أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الإرهاب العربي الإسلامي














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الإرهاب العربي الإسلامي


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل لسلحوت
لم يعد خافيا على أحد أنّ القوانين والأعراف ولوائح حقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات الرّنّانة هي الّتي يضعها القويّ، ويطبّقها بما يخدم مصالحه، وقد ثبت ذلك مرارا وتكرارا بعدما برزت الولايات المتّحدة الأمريكيّة كقوّة عظمى بعد الحرب الكونيّة الثّانية، وتجلّى ذلك بشكل واضح بعد انهيار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الاشتراكية في بداية تسعينات القرن الفارط. وانفراد أمريكا بالسّيطرة على العالم، بل إنّها جعلت من نفسها شرطيّ العالم، وتتمحور نظريّتها في التّحكم بالعالم حول:" ما لا يمكن تحقيقه بالقوّة يمكن تحقيقه بقوّة أكبر"، لذا فهي تغزو وتدمّر وتقتل وتحتلّ دون أيّ رادع أخلاقيّ، وقد نجحت في ذلك في مواقع مختلفة في العالم، وفشلت في أماكن أخرى. ومن يعارض السّياسة الأمريكيّة فهو إرهابيّ سواء كان هذا دولا أو أحزابا وجماعات، وحتى الأفراد أو حتّى لو كان معتقدات دينيّة. ويلاحظ أنّ أمريكا وحلفاءها قد حصروا الإرهاب في العرب والمسلمين، بعد أن سلّطت أمريكا على معظم الدّول والشّعوب العربيّة والإسلاميّة حكّاما تابعين لها، يأتمرون بأوامرها وينفّذون ما تريد دون نقاش، فهم "كنوزها الاستراتيجيّة" كما وصفهم الرّئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيرس أثناء ما سمّي " الرّبيع العربيّ" الّذي انطلق عام 2010، وثورة الشّعب المصري على نظام الرّئيس المخلوع حسني مبارك.
وبما أنّ أمريكا حصرت الإرهاب في العرب والمسلمين، فإنّ أيّ ثورة شعبيّة للتّحرّر من الديكتاتوريّات والأنظمة العميلة هي ثورة إرهابيّة، وأيّ محاولة للتحرّر من الاحتلال الأجنبيّ في العالمين العربيّ والإسلاميّ هي حركات إرهابيّة! فمثلا احتلال اسرائيل للأراضي العربيّة أمر مشروع، ومقاومته إرهاب، بينما احتلال روسيا لأراض أوكرانيّة هو خرق للقانون الدّولي، لهذا فأمريكا وحلفاؤها سارعوا ولا يزالون يزوّدون أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة لتحرير أراضيهم.
والإسلام كدين وعقيدة كان أتباعه -حسب وصف أمريكا لهم-يشكّلون "السّور الواقي من خطر الشّيوعيّة" قبل انهيار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكيّة، وشكّلوا تنظيم القاعدة وبدعم وتمويل من دول الخليج الذي كان عربيّا لمحاربة السّوفييت عندما احتلوا أفغانستان عام 1978، واعتبروها تنظيما تحرّريّا! وعندما انقلبت القاعدة عليهم صارت تنظيما إرهابيّا! وبعد انهيار الاتّحاد السّوفييتي والدّول التي كانت تدور في فلكه بدأت حملة إعلاميّة هائلة لشيطنة الإسلام والمسلمين. وما يخدم مصالح أمريكا وحلفائها أمر مشروع، ومن يخالفها فهو إرهابيّ محاربته واجبة، فإيران الشّاه كانت صديقة لأمريكا، وبعد الثّورة عليه صارت ايران دولة إرهابيّة وداعمة للإرهاب، وإدارة الرّئيس الأمريكي السّابق ترامب ألغت الاتّفاق النّووي الذي وقعته أمريكا في عهد الرّئيس أوباما مع إيران، واعتُبرت ايران دولة ارهابيّة لا تحترم الاتّفاقات الدّوليّة، وقبل ذلك جرى تدمير العراق واحتلاله وهدم دولته، وقتل وتشريد شعبه بناء على أكذوبة امتلاكه وتصنيعه لأسلحة الدّمار الشّامل، وكذلك جرى اسقاط نظام القذّافي في ليبيا، وإدخال ليبيا في حروب أهليّة لا تزال مستمرّة حتّى يومنا هذا، وجرى تمويل الإرهاب لتدمير سوريّة والعراق، ومحاصرة سوريّة ولبنان وإيران وغيرها.
ووصلت الغطرسة إلى درجة اعتبار أيّ جريمة جنائيّة يرتكبها عربيّ أو مسلم عملا إرهابيّا، بينما إذا ارتكب مثيلتها غير عربيّ وغير مسلم وبناء على فكر عنصريّ فإنّ مرتكبها يوصف بالجنون! وبالتّالي "ليس على المجنون حرج"!
وأمريكا التي ترفع شعارات مثل حقوق الإنسان، وحقوق الطّفل والمرأة واحترام القوانين والأعراف الدّوليّة، واتّفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ، لا تتجاهل هذه القوانين عندما تتعلّق بالعالمين العربيّ والإسلاميّ فحسب، بل إنّها تشنّ حروبها على من يدعو إليها، وتصف حروبها هذه بأنّها " حرب أصحاب النّور على الظّلاميّين"، ومن دعوا ولا يزالون يدعون باستعمال الأسلحة النّوويّة لتدمير قطاع غزّة وقتل مليونين ونصف المليون إنسان فيه ليسوا إرهابيّين، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وقتل الأطفال والنّساء ليس إرهابا، بل هي حروب عادلة! وقطع الماء والغذاء والدّواء عن ملايين البشر ليس إرهابا! ومن يدعون إلى التّطهير العرقي ليسوا إرهابيّين ما داموا غير عرب وغير مسلمين! والحديث يطول.
29-1-2024



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشّاعر محمد الشحات والإبداع اللافت
- صدور-شقيقي داود-سيرة غيرية- لجميل السلحوت
- رواية دموع الشّمس والواقع المعاش
- صدور رواية الأرملة بالفرنسية
- رسالة تعزية للأسير حسام شاهين
- وداعا للعام 2023
- على شرفة حيفا وشرّ البليّة
- بدون مؤاخذة-في وضح النّهار
- بدون مؤاخذة-تطبيع السّعوديّة مع اسرائيل
- قصّة الأطفال -عودة شيماء- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-الأنظمة العربية تقبل بما نقبل
- قراءة في قصّة الأطفال-جدّي يعشق أرضه-
- رسالة التّوعية في -وهكذا أصبح جاسوسا-
- بدون مؤاخذة-تزاوج العهر السّياسيّ والإعلامي في التّطبيع
- رواية المهطوان وضياع البوصلة
- بدون مؤاخذة-استماتة نتنياهو للتطبيع مع السعودية
- نداء من القلب وهدهدة الجدّات للأحفاد
- مولدي ولعنة الخامس من حزيران
- محمود شقير يفتح نوافذ البوح والحنين
- بدون مؤاخذة-راح الأقصى


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الإرهاب العربي الإسلامي