقل الأدب.فإما أن يكون التأليف في الأدب،وإما في العلم.لكن بالرجوع إلى التاريخ نجد أن التقاطع بين الأدب والعلم ليس جديدًا.ففي سنة 1925،لاحظ ألفريد ويتهايد أن 1605 كانت سنة نشر كتاب "تطور العلم" لبيكون ورواية "دون كيشوت" لسيرفانتس.وكذلك أضاء الفيلسوف الفرنسي ميشيل سيريس عدة مظاهر للتطور المتوازي بين الأعمال العلمية، والفلسفية والأدبية،جاعلًا من القرن السابع عشر أحد "الجسور" بين العلوم الإنسانية والعلوم الحقة.وقد أكد في كتابه "أضواء وعلامات الغروب" ضرورة تجاوز الحواجز الفاصلة بين العلم والأدب.. وإذن؟ العلم والرِّواية إذا،مشتركان في الغاية،مختلفان في الوسيلة،كلاهما يبحثان عن الحقيقة،فالعلم يسعى للحقيقة ولا شيء آخر غير الحقيقة،الإنجازات العلمية التي تتحقّق من خلال البحث عن الحقيقة هي أعراض جانبيِّة لا يخطط العلم للوصول إليها،استثمار الاكتشافات العلميّة سلباً أو إيجاباً ليست من مسؤولياتِ العالِم. تسعى الرواية للحقيقة من خلال تكثيف الأحداث بحيث نقرأ مسيرة شعب أو فرد بعدد كبير من الصفحات،هذا التّكثيف يسمح لنا بفهم الارتباط بين المقدِّمات والنَّتائج،وكذلك يجعلنا نتوقف عند مسلّماتنا الفكرية لنعيد التّفكير بها،بعض الأفكار من كثرة استخدامها لم تعد تثير اهتمامنا،فلا نكترث بها.وتأتي الرِّواية لتقول الأفكار ذاتها بشكل غرائبيّ يثير الدهشة،فتُغرّب المألوف وتؤلّف الغريب. على سبيل الخاتمة : لقد ازدهرت الرواية ليس بسبب فقدان النموذج المشترك للاستجابة النفسية وغياب قاعدة القيم المشتركة فحسب،فالعلم الذي يؤدي دوراً جوهرياً في الوقت الحاضر ويشدد على المنهج التحليلي أعان الروائي على اكتساب المزيد من الشعبية لأن المنهج الذي تسلكه الرواية تحليلي أيضاً بعكس المنهج التركيبي.ولم يعد الإنسان المعاصر الواقع تحت تأثير العلم أيضاً مهتماً كثيراً بالتعبير المجازي الذي يميز الشعر وبدأ يميل أكثر إلى الرواية حيث يجد إيضاحاً وشرحاً وافيين في هذا الجنس الأدبي.ثم إن تطور علم النفس في القرن العشرين جعل الناس يتطلعون لمعرفة الحافز وراء سلوكهم وشعورهم بالاندهاش فكرياً،حين يعمد أحد الكتاب إلى الكشف عما تفكر به شخصية ما،وهذا أمر ممكن في الفن الروائي فحسب.وقد فتح الروائي محسن بن هنية هذا الباب الذي استعصى فتحه سابقا،وتحاشاه العديد من الروائيين التونسيين والعرب.. ختاما أقول :الرواية لا تدّعي العلم رغم أنها حمّالة للمعرفة،ولكنها تقع هي أيضا بين منزلتين، وإن كانت أقرب إلى العلوم الإنسانية،بفضل ما تتسم به من قدرة على الإلمام بالواقع وتفاصيله،ونقد واقعه واستشراف آفاقه،فضلا عن كونها أداة مثلى لقراءة العالم.والمبشرون بموتها،بسبب المستحدثات التقنية المتواترة،ومزاحمة الشاشات،إنما يبشرون بفقدان الإنسان وسيلة لا غنى عنها لفهم العالم والإقامة فيه. ولكن..من الصعب فهم و تلخيص حكايات رواية "الأرملة السوداء**" للمحسن بن هنية،أو سرد مضمونها أو معناها،لأن المعنى يتحقق من خلال قراءتها ومحاولة الإمساك بفنياتها المخاتلة وروحها المتمردة.
*الأرملة السوداء-محسن بن هنية -مراجعة لغوية: فاطمة بن هنية -تصميم داخلي : فريق رنة للنشر والتوزيع والطباعة. -رنة للنشر والتوزيع والطباعة-جمهورية مصر العربية. *الأرملة السوداء الجنوبية أو الأرملة الجنوبية (الاسم العلمي: Latrodectus mactans)، وببساطة يسمونها الأرملة السوداء،هي نوع من العناكب السامة للغاية من جنس الزوع.وتتميز إناثها بأن لها لون مميز من الأسود والأحمر،وتأكل أحيانا شريكها بعد الإنجاب.وتستوطن هذه الأنواع في أمريكا الشمالية.وسمها نادرا ما يكون قاتل للبشر.وتبدو ذكور وإناث هذا النوع من العناكب مختلفة وفي جميع الحالات الإناث هي الأكثر تميزا في الشكل بسبب هيئتها السوداء والحمراء اللامعة حيث توجد علامات على الجانب السفلي من البطن تشبه شكل الساعة الرملية التي تٌستخدم لإرسال أشارات تحذير لبعض الحيوانات.ويبلغ طول الذكور حوالي نصف حجم الإناث وهم أفتح لوناً من الإناث مع وجود بقع حمراء أو وردية على ظهورهم. تعيش الإناث تقريبا ثلاث سنوات بينما يبلغ عمر الذكور شهر أو شهرين لهذا سميت الإناث بالأرامل.
#محمد_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجليات الصور الفنية في قصيدة -الكلُّ عائدُ،هكذَا الأدوارُ!-
...
-
قراءة-عجولة-في قصيدة (أمّاه..يا مهجة الروح..ونرجس القلب) للش
...
-
الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري-يوصيني خيرا-ببعض ق
...
-
مولود إبداعي متميّز (ترانيم العشق )*للشاعر التونسي الكبير د-
...
-
هوذا الكاتب التونسي الكبير محسن بن هنية..الذي وضعتني-الأقدار
...
-
تأثير الواقع النفسي للشاعر في اتساق اللفظ والمعنى مع واقعه ق
...
-
قراءة انطباعية-متعجلة-في قصة قصيرة جدا بعنوان (-رغيف-..مغموس
...
-
قصائد تونسية ستبعث في أعماقكم الشعور بالانتماء إلى طين الأرض
...
-
وجه من النخبة الفكرية والثقافية التونسية: الشاعر الكبير د-طا
...
-
على هامش -الصمت العربي الخلاّب- في ظل محرقة غزة ! هل تنصت آذ
...
-
جماليات الصور الشعرية..وتجليات المبنى والمعنى..في قصيدة الشا
...
-
على هامش اليوم العالميّ للّغة العربيّة* شعراء عرب يتغزلون في
...
-
تمظهرات صهيل الشوق..ولوعة الغياب في قصيدة الشاعر التونسي الك
...
-
إشراقات العشق..وتجليات اللغة في قصة -عشق معتّق- للكاتبة العر
...
-
ثلة من الشعراء التونسيين يكتبون بحبر الروح ودم القصيدة..انتص
...
-
الشاعر التونسي الألمعي د-طاهر مشي : شاعريته تتألق في سماء ال
...
-
تجليات الذاتِ الأنثوية..في أفق قصيدة النثر النسوية العربية و
...
-
حين يتخفى الشعر..في قناع الوَجَع..قراءة فنية متعجلة في قصيدة
...
-
الإدهاش الإبداعي..في أفق قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر
...
-
على هامش الحرب-القروسطية-على غزة..أرض العزة غزة: درب الآلام.
...
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|