|
في الدين والقيم والإنسان.. (30) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
بنعيسى احسينات
الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 12:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الدين والقيم والإنسان.. (30) (تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب
لقد توقفت النبوة والرسالة الخاتم مع محمد (ص). لأن البشرية بلغت النضج الإنساني، الذي سيكفل لها القدرة، على التشريع لنفسها بنفسها.
بعد الطرد الإلهي لآدم وزوجه من الجنة، التحق بالأرض ليحيا فيها، بنعيمها وشقائها. فيها يعمل، إما خيرا أو شرا، لينال الجنة أو جهنم.
كيف ظهر الحديث بعد قرنين من موت الرسول (ص)؟ ليبين لنا تفاصيل كتاب الله وخباياه؟ لماذا لم يقم بهذا الرسول نفسه والصحابة في حياتهم.
هل الذكر الحكيم ناقص، يحتاج إلى من سيكمله ويسد نقصه، بعد مرور قرنين من نزوله؟ ولماذا لم يعلن النبي (ص)، عن الوحي الثاني في عهده؟
قال رسول الله (ص): "لا تكتبوا عني، ومَن كتب عني غير القرآن فَليمْحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليّ فليتبوَّأ مقعده من النار".
إن الإسلام الموازي، الذي ظهر في العهد العباسي، حاول تقليد التلمود والإنجيل، بجمع الحديث واعتباره وحي ثاني، لتهميش تدبر القرآن.
انقسمت الأمة العربية الإسلامية، إلى أكثر من أربعة مذاهب. أما التيارات فحدث ولا حرج. فكيف لا تنقسم الأمة إلى دول وشيع وتكتلات؟
الواقع والسياسة والتاريخ يقول: إن الأمة العربية الإسلامية منقسمة. والعقل الديني الإسلامي يقول: إنها غير متفرقة، بل وحدها الإسلام.
العقل العربي الإسلامي ثابت، لا يقبل التغيير والتطور. يقوم على إعادة إنتاج ما خلفه السلف، من فكر وشرح وتفسير، من غير اجتهاد وتجديد.
في صدر الإسلام، كانت الفتوحات في الشام والعراق ومصر. وفي العهد الأموي والعباسي، كان الغزو بالقوة، في شمال إفريقيا والأندلس.
لقد تعربت سلميا، الشام والعراق ومصر، مع الفتوحات الإسلامية. وتعربت شمال إفريقيا والأندلس بالقوة، مع الغزو الأموي العربي الإسلامي.
أسلمت الفرس والأتراك، وبعض دول آسيا دون تعريبها، لأنها لم تدخلها الجيوش العربية الإسلامية. فكان الضحية، شمال إفريقيا والأندلس.
لقد أفسد التاريخ والسياسة والطمع، الرسالة المحمدية الإسلامية، الموجهة للناس أجمعين. فمن سيعيد لها، صفاءها وصحوتها بين المسلمين؟
نحن في القرن 15 للهجرة، ولا زالت المعاهد الدينية تخرج نفس النمط من العلماء. ألم يحن وقت إعادة النظر في تكوينهم، حتى يسايروا العصر؟
على رجال الدين بأمة الإسلام، أن يطالبوا بتطوير تكوينهم، حتى يتمشى مع العصر. كالانفتاح على العلوم الإنسانية وعلم مقارنة الأديان.
إلى متى يبقى التعليم الديني، يكرر ويردد ويجتر، ما كتبه السلف وأنتجه، من أفكار وشروح وتفاسير، وعلوم وفقه وشريعة من دون اجتهاد ونقد.
إن الدين الإسلامي اليوم، في حاجة إلى تجديد وتطوير، دون المساس بثوابته. إن تطور العالم وتقدمه، لا يسمح بتخلف علوم الدين ومعارفه.
لقد حان انفتاح الديانات والقيم الإنسانية، على بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى. لأن كلاهما يخدم الإنسان، في حقوقه واطمئنانه الروحي.
إن احتكار الدين من طرف المشتغلين به، وتحويله إلى بضاعة صالحة للبيع والشراء، لا يخدم لا الدين ولا الإنسان، بل يخدم الشيطان والطغاة.
الوحي من عند الله، فهو واحد لا اثنين. الأول أوحي لرسوله (ص)، بواسطة جبرائيل. والثاني رواه بشر عن النبي (ص)، بعد موته بقرنين.
عرفت الديانات الثلاث اختلافا في الشعائر، إلا أن في الدين الإسلامي، اختلاف في طرق التدين بين الشيعة والسنة، وبين كل منهما على حدة.
إن القرآن نص مطلق عام وشمولي، صالح لكل زمان ومكان. والحديث ألرسولي موضح للقرآن، والحديث النبوي نسبي صالح لزمانه.
ما نحفظه ونردده، من آيات وأدعية وأمثال وحكم، لم نختبرْ معناها وغايتها، لأننا تلقيناها تقليدا وتعودا، من دون فحص وتدبر وفهم دقيق.
بعد موت الرسول (ص) بقرنين، تم جمع 600 ألف حديث، وانتقي منها 7 آلاف، في العصر العباسي. منها 10 % مقبولة فقط. فلماذا إقصاء الباقي؟
أي مصداقية تبقى لأحاديث الرسول (ص)، بعد مرور قرنين من موته؟ فمن بين 600 ألف حديث جمعت، 90 % منها غير صالحة، و 10 % فقط مقبولة؟
العالم العربي الإسلامي، ينتج حوالي 10 آلاف رجل دين سنويا، ولم ينتج ولو عالما واحدا، في كل سنتين أو أكثر، في العلوم الكونية الحقة.
مصاريف العمرة أو الحج، بدأت في تصاعد مهول مؤخرا. ورغم ذلك، لا زال الإقبال مستمر، دون التفكير في تخصيص جزء من ذلك للفقراء.
القرآن الكريم، كتاب الله عز وجل، يملك سرا ربانيا عجيبا. فعندما نقرؤه أو نتلوه، نشعر بأمن واطمئنان، ونزداد تشبثا به. إنه حقا معجزة.
إن الذكر الحكيم، كتاب الله التام الكامل الشامل؛ بدقته وتفاصيله لكل شيء. قد توج كل الكتب السماوية السابقة، وهو صالح لكل زمان ومكان.
إن القرآن المجيد، كتاب دين وعلم وحكمة، وكتاب تاريخ وأحداث، وكتاب تشريع وموعظة، وكتاب قيم وأحكام، لم يفرط سبحانه، فيه من شيء.
الدين الإسلامي غير محضوض بالقياس الزمني؛ نبيه مات مبكرا، خلفاؤه الراشدين ماتوا اغتيالا، فقهاؤه وشيوخه أخطئوا موعدهم مع التاريخ.
إن معجزات الرسل والأنبياء قبل محمد (ص)، كانت مجسدة لتقترب من فهم الناس. لكن كلما ابتعدنا زمنيا عنها، اتسمت أكثر بالغموض.
معجزة محمد (ص) مجردة: القرآن. فكلما ابتعدنا عنه زمنيا، توضح أكثر. ففهم السلف له ليس هو فهمنا نحن اليوم. فحقائقه تنجلي مع الزمن.
لقد استطاع رجال الدين أن يقنعوا الناس، بأن هناك فرائض وطقوس وأفعال، تغفر كل الذنوب. هكذا لم يعد الاكتراث بها، وتم إماتة الضمير.
التدين مسألة فردية، بين العبد وربه. لكن العمل الصالح والصراط المستقيم، مسألة جماعية إنسانية. لذا ربط الله عز وجل، الإيمان بالعمل.
علماء الكونيات بمثابة أنبياء، يهتمون بالبحث والدراسة في كلمات الله، لاكتشاف أسرار الكون الرباني، واستفادة بني الإنسان من نتائجه.
ثقافة الإنسان العربي الإسلامي، ثقافة شفاهية وشفوية غالبا. تلقاها عن طريق السمع، عبر التقليد والعادة، لا عن طريق التعلم والتعليم.
#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الدين والقيم والإنسان.. (29)
-
في الدين والقيم والإنسان.. (28) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر
...
-
في الدين والقيم والإنسان.. (27) /
-
في الدين والقيم والإنسان.. (26) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر
...
-
في الدين والقيم والإنسان.. (25) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر
...
-
في الدين والقيم والإنسان.. (24)
-
في الدين والقيم والإنسان.. (23) /
-
في الدين والقيم والإنسان.. (22) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر
...
-
-أسعد الشرعي- اليمني البريطاني والفتنة بين المغرب والجزائر 2
...
-
-أسعد الشرعي- الناشط اليمني البريطاني، والفتنة بين المغرب وا
...
-
رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل
...
-
ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية.. 3 / أذ. بنعيسى احسينات -
...
-
مختلفات خاصة منها وعامة 31..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 30.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
ولم يُسمحْ بمناقشته من أي كان.
-
مختلفات خاصة منها وعامة 29.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 28.. / أذ . نعيسى احسينات - المغرب
-
رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل
...
-
رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل
...
-
رجال التعليم بالمغرب، بين رفض النظام الأساسي، والتمسك بالتعل
...
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|